مكتب التنسيق يعلن تسجيل 61 ألف طالب باختبارات القدرات للثانوية العامة    أسعار الخضراوات والفاكهة اليوم الأحد.. الطماطم ب 17.25جنيه    أسعار الذهب اليوم الأحد 4 أغسطس 2024    وزير الإسكان يعلن زيادة الوحدات المطروحة بمشروع «Valley towers» في حدائق أكتوبر    «أكسيوس»: توقعات بهجوم إيراني على إسرائيل الإثنين    أبو الغيط يؤكد التضامن مع الصومال بعد الهجوم الإجرامي في مقديشو    مقتل مستوطن ثان في عملية طعن جنوب تل أبيب    مواجهات بالجملة.. مواعيد مباريات اليوم الأحد    أبرزهم من ناد إنجليزي.. العروض تنهال على إبراهيم عادل عقب تألقه مع منتخب مصر    رسميًا.. «التعليم» تكشف موعد إعلان نتيجة الثانوية العامة 2023-2024    «الداخلية»: شرطة المرور تضبط 35108 مخالفة متنوعة خلال 24 ساعة    "5 جنيهات" سعر موحد لتعريفة النقل بالتوكتوك في قرى محافظة الدقهلية    تعرف على فعاليات اليوم الخامس من المهرجان القومي للمسرح    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم الأحد 4-8-2024 في قنا    محافظ أسيوط يفاجئ مستشفى القوصية فجرًا لتفقد وحدة الأطفال المبتسرين    العمل توفر 220 وظيفة للشباب في شركة بالعاشر من رمضان    ممثل الاتحاد الأوروبي للشئون الخارجية ورئيس قيرغيزستان يبحثان تعزيز التعاون المشترك    الأمم المتحدة تناشد توفير التمويل لمنع مجاعة واسعة النطاق فى السودان    حملة هاريس تتهم ترامب بمحاولة الانسحاب من المناظرة الرئاسية    بث مباشر.. جلسات المؤتمر التاسع لوزراء الأوقاف في دول العالم الإسلامي    رئيس جامعة الإسكندرية يهنئ منتسبى الجامعة بانتهاء العام الأكاديمي 2023/2024    منتخب مصر الأولمبى يختتم استعداداته اليوم لمواجهة لفرنسا بنصف نهائى الأولمبياد    وكيله: الشماخ توقف عن التدريبات.. وقيمة عرض الأهلي 650 ألف دولار    الرئيس الجزائري يشيد بالملاكمة إيمان خليف    أسعار الذهب المحلية والعالمية اليوم الأحد 4-8-2024 في بداية التعاملات    وزير الطيران المدني: تعزيز الشراكات مع القطاع الخاص دون المساس بأصول الدولة    تركيب 100 وصلة مياه مجانا للأسر الأولى بالرعاية في كفر صقر بالشرقية    التصريح بدفن جثة عامل لقى مصرعه غرقا بالترعة الفاروقية في سوهاج    السيطرة على حريق بسطح منزل دون إصابات بالبلينا جنوب سوهاج    القبض على إسلام بحيري لتنفيذ 6 أحكام قضائية في قضايا شيكات بدون رصيد    حزب المؤتمر: المنطقة الحرة بالإسكندرية من أهم المناطق الاقتصادية في مصر    مراسلة قناة أون: فعاليات مهرجان العلمين لا تتوقف على مدار الساعة    إبراهيم عبد الجواد: دورى أبطال الساحل من أبرز الفعاليات الرياضية فى العلمين    تعرف على موعد الإجازة الرسمية المقبلة    هل الابتلاء بالمرض يكفر الذنوب؟ دار الإفتاء تجيب    اليوم.. إطلاق مؤتمر المصريين بالخارج بحضور وزير الخارجية    اليوم.. عزاء المنتجين حسام شوقي وتامر فتحي وفتحي إسماعيل ومحمود كمال بمسجد الشرطة    السكة الحديد تعلن تأخيرات القطارات المتوقعة اليوم الأحد    "أحد السكان كسر حائط".. تفاصيل معاينة عقار روض الفرج المنهار    غيوم وسحب كثيفة تغطي سماء الوادي الجديد -(صور)    القسام تقنص جنديا إسرائيليا في رفح    فضل الدعاء على الظالم ب حسبي الله ونعم الوكيل    عباس شراقي يكشف عن طرق زيادة حصة مصر من المياه    ملخص وأهداف مباراة الريال وبرشلونة في كلاسيكو أمريكا.. فيديو    هاتريك "القائد" هالاند يقود مانشستر سيتي للفوز على تشيلسي برباعية في 120 ثانية (فيديو)    تعرف علي فضل الصلاة في جوف الليل    مجانية.. تردد قناة الكويتية الرياضية ل مشاهدة مباراة ريال مدريد وبرشلونة في الكلاسيكو    الحكومة الكندية تنصح رعاياها بعدم السفر لإسرائيل    وداع وانسحاب.. ماذا قدم أبطال مصر في اليوم الثامن من أولمبياد باريس 2024؟    أكثر انتشارًا لدى النساء، تعرف على أعراض قصور ونشاط الغدة الدرقية    حظك اليوم برج العذراء الأحد 4-8-2024 على الصعيدين المهني والعاطفي    حظك اليوم برج الجدي الأحد 2-8-2024 على الصعيدين المهني والعاطفي    أدعية للنجاح والتوفيق لطلاب الثانوية العامة    وزير الدفاع يشهد اليوم العلمى للكلية الفنية العسكرية    حظك اليوم.. توقعات برج العذراء 4 اغسطس 2024    لطلاب الثانوية العامة..كيف تقلل التوتر والقلق قبل ظهور النتيجة؟    الصحة تعلن إطلاق البرنامج التدريبي الميداني في الوبائيات للصحة الواحدة    طريقة تحضير الكوكيز بمكونات بسيطة وطعم لذيذ في دقائق    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



العصيان المدنى وثورة 19
نشر في الوفد يوم 10 - 02 - 2012

عقب الإعلان عن دعوة للعصيان المدني اشتعلت المواقف وانقسم الشارع المصري بين مؤيد ومعارض، والغريب أن العصيان المدني امتزج لدي قادة الرأي خاصة الدين، بأنها دعوة للتخريب والتدمير وهذا غير صحيح، فهو دعوة سلمية الهدف منها هو نزول المجلس العسكري عن الحكم وتركه لحكومة مدنية
وكفي ما حدث خلال العام الماضي من قتل لشباب المصريين، خاصة أنه لم يعد هناك مجال للشك في أن المجلس العسكري المسئول عن كل هذه الأفعال خاصة مع إرساله لرسائل بشعة للشعب المصري، فحينما يقتل طفل في ستاد بورسعيد وعندما تسحل طبيبة أمام مجلس الوزراء وعندما تصوب بنادقهم نحو عيون المصريين، فهذه رسائل بشعة وقذرة للشعب الذي لم يستسلم رغم كل هذه الرسائل.
