نطالب بعودة العلاقات الايرانية المصرية ردا على عدم مساعدة دول النفط لمصر . مصر لم تتخلى يوما واحدا عن اى دولة عربية ، فوقفت مع الكويت عندما قام صدام بغذوها واشترك جنود مصر البواسل فى تحرير الكويت ، وقفت مصر بجوار العراق فى الحرب الايرانية حتى تم صد الغذو الايرانى لدول الخليج ،وقفت مصر مع لبنان فى كل اوقات المحن اثناء الحرب الاهلية ، مصر هى الحصن الحصين للقضية الفلسطينة التى خاضت الحروب من اجل تحرير ارضها ، فهى قضية مصرية بالدرجة الاولى ، لم تتخلى مصر عن اى دولة خليجية فى قضية امن او حماية ، ساندت الامارات فى قضية احتلال ايران للجزر الامارتية الثلاثة حتى اليوم ، المصريون هم من قاموا بناء دول النفط قبل ان يأتيها او يعرفوا طريق العمالة الهندية والفلبينية ، لم يتخلى المصريين عن الدول الخليجية يوما فى اى قضية وكانوا السند ، فبدون مصر لن يكون لتلك الدول شاناً مهما بلغ ثرواتها واموالها ، فالعقول توجد فى مصر ، والايدى البناءة فى مصر ، والجيش والردع يوجد فى مصر ، مصر ام الدنيا ، التى عندما يأتيها العرب الخليجيين يفتخرون بها ويتمنون العيش بها مهما كانت شوارعها ومهما كان فقر اهلها ، بلد الحضارات والانجازات ، مصر بلد النيل والاهرامات ، مصر بلد الامة العربية . انها مصيبة كبرى للمصريين ان ينخدعوا فى دول النفط بل اقول فى امراء الدول النفطية وليس شعوبها ، فهولاء مجرد امراء لم يصل التغيير لهم وسوف يأتى يوما ليصحو شعوب الدول الخليجية ليتحرروا من هولاء الاسياد الى الحرية كما فعل المصريين واهل تونس وليبيا ، فهم يستخدمون الدين غطاء والشريعة مظهرا ، لتحقيق اهدافهم والتمسك بالسلطة ، وتوارثها عبر الاجيال !! المصيبة ان ان يمتنع دول النفط عن مساعدة مصر فى وقت المحنة ، وقت احتياج مصر لاخواتها العرب ، فلم تجد منهم اى مساعدة ، والغرض معروف ويدركه المصريين جمعيا ، ان هولاء الامراء حاقدين على الثورة المصرية وبغبائهم لا يريدون للثورة النجاح وكانوا يتمنون رجوع مبارك الى السلطة باى شكل ، اذن هم يدافعون عن الديكتاتورية والاجرام وليسوا فى سبيل الحرية والكرامة كما يدعون انهم يطبقون شرع الله ، انها لحظة سوداء فى تاريخ الامة العربية ان يفضل امراء النفط الدول الغربية على الاخت الكبرى مصر، بل انهم على ما يبدو تلقوا الاوامر من اسيادهم وحامى مناصبهم اسرائيل والدول الغربية وامريكا ، تلقوا الاوامر " لا تساعدوا مصر " ، فلابد ان ينفذوا فورا كما كان ينفذ مبارك الاوامر ، فكان فى القفص مسكينا ذليلا لا حول له ولا قوة ، يفكر ويهدد بالانتحار . اذا كانت دول النفط تستند على مدخراتها من البترول فهو منتهى لا جدال ، ويبقى العقل المصرى مرة اخرى الذى يستطيع البناء ولا يعتمد على اسياد ، فاعتماد هولاء الامراء على الدول الغربية لابد ان يأتى يوما ويتخلى عنهم الغرب ووقتها لن يجدوا مأكل ولا ملبس ولا عطرا ، فجميع الدول الغربية منذو سنوات ومازالت تحاول الاستغناء تدريجيا عن النفط بايجاد بدائل اخرى للطاقة ، وفى خلال ثلاثون عاما سوف يعانى تلك الدول النفطية من ندرة فى الموارد خاصة انها دول منكشفة اقتصاديا على العالم الخارجى ويتحكم فيها بنسبة تصل فوق 90% ، فيتساوى الصومال