كشف الكاتب الصحفي البريطاني روبرت فيسك، الذي كان متواجدا في القاهرة خلال أحداث الثورة الشعبية، إن مؤيدي الرئيس السابق حسني مبارك استغلوا أطفال الشوارع وجندوهم لقذف الأحجار على المتظاهرين. وأشار فيسك في تقرير بصحيفة "الإندبندنت أون صنداي" إلى أن أنصار مبارك تعمدوا جلب الأطفال إلى مشارف ميدان التحرير لرمي الحجارة على المتظاهرين، وأقنعوا أطفال الشوارع المعدومين بالمشاركة في المسيرات المؤيدة لمبارك، إلا ان الأطفال اكتشفوا أن المتظاهرين كانوا لطفاء معهم وقدموا لهم طعاما ومنحوهم سجائر وأموالا فانضموا لهم. ونقل فيسك عن طبيب مصري يعمل في منطقة السيدة زينب أن مؤيدي مبارك قالوا لهؤلاء الأطفال: "إن واجبهم الوطني يملي عليهم رمي الحجارة على المتظاهرين والقيام بأعمال عنف". وأشار الطبيب إلى أن العديد من هؤلاء الأطفال أصيبوا من قبل الشرطة بالرصاص المطاطي عندما وجدوهم إلى جانب المتظاهرين المؤيدين للديمقراطية. وأكد أنه ما لا يقل عن 12 طفلا من هذه المنطقة وحدها نقلوا إلى المستشفى مصابين بجروح بسبب أسلحة الشرطة. وعرض الطبيب قصة الطفل أحمد الذي قال إنه ليس متأكدا مما اذا كان في 18 أو 19 من عمره ، مشيرًا إلى أنه يبدو أصغر من ذلك بكثير وأنه كان ينظف السيارات مقابل المال عند إشارات المرور وينام في الشوارع، موضحا أن والدي أحمد على قيد الحياة لكنه هرب منهم منذ فترة طويلة. وأشار الطبيب إلى أنه التقط صورا للطفلة مريم البالغة من العمر 16 عاما التي أطلق الرصاص عليها من ظهرها وأخذها إلى المستشفى الذي ظنت أنه سرق إحدى كليتيها ورفض مستشفى المنيرة استلامها وتوجهوا بها إلى مستشفى أحمد ماهر، حيث تمت إزالة الرصاصة، مشيرا إلى أنه رآها بعد ذلك في الشارع ولكن لا يعلم أين هي الآن. وعرض طبيب كلام الطفل محمد الذي قال: "لقد ألقيت الحجارة على الناس الذين قالوا لا للرئيس حسني مبارك، ذهبت بمفردي مع الناس الذين قالوا إنهم يريدون مبارك وطلب مني صديق لي أن اذهب للنوم معه في التحرير مع الناس هناك، فذهبت وقدموا لي الطعام وأحببت الذهاب إلى هناك، متابعا:"إن الجنود كانوا يرحبون بي ويلقون علي السلام عندما أريد الدخول إلى هناك وقدموا لي طعاما". وسرد الكاتب عددًا من القصص لأطفال الشوارع الذين اعتدى عليهم رجال الشرطة وحاولوا إغراقهم في الصرف الصحي، مشيرا إلى أن العديد من الأطفال رفض الكلام خوفا من رجال الشرطة. وأشار الكاتب إلى أن الكثير من الأطفال تم امتصاصهم إلى دوامة الثورة وتبعوا حشود المتظاهرين بدافع الإثارة والرغبة في المغامرة وأوضخ فيسك أن أطفال الشوارع منتشرون في كل مكان في مصر ويبلغ عددهم في القاهرة ما يصل إلى 50 الفا , كثير منهم مدمن وأغلبهم يتعرض لتحرش الجنسي، متابعا أن إحصاءات الحكومة المصرية تعلن ان هناك خمسة آلاف طفل متشرد فقط، إلا ان المنظمات المحلية غير الحكومية والوكالات الغربية تؤكد أن العدد الحقيقي يفوق أضعاف هذا الرقم.. ونقل فيسك عن جمعية محلية قولها إن هناك ما يصل إلى 12 ألف طفل من أطفال الشوارع شاركوا في التظاهرات على مدى الأسابيع الثلاثة الماضية.