في لغتنا الجميلة لغة القرآن الكريم بعض التعبيرات التي تبقي، ومن هذه التعبيرات الباقية تعبير "الخطأ الشائع" وهذا التعبير بالذات يجري استخدامه بشكل يومي بعد 25 يناير سنة 2011 الذي فاجأ العالم من أقصاه الي أقصاه بعمل جماعي حدث علي ضفاف النيل وكأنه معزوفة جميلة أو استعراض غنائي راقص ضمن عرض مسرحي متميز علي أحد مسارح برودواي أو البولشوي أو الأوبرا الفرنسية في باريس، وحين وقف العالم مشدوهاً يفرك عينيه ليتأكد إن كان هذا واقعا بالفعل يجري في مصر المحروسة أم حلما نسجه خيال الشعراء، في هذا الوقت كانت الزهور الجميلة تتساقط في الشوارع شهداء، كان الملائكة الصغار يهتفون قبل السقوط "تحيا مصر" عيش حرية عدالة اجتماعية، ثم الصمت الأبدي لأطفال مكففنين بالدماء الزكية الطاهرة وتسير نعوشهم الصغيرة نحو مثواهم الأخير علي وقع "سلمية سلمية سلمية" ويفيق العالم علي ردود الأفعال ..أوباما في أمريكا يقول للشباب الأمريكي: ليتكم تتعلمون من الشباب المصري المبدع ومستشار النمسا يقول: بالنسبة للشعب المصري فإن ما يحدث علي ضفاف النيل هو أمر عادي طالما فعله المصريون علي طول التاريخ، وهنا في مصر وعلي ضفاف النهر الخالد كانت العصابة المارقة تتخبط رعباً من الغناء الذي تشدو به الملائكة الصغار "سلمية سلمية" و"الجدع جدع والجبان جبان" و"يا مصر قومي وشدي الحيل" و"اتجمعوا العشاق" و"صباح الخير علي الورد اللي فتح في جناين مصر" بينما كان شيخ المنسر وأسرته الشيطانية مختبئين في قصور شرم الشيخ في حماية الصهاينة والأمريكان أسيادهم الذين زرعوهم علي ملك مصر الذي تجري من تحته الأنهار، وكان الجميع يراهنون علي أن العصافير ستتعب في النهاية، وينتهي الأمر عند هذا الحد ولكن المفاجأة جاءتهم من الشعب المصري العظيم الذي اندفع الي الشوارع ليحمي كتاكيته المقدسة ويجعل من جسده الحي سياجا حولهم يحميهم من كل سوء، وهو يردد خلفهم "سلمية سلمية" وفي هذا الخضم لم ينس المصريون أن يمارسوا إبداعهم الخالد فحولوا ميدان التحرير الي كعبة للثوار ومسرح للابداع عقدوا فيه قران العرسان واقاموا حفلات الزفاف واركبت العصابة فأعدت سيناريو الخلاص الذي يتلخص في تخلي شيخ المنسر عن منصب رئيس الجمهورية ويولي مكانه مجموعة من جنرالات البيزنس تحت مسمي "المجلس الأعلي للقوات المسلحة ووافق الملائكة الصغار علي ذلك حقنا للدماء خصوصا وأن هؤلاء الجنرالات كانوا ممن حضروا حرب أكتوبر المجيدة وعفا الله عما سلف وهذه هي طبيعة المصريين ولكن ما حدث يعد هذا ابتداءً بموقعة ماسبيرو ومروراً بموقعة شارع محمد محمود فميدان التحرير جعلنا نتوقف أمام هذا السلوك الاجرامي الذي بدأ يسحق المصريين تحت الدبابات امام مبني ماسبيرو، ثم قتل الشباب في الشوارع وفقئت عيونهم ثم سحل البنات وسحقنا تحت أحذية جنود ملثمين في ميدان التحرير ثم مذبحة ستاد بورسعيد التي راح ضحيتها من الشهداء فقط 78 ثمانية وسبعون شهيداً غير المصابين ثم عود الي شارع محمد محمود ثانيا وقتل الثوار خنقاً بالغازات السامة أو قتلا بالخرطوش، والبقية تأتي ثم يقال لنا بعد كل هذا حذار من الخطأ في حق المجلس العسكري لأنه يمثل جيش مصر العظيم الذي صنعناه من فلذات أكبادنا ومولناه بقوت عيالنا وأحطناه بقلوبنا وحبات عيوننا وهذا هو الخطأ الشائع.. لا ليس من تحرش ببناتنا وفقأ عيون شبابنا وقتلنا في الشوارع هو جيش مصر العظيم، جيش أحمد عرابي ومحمد عبيد وعبدالعاطي صائد الدبابات وسعد الدين الشاذلي وفؤاد عزيز غالي وعبدالغني الجمسي وصدقوني إنه الخطأ الشائع.