أثارت "لعبة مريم" التي انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي خلال الفترة الماضية ذعرًا لشعوب الخليج، بسبب جمعها للمعلومات وانتهاك الخصوصية، حيث تصدرت قائمة الموضوعات الأكثر تداولًا في عدد من الدول العربية مثل السعودية والإمارات. و"لعبة مريم" تعتمد على التعرف على الطرف الآخر، وتطلب الفتاة الصغيرة ذات الشكل المرعب المساعدة للوصول إلى منزلها، ويتطوع الشخص المستخدم لمساعدتها لتنتقل إلى مراحل تالية من اللعبة، مع بروز بعض الأسئلة للمتسابقين تشمل سؤالين عن قطر وما يحدث بينها وبين الدول العربية الداعية للإرهاب. ورأى عدد من الخبراء أن "لعبة مريم" هي إحدى الأدوات الإعلامية التي تستخدمها أي دولة، وخاصة قطر، تتضمن رسائل سياسية مبطنة وتستخدم كبديل لمراكز التجسس لاختراق الأجهزة الاستخباراتية من خلال مواقع السوشيال ميديا. وأكدوا أنها معركة إعلامية تديرها قطر من خلال مكاتب وأبحاث دولية وإعلامية مدفوعة الأجر للدراسة والتخطيط، لإحداث بلبلة في الرأي العام العالمي وأيضًا اختراق الأجهزة الاستخباراتية التابعة للدول. وفي هذا الصدد، قال الدكتور جمال أسعد، المفكر السياسي، إن اللعبة التي أثارت مواقع التواصل الاجتماعي "لعبة مريم" هي أحد الأدوات الإعلامية المستحدثة التي تستخدمها قطر لصالحها في إطار المواجهة مع الدول الأربع، مشيرًا إلى أنها تأتي في إطار الحملة الإعلامية القطرية التي تدار بشكل مركزي مثل قناة الجزيرة عبر السوشيال ميديا. وأشار أسعد، في تصريحات خاصة لبوابة" الوفد"، إلى أن قطر تحاول تكوين رأي عام عالمي حول أزمتها مع الدول المقاطعة لها ووصلت إلى كل المستويات الإعلامية، مؤكدًا أن هذه اللعبة جاءت كبديل لمراكز التجسس السابقة في الاختراق الاستخباراتي من خلال السوشيال ميديا، حيث يتم ترتيب كل المعلومات وترجمتها إلى دراسات وقرارات وبالتالي يتم اختراق المعلومات الخاصة بالدول. وأكد المفكر السياسي، أن قطر تدير معركة إعلامية على أعلى مستوى ضد الدول الأربع من خلال مكاتب وأبحاث دولية وإعلامية مدفوعة الأجر للدراسة والتخطيط، مما يتطلب من الدول المقاطعة إدارة عملية مركزية للإعلام حتى تتوافق مع الأدوات الإعلامية القطرية، حيث أصبحت مواقع التواصل الاجتماعي المجال الوحيد لاختراق المعلومات. وذكر اللواء محمود قطري،الخبير الأمني، أن " لعبة مريم" تعد اختراقًا للكتائب الإلكترونية من بعض الدول والانظمة وتهدف إلى تغيير الرأي العام تجاه قضية معينة وهي أقرب إلى العمل المخابراتي وتختلط مع منظومات عمل استطلاع الرأي. ولفت قطري إلى أن بطل هذه اللعبة يحاول الحصول على المعلومات عن طريق مستخدمي اللعبة في معرفة كيف يفكر الرأي العام ومعرفة المعلومات وتخزينها بما يشبه عمل منظم، مشيرًا إلى أنه من الممكن اختراق الأجهزة الاستخباراتية لتوظيف بعض العناصر لصالح دولة معينة، منوهًا إلى أن الحكومة المصرية لا تسمح باستطلاع الآراء إلا بتصريح مسبق من منظمات حقوق الإنسان تجنبًا لمثل هذه الأخطاء. وطالب الخبير الأمني الإعلام المصري بضرورة التصدي لمثل هذه الأعمال ومحاولة فرض الرأي الصحيح والبحث عن إستراتيجية للإعلام مطابقة للحرية والديمقراطية، مشيرًا إلى أن مثل هذه الأعمال بها خطورة على الأمن القومي لأنها من الممكن أن تغير الرأي العام، وخاصة أنها تستهدف فئات الشباب والمراهقين على حد قوله. ورأى الدكتور سعيد صادق، أستاذ علم الاجتماع السياسي بالجامعة الأمريكية، أن الهدف من هذه اللعبة إحداث بلبلة واضطراب بين الموقف القطري والدول المقاطعة، والوصول إلى شريحة الأطفال والشباب والمراهقين الذي يستخدم هذه الألعاب للتشكيك في الموقف القطري. ونصح صادق، الشباب بعدم تحميل هذه اللعبة؛ لأن لها هدفًا سياسيًا متحيزًا واتجاهًا معينًا بالنسبة لقطر، وتحمل أيضًا رسائل سياسية مبطنة داخل اللعبة للتشكيك في العلاقات بين قطر والدول المقاطعة وتمويع الموقف، حيث يعد الهدف الأساسي لها جذب الأطفال والشباب تحت عنوان مضلل مما سيكون له تأثيره السلبي على حد تعبيره.