ساد الهدوء ميدان التحرير اليوم مع أول أيام العصيان المدني الذي دعا إليه بعض القوي الثورية في الوقت الذي استمر فيه العمل داخل المجمع بصورة طبيعية وتوافد المئات عليه لقضاء مصالحهم. وشهد الميدان حلقات نقاشية بين المعتصمين المؤيدين للعصيان والمارة الرافضين له فيما سيطرت انتخابات رئاسة الجمهورية علي المناقشات بين مؤيدي تصريحات المجلس العسكري والموعد الذي حدده لفتح باب الترشح للمنصب في 10 مارس القادم وبين المطالبين بتسليم السلطة فوراً للمدنيين. ووزعت المبادرة الوطنية لإنقاذ الثورة المصرية بياناً طالبت فيه بتقديم موعد انتخابات الرئاسة حقناً للدماء وإنقاذ الاقتصاد - علي حد نص البيان مقترحاً فتح باب الترشح فور انتهاء انتخابات مجلس الشوري وإعلان أسماء المرشحين في 7 مارس وتنصيب رئيس جديد للبلاد قبل أبريل القادم. ورفض المواطنون بيان المبادرة لكونه لا يقدم جديداً ويقتصر علي تقديم الموعد المحدد لأيام معدودة قائلين: "سنلتزم بموعد المجلس العسكري وإذا حدث غير ذلك سنخرج بالملايين للميدان". وخلا الميدان تماماً من المنصات ومكبرات الصوت وانتظمت الحركة المرورية في جميع أرجاء الميدان ومداخله ومخارجه بصورة طبيعية للغاية دون أي عوائق لها مع انتشار الباعة الجائلين بكثافة وتواجد خيام المعتصمين بالصينية الوسطي فيما سيطر الهدوء علي المنطقة المحيطة بوزراة الداخلية. ورفض أصحاب المحلات المحيطة بالميدان دعوات العصيان وأصروا علي العمل في يوم إجازتهم بينما اعتبر أحد الشباب المؤيدين للعصيان عدم التوافد علي الميدان بأعداد كبيرة نجاح للعصيان. وقال علي متولي، صاحب محل حقائب إن دعوة العصيان لم تؤثر علي حركة البيع موضحاً محاولات المعتصمين إقناع أصحاب المحال بإغلاقها عبر مكبرات صوت جابت الشوارع الجانبية والمؤدية للميدان. وتابع: رفضنا لأننا نخاف من انهيار الاقتصاد المصري وعايزين البلد تمشي. وألقي الشباب المعتصمون القبض علي أحد البلطجية اثناء محاولته سرقة موبايل داخل الخيام وقاموا بتقييد يديه بالحبال والتحفظ عليه بإحدي الخيام في الوقت الذي تلقي فيه البلطجي الضرب من الشباب المتواجدين بالصينية. واصطفت سيارات الإسعاف بجوار مجمع التحرير ومسجد عمر مكرم تحسباً لوقوع إصابات.