والعصيان المدني لمن لا يعرفه هو إحدى الطرق السلمية لنيل حقوق الناس وتحقيق العدالة، وكانت مصر سباقة في العصيان المدني ضد الاحتلال البريطاني (ثورة 1919) والتي قادها الزعيم سعد زغلول، وكانت محصلة لسنوات من إهانة كرامة المصريين والأحكام العرفية ومن اجل استقلال مصر، وكان نفي سعد زغلول ورفاقه (محمد محمود وحمد الباسل وإسماعيل صدقى إلى مالطة) لمطالبته بالسماح للوفد المصري للمشاركة في مؤتمر الصلح بباريس الشرارة التي أشعلت الثورة في كل مكان في مصر واشتركت فيها النساء لأول مرة، بقيادة صفية زغلول مطالبين بالإفراج عن سعد زغلول، واضطرت السلطات البريطانية إلي الإفراج عن سعد زغلول ورفاقه وإلغاء الأحكام العرفية واستقلال مصر فيما بعد.
وكان العصيان المدني في الهند كوسيلة لمقاومة الاحتلال البريطاني وقال المهاتما غاندي العصيان المدني هو حق أصيل للمواطن في أن يكون متمدنا، وهو ينطوي على ضبط النفس، والعقل، والاهتمام، والتضحية. وفي جنوب إفريقيا دعا كل من الأسقف دزموند توتو وستيف بيكو إلى العصيان المدني، وتمثلت النتيجة في وقائع مشهورة مثل مظاهرة المطر البنفسجي عام 1989، ومسيرة كيب تاون السلمية التي أنهت الفصل العنصري، وفي أمريكا تبنى مارتن لوثر كنج، أحد قادة حركة الحقوق المدنية في الولايات الأمريكية المتحدة الجنوبية الشرقية في ستينيات القرن العشرين، أسلوب العصيان المدني، كما تبناه النشطاء مناهضو الحرب أثناء حرب فيتنام. وفي أوروبا استخدم الثوار العصيان المدني فيما عرف إجمالا بالثورات الملونة التي غشيت دولا شيوعية سابقة في وسط وشرق أوروبا ووسط آسيا، وهي الثورات التي تأثرت بأفكار جين شارب المعروف باسم "مكيافيلي اللاعنف" و"كلاوسفيتس الحرب السلمية".من أمثلة ذلك خلع سلوبودان ميلوسوفتش في صربيا في 2000 والذي استخدم الثوار فيه أسلوبا كان قد طبق من قبل في انتخابات برلمانية في بلغاريا عام 2000، وسلوفاكيا عام 1998، كرواتيا عام 2000. كذلك مثل الثورة الوردية في جورجيا التي أدت إلى خلع إدوارد شفرنادزه في 2003 والتي دعمتها حركة كمارا، وكذلك الثورة البرتقالية في أوكرانيا التي تلت الخلاف على نتائج انتخابات 2004 البرلمانية والتي قادتها حركة پورا. و أيضا الثورة البنفسجية التي سبقت ذلك في تشيكوسلوفاكيا عام 1989 والتي هاجمت الشرطة فيها طلابا من جامعة تشارلز والتي ساهمت في سقوط النظام الشيوعي في تشكوسلوفاكيا السابقة.
والغريب أن المؤسسات الدينية (الإسلامية والمسيحية) والاقتصادية والأحزاب حرمت العصيان المدني وطالبت بإجهاضه، ولم تطالب المجلس العسكري في بياناتها بترك السلطة، وحماية الدولة المصرية لحين انتخاب رئيس مدني لمصر، كما قرأنا عن الانتشار السريع للجيش بعد أن انسحب منذ شهور طويلة تاركا مصر للفوضي والبلطجية، لهذا نعم للعصيان المدني إذا استمر المجلس العسكري في الحكم، نعم لكل الوسائل السلمية التي تؤدي بنا إلي دولة العدالة، نعم للعصيان المدني إذا أرادت مؤسسة الجيش أن تكون فوق الشعب وبعيدة عن المساءلة، نعم للعصيان المدني حتى نستطيع أن نبني دولة مصرية قوية لها جذورها التاريخية ومستقبلها كقوة اقتصادية، ورغم كل الفوضى التي مرت بها مصر، فإنني أري المستقبل يحمل كل الخير للدولة المصرية.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.