استقال محمد ناشيد رئيس دولة المالديف ظهر اليوم بعد أسابيع من تصاعد الاحتجاجات وتمرد الشرطة الواضح. كشف بعض أنصار ناشيد أن الأحداث تصاعدت بشكل منظم بهدف الوصول إلى انقلاب يقوده أنصار سلفه. والمالديف عبارة عن مجموعة جزر بالمحيط الهندى واشتهرت بمنتجعاتها الفاخرة التى يرتادها أثرياء العالم ولكنها أصبحت مسرحا للاحتجاجات والمظاهرات على مدى الأسابيع الثلاث الماضية بسبب إلقاء القبض على قاضى المحكمة الجنائية بناء على أوامر الرئيس. ورفضت قوات الشرطة ليلة أمس الانصياع للأوامر وتفريق المتظاهرين واضطر ضباط الشرطة لمواجهة الجنود لحماية المتظاهرين مع ارتفاع مستوى المطالب لتصل إلى المطالبة باستقالة الرئيس. وأعرب محمد ناشيد فى خطاب الاستقالة عن قلقه من تضرر شعبه إذا ما استمر رئيسا للبلاد ومما قد يؤدى إلى انقسام المجتمع . كما أعرب عن أمله فى حصول شعبه على نظام ديمقراطى أفضل وإقرار العدالة، وتمنى لشعبه الرخاء والتقدم . وأدى نائبه محمد وحيد حسن قسم رئيس الجمهورية مساء اليوم حسب الدستور المالديفى. وأكد حسين نياز الدبلوماسى المالديفى بسرى لانكا أن الحكومة تعمل والنظام والقانون يعودان إلى العاصمة مال، وأن الحياة بدأت تعود إلى طبيعتها وأضاف لا يحدث فراغ رئاسى فى مالديف. يذكر أن محمد ناشيد هو أحد دعاة حقوق الإنسان وجذب انتباه العالم إلى ظاهرة الاحتباس الحرارى لدرجة إلى أنه عقد مجلسا لوزراء بلاده فى أعماق البحر بمعدات الغطس ليبرز للعالم تأثير قضية الاحتباس الحرارى على جزر المالديف المنخفضة، مما يعنى أن ارتفاع منسوب البحر قد يؤدى لغرقها. انتخب رئيس للمالديف عام 2008 فى أول انتخابات ديمقراطية بعد 30 عاما من حكم مأمون عبد القيوم الرئيس السابق. تدهورت شعبية ناشيد مؤخرا بسبب تدهور اقتصاد مالاديف. والشهر الماضى أمر الجيش باعتقال القاضى الجنائى عبدالله محمد واتهمه بالتلاعب فى الأحكام القضائية والعمل لصالح الرئيس السابق والتآمر على الحق والعدل فى القضاء لتتصاعد الاحتجاجات على أثرها لتصل إلى ذروتها أمس. وأعرب محمد حسين شريف المتحدث الرسمى باسم حزب الرئيس السابق حزب تنمية مالديف عن سعادته من رفض الشرطة والجيش لتفريق المتظاهرين بالقوة بالرغم من استخدام الجيش للذخيرة الحية فى البداية. وأشار أحمد شيام نائب مفتشى الشرطة أن مصادمات وقعت بين ضباط الشرطة وجنود الجيش وتدخل بعض المتظاهرين لمساندة الشرطة كما انتقل بعض الجنود إلى جانب الشرطة. ونفى أحد مساعدى ناشيد إعطاءه أوامر بإطلاق الرصاص، مؤكدا أن استقالته جاءت لتجنب العنف والاقتتال بين أطياف الشعب الواحد. واتهم أعضاء حزب التنمية وأنصار الرئيس السابق بتدبير المؤامرة للتخلص من الديمقراطية وممثلها.