تعيش جماهير الكرة المصرية أسوأ حالاتها بعد فقدانها لأكثر من 74 شهيدا حسب التقارير الرسمية فى مجزرة بورسعيد بعد مباراة المصرى والأهلى بالدورى الممتاز مما دفع معظمها إلى المطالبة بإلغاء المسابقة حقنا للدماء فى ظل الانفلات الأمنى الذى تعيشه البلاد حاليا. ما بين مؤيد ومعارض لإلغاء المسابقة اختلفت الآراء حيث إن المؤيدين يرون أن حال البلد لا يسمح بالرياضة فى الوقت الحالى خاصة أنها نشاط ترفيهى ، والمعارضون يقولون إذا حدث الشغب فى المجال الرياضى وقمنا بإلغائها فهل سنكرر ذلك إذا تكررت الأحداث مثلا فى السياحة من اقتحام فنادق أو غيره. «الوفد» استطلعت موقف الرياضيين والنقاد فى القضية خاصة أنهم أصحاب الشأن الأول ورفضت الغالبية إلغاءه لما فيه من خسائر فادحة وقطع «لقمة العيش» لعدد كبير من العاملين فى الرياضة واشترطوا توفير الحماية الأمنية أولا قبل استئناف المسابقة. عصام عبد المنعم رئيس اتحاد الكرة الأسبق أكد أن إلغاء الدوري سيكلف الدولة خسائر رهيبة ولا مبرر لاتخاذ هذا القرار الانفعالي خاصة أن عودة المسابقة ممكنة بشرط التعلم من درس بورسعيد واتخاذ مجموعة من الإجراءات الاحترازية لتجنب تكرار المأساة أولها احترام مشاعر أهالي الشهداء واستمرار الحداد لمدة 40 يوماً وإعداد جدول جديد يتناسب مع مشاركة أندية الأهلي والزمالك وانبي في البطولات القارية وإقامة اللقاءات الأفريقية في مصر وخوض باقي مباريات المسابقة بدون جمهور مع اتخاذ قرار بارتفاع أسوار مدرجات ملاعب الأندية المشاغبة علي الأقل خمسة أمتار رغم أن لوائح الاتحاد الدولي لكرة القدم قد تعارض ذلك إلا أن الأمور الحالية لا تسمح سوي بذلك إلي جانب إغلاق ستاد بورسعيد لمدة خمسة أعوام على الأقل. وأشار جمال عبد الحميد نجم المنتخب الوطني وناديي الأهلي والزمالك الأسبق والمدير الفني لفريق السكة الحديد إلي أن إلغاء الدوري سيخلق أزمات كبيرة لمصر وسيكلف الدولة خسائر مالية بالجملة وبطالة للعديد من عناصر اللعبة وتشريد العاملين بالأندية. أكد عبد الحميد أن الإلغاء ببساطة «خراب بيوت» وبإمكان اتحاد الكرة استكمال المسابقة بدون جمهور من أجل منع الخسائر المالية. وليد هويدي مدير الكرة بنادي مصر المقاصة يرفض عودة الدوري إلا بعد استرداد قوات الشرطة هيبتها حتي لا تتكرر مأساة بورسعيد مرة أخري. وأضاف هويدي أن المأساة التي شهدتها بورسعيد توضح أن وزارة الداخلية كانت سبباً مباشراً بعجزها عن حماية وتأمين اللقاء وعناصر اللعبة سواء كانوا أجهزة فنية أو جماهير أو لاعبين وبالتالي فلا مبرر للعودة في ظل نفس الظروف إلا بعد التأكد من قدرة الشرطة علي حماية اللقاءات. وأعلن حسام البدرى المدير الفنى لفريق إنبى موافقته على فكرة إلغاء الدورى الممتاز هذا الموسم بسبب الظروف العصيبة التى تمر بها مصر منذ أحداث مجزرة ستاد بورسعيد عقب انتهاء مباراة المصرى والأهلى والتى راح ضحيتها أكثر من 70 شخصا حسب التقارير الرسمية وعدد كبير من المصابين. وأوضح البدرى أن إقامة مباريات تضم تجمعات أكثر من 20 و30 ألف متفرج فى المدرجات فيه خطر كبير على الأمن فى البلد وينذر بموقعة بورسعيد جديدة لذلك من الأفضل إلغاء المسابقة حقنا لدماء المصريين. وقال البدرى: «إذا كانت الرياضة ستؤدى إلى كل هذه الكوارث والمجازر فلا أهلا ولا سهلا بها، ومن الأفضل إلغاء كل الأنشطة الرياضية أيضا فى كل الألعاب». وشدد على أنه يرفض مقولة إن إلغاء الدورى سيجعل المخربين يطمعون فى البلد وتمتد أياديهم إلى السياحة والأنشطة الأخرى التى لا