مع قدوم عيد الأضحى المبارك، يتناول الناس كميات كبيرة من اللحوم المختلفة على مدار أيام العيد، دون الالتفات لخطر ما يقوموا به على صحتهم. وقدم خبراء تغذية وأطباء في تصريح خاص ل"بوابة الوفد"،عددا من النصائح الصحية ليمر العيد بسلام على الأصحاء والمرضى. مشكلة طهي الطعام. فيما أرجعت دكتورة ليندا جاد استشاري التغذية العلاجية والسمنة والنحافة، السبب الرئيسي لمشكلة الشراهة المفرِطة في الأكل في عيد الأضحى المبارك لطريقة طهي الطعام، والتي يستخدم فيها كمية كبيرة من السمن مما تزيد من نسبة الدهون بشكل كبير جدًا. ونصحت جاد بتناول اللحم مسلوق أو مشوي بشرط عدم تركه حتى يصبح لونه داكن جدًا بمعني "منحرقوش"، موضحه أنه يفضل شويه في الفرن، بجانب ضرورة عدم الاعتماد على اللحم فقط في الطعام مع التوازن بين كمية اللحوم والأطباق المصاحبة لها، لافته لضرورة تناول السلطات خاصة الخضراء لتساعد على الشبع سريعًا. وقالت:"محدش يقدر يقول للناس متكلوش لحمة كتير في العيد علشان محدش هيبطل أكل في العيد، لكن نقلل من الدهون الخارجية وكفاية الدهون الموجودة في اللحمة، وبنصح بالبقدونس لأنه بيقلل الدهون الضارة في الجسم، ولازم نشرب سوائل وأعشاب كتير أفضلهم الليمون"، مشددة على مرضى الكبد والكلى بتناول قطعتين لحم على حد أقصى، وذلك لأنهم ممنوعين من الدهون التي تؤثر سلبًا على صحتهم. تجنب الحلويات. كما طالبت استشاري التغذية، من المواطنين بالابتعاد عن "تحمير" اللحم بعد سلقه، لأن بذلك تتشبع اللحم بكمية مضاعفة من الدهون التي تضر الجسم، بجانب الابتعاد عن تناول الحلويات بعد الوجبات لأنها تسبب تلبك معوي، فضلًا عن ضرورة ترك المعدة ساعتين على الأقل لتتمكن من استقبال نوع أخر من الطعام، حتى لا تسبب تخمر وتجعل المعدة لا تهضم الطعام وتسبب الانتفاخات والتخمة. نصائح للمرضى فيما حذر أحمد مراد هاشم أستاذ الكبد والجهاز الهضمي بطب القصر العيني، بعض المرضى من تناول اللحوم في عيد الأضحى المبارك، لأنها تسبب خطر على صحتهم، وعلى رأسهم مرضى الكبد والكلى والنقرس ومرضى ارتفاع الكوليسترول ودهون الدم. وأوضح مراد أن ارتفاع الأسعار جعلت تناول اللحم قليل بالإجبار ولكن في عيد الأضحى يقبل الناس على اللحم باعتبارها عادة لا يمكن التخلي عنها حتى المرضى منهم، وطالب بالابتعاد التام عن الدهون وألا يزيد المريض عن تناول قطعة لحم واحدة على مدار اليوم، بجانب عدم الإفراط ويفضل تجنب تناول الأعضاء الداخلية من "كبد وكلاوي وقلوب" حفاظًا على سلامة المريض. تليف الكبد وقال مراد أن مرضى تليف الكبد الوبائي على رأس المحذور تناولهم للحم بكمية، معللًا أنه لو تناول نسبة بروتين عالية قد تسبب له غيبوبة كبدية ،والتي تكون موجودة ليس فقط في دهون اللحم ولكن بالمرقة الغنية بالبروتين. وكشف عن بعض الأعراض التي قد يشعر بها مريض الكبد عقب تناوله للبروتين، وحينها لابد من الإسراع للطبيب، ومنها "رعشة وهمدان في الجسم وشعور بالخمول"، مطالبًا منه تناول كمية قليلة جدًا من اللحم الأحمر منزوع الدهن والتي المفترض أن تعادل 100 جرام "حجم علبة الكبريت". الكوليسترول ودهون الدم وعن مريض الكوليسترول ودهون الدم، والمصابين بجلطات مخية أو قلبية قديمة، أوضح أستاذ الكبد بالقصر العيني، أن هولاء المرضى مع تناول اللحوم قد يصابوا بتصلب في الشرايين أو جلطات في الأوعية الدموية، وطالبهم بضرورة تناول قطعة من اللحم الأحمر الخالي من الدهون البيضاء على أن يكتفي بالدهون الغير مرئية الموجودة باللحم الأحمر. داء الملوك اما المصابون ب"النقرس" : فقدناشد الدكتور مراد، مريض النقرس أن يقلل كمية البروتينات لأنها ترسب حمض "اليوريك اسد" الذي يسبب آلام في المفاصل. مرضى الكلي وقال استاذ الكبد، أن الكلى مسئولة عن مراحل التمثيل الغذائي للبروتينات، لافتا أن مرضى الفشل الكلوي أو المصابين بضعف في وظائف الكلى، عليهم عدم الإعتماد على اللحم والمرقة بشكل أساسي ويعتمدوا أكثر على تناول الخضراوات الطازجة خاصة الخضراء منها، لأنها تساعد الامعاء على التخلص من الدهون والسموم الناتجة من البروتين، بمعنى أنها تعمل على تقليل الأثر السلبي الناتج عنها. نصاح عامة ونصح استاذ الجهاز الهضمي، بالابتعاد عن اللحوم المحمرة لأنها تُكون عالية الدهون، وطهي اللحوم بشكل كامل على أن تكون مسلوقة أو مشوية. واستكمل، أن تناول اللحم البقري أفضل وصحي أكثر من لحم الضأن لأن نسبة الدهون به أقل من اللحوم الاخرى. مخاطر شوي اللحم. فيما حذر أشرف عبد العزيز أستاذ بقسم التغذية وعلوم الأطعمة بكلية الاقتصاد المنزلي جامعة حلوان، من الإسراف في تناول لحم الضأن لاحتوائه على نسبة عالية جدًا من الدهون الضارة صحيًا، واستبداله بلحم البتلو والكندوز لقلة الدهون به مقارنة بالضأن. كما ناشد المواطنين بعدم الإفراط في "شوي اللحم" قائلًا:" الشوي يؤثر على الدهون وبيخليها مشبعة أكثر وبتأثر على نسبة البروتين وتعمل على تكثيفها، وتكون مركبات يطلق عليها مركبات نيتروجينية، وده من درجة الحرارة العالية جدًا اللازمة للشوي، ويفضل اللحم المسلوق بعد نزع الدهون الظاهرة منه". أهمية الخضراوات ولفت أستاذ التغذية، لأهمية تناول الخضروات مع اللحم لأنها مضادة للأكسدة، مطالبًا بالامتناع عن استعمال الدهون الخارجية أثناء طهي الطعام، بجانب التناول بحرص للأعضاء الداخلية لارتفاع نسبة الكوليسترول والدهون بها. وعن الأعراض الجانبية للإفراط في تناول اللحم أجاب عبد العزيز، بأن ما ينتج عن العادات الغذائية الخاطئة لا يظهر في وقتها بينما على المدى الطويل، ومنها رفع الكوليسترول وزيادة الوزن واحتمالية الإصابة بمرض السكري من الدرجة الثانية.