والكويت فى معدل الانكشاف الاقتصادى للعالم الخارجى بمعنى ان الكويت والصومال تستورد بنفس النسبة حيث لا تمتلكان اى فرصة للانتاج بل ان الصومال تفوقت على الكويت فى هذا المعدل اخيرا لما تمتلك من اراضى ومراعى ولو تركت الصومال دون تدخلات اجنبية وصراعات لكانت افضل من الكويت فى معدلات الانكشاف الاقتصادى ، ان دول الخليج ليست غنية كما يدعون ، بل فقيرة للغاية !! لانها تمتلك فقط موارد طبيعية تقوم بتصديرها ولا تستطيع الاعتماد على 10 % من المواد الغذائية الرئيسية الازمة لشعوبها ، واما اذا كان الحال هكذا سوف يأتى يوما تكون فيه مصر مصدرا لتلك الدول ولن تجد موارد مالية لتسديد نفقات ذلك ،سوف يحدث ولا تستغربوا من قولى هذا !! تقوم دول النفط تلك بايداع مليارات فى صندوق النقد الاجنبى الذى كانت مصر اول دولة عربية مساهمة فيه ، قبل تلك الدول جمعيها ، وتفضل ان تساهم فى تنمية الدول الغربية ولا تفضل مساعدة مصر ، مع ان مصر عندما طلبت المساعدة لم تطلب منحا وانما طلبت قروضا سوف تسدد بفوائدها ، ففحين يقوم هولاء الامراء بالتبرع لملاجىء الكلاب ومنظمات رعاية الحيوان امتعنوا عن مساعدة المصريين ، وقد نسوا ان مصر عندما هزمت اسرائيل فى حرب 73 حققوا من النفط اموالا ضخمة وحققت مصر العزة للعرب جمعيا ، فاى تعاون عربى يتحدث المحللون واى جامعة عربية تكون !! انها مسميات لا قيمة لها ، وماتت منذو زمن ولن يستطيع احدا ان يفيق الموتى ، بل دفنت تلك المسميات من جديد عندما امتنع امراء النفط عن مساعدة مصر ، مع العلم ان الدول الخليجية لديها فائض فى موازنتها ، وهذا الفائض تقدمه قروضا بفائدة منخفضة او منحا ، لكن لمن ؟ لمن يقوم بدعمها وحمايتها وليس لاشقائها الذين هم الباقون معا فى خندق واحد وقضيتهم واحدة . ان سبب مقاطعة مصر لايران سياسيا هو مراعاة البعد السياسى والاستراتيجى للدول الخليجية ، ولذلك انا ادعو المسؤلين المصريين ردا على امتناع امراء النفط مساعدة مصر ان يعيدوا العلاقات السياسية والاقتصادية مع ايران ، وسوف تقدم ايرانا ما تحتاجه مصر من قروض بل ايران على استعداد تام للتعاون مع مصر فى كافة المجالات ، فانا ارى ان ايران سوف تكون مفيدة للغاية لمصر عن تلك الدول ، التى تقوم باستيراد السلع من اوروبا وتمتنع عن استيراد مثيلاتها من مصر والتى تتمتع بنفس الجودة وباقل سعرا لتدعم الاقتصاد الاوروبى ، لكن لا تريد دعم الاقتصاد المصرى ، ويجب على المسؤلين المصريين توضيح ذلك علنا للشعب دون حرج ولابد من توجيه الشكر والتحية للدكتور الجنزورى الذى اوضح ذلك علنا " ان الدول العربية لم تقدم اى قروضا حتى الان لمصر " ، حتى يعلم المصريين جمعيا حقيقة تلك الدول ، معذرة حقيقة هولاء الامراء فى وقت المحنة والشدة ، فماذا كانوا يفعلون لو دخلت مصر الان حربا ؟؟ ادعو المصريين لمعرفة الحقيقة ان امراء النفط تخلوا عن بلدكم مصر ، وادعو المسؤلين المصريين لاعادة العلاقات الاقتصادية كاملا مع ايران فورا دون خجل ، وان نتعامل مع تلك الدول الخليجية بالمثل ، فنحن كمصريين لا نملك سوى العزة والكرامة دون الاعتماد على الغير من الدول الغربية واسرائيل ، دائما روؤسنا مرفوعة ولن تخفض ابدا ، يحيا المصريين وتحيا مصر .