نستطيع إلغاءها مشيرا إلى أن هذا الكلام غير صحيح بالمرة ولا يراعى الظروف العصيبة الحالية. وأضاف أن الفرق المصرية التى تشارك فى البطولات الأفريقية يمكن أن تتدرب على أرضها وتقيم معسكرات خارجية قبل مبارياتها بفترة على أن تلعب كل المباريات خارج مصر تقديرا للوضع الراهن. أما طارق مصطفى المدرب العام لفريق مصر المقاصة فقد أشار إلى أن أحداث بورسعيد مأساة بمعني الكلمة في ظل سقوط هذه الأعداد الكبيرة موضحاً أن الواجب حالياً الكشف عن مرتكبي الجريمة في أسرع وقت ممكن والقصاص لجماهير الكرة المصرية. أضاف مصطفي أن الواقعة جاءت بعد أن تسببت قوات الأمن فى ذلك بتفريطها في تأمين اللقاء بشكل غريب. وتابع مدرب المقاصة أنه يرفض تماماً مسألة عودة الدوري في ظل هذه الظروف الأمنية الصعبة التي تمر بها كما أن تكرار مأساة بحجم بورسعيد مرة أخري سيجعل ذنب هؤلاء الشهداء في رقبتنا جميعاً. رحب أيمن عبد العزيز نجم وسط المقاصة بعودة الدوري مجدداً بشروط إقامته بدون جمهور بضمانات أمنية مشددة إلي جانب معاقبة النادي المصري بالهبوط للقسم الثاني بسبب شغب جماهيره وإغلاق ستاد بورسعيد لعدة سنوات. أكد عبد العزيز أن الأحداث التي شهدها ستاد بورسعيد مأساة حقيقية بكل المقاييس لسقوط هذا العدد من الضحايا والمصابين وكأنها حرب وليست مباراة كرة. ورفض على فرج حارس مرمى نادى حرس الحدود إلغاء المسابقة لأنها ستقطع لقمة العيش لعدد كبير من العاملين فى المجال الرياضى بصرف النظر عن اللاعبين الذين يتقاضون مرتباتهم من الأندية وفقا للعقود المبرمة. وأوضح فرج أن أحداث بورسعيد مدبرة وهدفها الإخلال بالأمن القومى لمصر ويجب الرد على المخربين من خلال استمرار المسابقة. بينما أشار عمرو فهيم نجم دفاع إنبى إلى أن قرار استمرار المسابقة أصبح فى يد الأمن واتحاد الكرة مطالبا بضرورة توفير الحماية الأمنية اللازمة للاعبين والجماهير قبل استئناف المسابقة. وشدد فهيم على أنه إذا كان استمرار المسابقة سيؤدى إلى مزيد من الدماء وفقدان الأرواح فإنه سيكون أول المؤيدين لإلغاء الرياضة من الأساس. واتفق معه فى الرأى زميله بالفريق محمد شعبان الذى أكد أن أمن الشارع المصرى فوق كل اعتبار، لكنه لا يؤيد قرار الإلغاء لأن هذا معناه أننا سنمنح الفرصة للفساد أن يستشرى فى معظم المجالات الأخرى. وأبدى شعبان حزنه الشديد لما حدث فى بورسعيد مشيرا إلى أنه يجب احترام مشاعر أسر الشهداء واستمرار تجميد المسابقة لعدة شهور. أما أحمد دويدار لاعب اتحاد الشرطة فأعلن رفضه الإلغاء تماما مقترحا إقامة المباريات المقبلة بدون جمهور بعد فترة توقف طويلة حدادا على أرواح الشهداء. وأضاف دويدار أن الفترة المقبلة تتطلب التأنى والدراسة الجيدة قبل أى قرار سريع قد نندم عليه لسنوات قادمة. أكد عبد السلام نجاح نجم وسط المصري أن حدة التعصب لدي جمهور بورسعيد ليس سبباً في الأحداث التي شهدتها مباراة الأهلي لأن جمهور المصري علي مدار الفترة التي قضاها نجاح خلال الموسم ونصف الموسم الماضي لم تقم بمثل هذة التصرفات. أضاف نجاح: «جمهور المصري ليس مسئولاً عن الأحداث بالكامل خاصة أن هناك عناصر مندسة ارتكبت الأحداث المؤسفة بالاعتداء علي مشجعي الأهلي». أوضح نجاح أن الأحداث ليس لها مبرر علي الإطلاق في ظل فوز المصري باللقاء وتقديم عرض قوي للغاية علي حساب منافس شرس بحجم الأهلي. أشار نجم المصري إلي أن عودة الدوري الممتاز في ظل هذه الظروف غير مقبولة بالمرة خاصة أن سقوط الضحايا أغلي بكثير من مسألة استمرار النشاط الكروي من عدمه.