اجتاحت امس مظاهرات الفرح العواصم العربية والعالمية احتفالا بالانتصار العظيم الذي حققته ثورة 25 يناير التي نجحت في الاطاحة بنظام الرئيس حسني مبارك. تظاهر المئات من المصريين والأردنيين امام مقر السفارة المصرية في العاصمة الأردنية عمان. وقام عدد من المشاركين بتوزيع الحلوي والورود وإطلاق الألعاب النارية. وفي تونس التي شهدت حركة احتجاجية اطاحت بالرئيس زين العابدين بن علي، جاء رد الفعل الشعبي بسرعة وشهدت الشوارع حالة من الفرح فيما وجهت الحكومة التونسية تحية إلي نضال الشعب المصري الشقيق وتضحيات شهدائه. وسجلت مظاهر فرح في بيروت من إطلاق أبواق السيارات والألعاب النارية وهنأ حزب الله اللبناني المصريين بانتصارهم التاريخي. وتجمع آلاف الوافدين المصريين والعرب في العاصمة القطرية ابتهاجا بتنحي مبارك حاملين لافتات عبروا فيها عن البهجة بتنحي مبارك ورفعوا الاعلام المصرية فيما حمل بعضهم ايضا صور الزعيم المصري الراحل جمال عبدالناصر. وهتفت مجموعات من الشباب: »مصر مصر حرة والحرامية برة« و»تحيا مصر« و»الشعب المصري اسقط النظام«. وفي باريس احتفل حوالي 300 شخص معظمهم من اصل مصري في وسط باريس بتنحي الرئيس المصري. وقال سالم محمد (52 عاماً) الذي قال إنه منظم التجمع: »نحن سعداء جدا بحريتنا ورحيله أمل في ديمقراطية لبلدنا وللعالم العربي«. ورفع المتظاهرون ومعظمهم من الشباب اعلام مصر وكانوا يرقصون ويغنون ويتبادلون القبل. كما تجمع اكثر من مائة مصري امام سفارة بلادهم في واشنطن احتفالا برحيل مبارك واشادوا بدعم باراك اوباما للمتظاهرين في مصر. وأعلن وزير الدولة الأردني لشئون الاعلام والاتصال طاهر العدوان أن الأردن يأمل في عودة الهدوء والاستقرار إلي مصر. وقال العدوان في حديث للتليفزيون الأردني: »نتمني في هذه المرحلة أن تستعيد مصر هدوءها واستقرارها وتتجاوز هذه المرحلة لبناء مصر الجديدة والتي تعبر عن شعبها وحرية شعبها وكرامته«. وأضاف: »الشعب المصري حقق اهدافه وحقق الشعارات التي رفعها من أجل التغيير«، مشيرا إلي أن »خروج الشعب المصري المطالب بالتغيير خلال الاسابيع الماضية هو مشهد تاريخي لا يمكن أن يتكرر«. وأضاف: »نحن واثقون أن الجيش المصري نال طوال هذه الاحداث ثقة الشعب المصري ونتمني له أن يتجاوز هذه المرحلة نحو بناء الديمقراطية والحفاظ علي مؤسسات مصر ودور مصر المركزي ونتمني لمصر الامن والاستقرار والتقدم دائما«. واعتبرت الحكومة العراقية تنحي الرئيس المصري حسني مبارك عن الحكم، خطوة في الاتجاه الصحيح مؤكدة ثقتها بأن مصر بمن فيها من كفاءات ستفرز قيادة تلبي طموحاته. وقال رئيس الوزراء نوري المالكي في بيان نشره مكتبه: »تنحي الرئيس مبارك عن الحكم يعد خطوة في الاتجاه الصحيح لأنها تأتي في اطار الاستجابة لرغبة وإرادة والشعب في التغيير«. وأضاف: »إننا علي ثقة أكيدة بأن مصر الشقيقة وشعبها العظيم بما لديه من خبرة وتاريخ عريق وكفاءات عالية سيفرز القيادة التي تلبي طموحاته وتحفظ لمصر امنها واستقرارها ومكانتها اللائقة بين دول العالم«. وأضاف: سنبقي نولي اهتماما خاصا لعلاقاتنا مع جمهورية مصر الشقيقة وما ينبثق عنها من قيادة جديدة«. وأضاف: »أتمني تحقيق الديمقراطية والشراكة ألا يضطهد الشعب او يحرم من حقه في التعبير حتي خلال هذه التحركات الاخيرة«. ومن جهة أخري، دعا الزعيم الشيعي مقتدي الصدر إلي اخذ العبر من الشعب المصري الذي ضرب اسمي صور الصمود والتضحية والوحدة«. ونقل الشيخ صلاح العبيدي الناطق باسمه عن الصدر المقيم في إيران أن الصدر يعتبر ما حصل في مصر فرصة لأخذ العبر علي كافة المستويات واعتبر ما حصل في مصر تحقيق الإرادة الشعب المصري الذي ضرب أسمي وأروع الصور في الصمود والتضحية والوحدة. ورحبت حركة المقاومة الاسلامية (حماس) برحيل مبارك معتبرة أنه بداية انتصار الثورة بينما شهد قطاع غزة الذي تسيطر عليه حماس مظاهر فرح. ودعا سامي ابو زهري المتحدث باسم الحركة القيادة المصرية الجديدة إلي اتخاذ قرار فوري برفع الحصار عن غزة وفتح المعبر المصري إلي الابد. بدوره اعتبر اسماعيل هنية رئيس وزراء حكومة حماس أن مصر تكتب تاريخا جديدا للامة وأن الحصار علي غزة بدأ يترنح. وفي الوقت نفسه، رأت ايران أن المصريين حققوا انتصاراً عظيماً«. وقالت إن ما حققته الامة المصرية الكبيرة بإرادتها رغم مقاومة المسئولين المرتهنين للقوي الكبري يشكل انتصاراً عظيماً. واعلنت وزارة الخارجية السودانية في بيان أن السودان يحترم إرادة الشعب المصري لتحقيق »تطلعاته المشروعة إلي الكرامة والحرية والاستقرار والسلام«. وأضافت أن الانتقال السلمي للسلطة إلي المجلس الاعلي للقوات المسلحة يعكس الإرادة الوطنية. وعبرت تركيا بلسان وزير خارجيتها أحمد داود اوغلو عن تهانيها للشعب المصري وقالت إنها تأمل في حكومة تلبي تطلعات الشعب المصري. وقالت قطر إنها تحترم إرادة وخيار الشعب المصري وعبرت عن أملها في أن تتمكن مصر من أن تلعب من جديد دورها القيادي في العالم العربي والاسلامي. واكدت الامارات العربية المتحدة دعمها لمصر وثقتها في قدرة المجلس الأعلي للقوات المسلحة في مصر علي ادارة شئون البلاد وحرصها الدائم علي تعزيز العلاقات التاريخية الأخوية المتميزة مع الشقيقة مصر. أعلن الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون أن »الشعب المصري أسمع صوته وخصوصاً الشباب الذين يعود إليهم أن يحددوا مستقبل بلدهم«، مؤكداً أنه »يحترم قراراً صعباً تم اتخاذه لمصلحة الشعب المصري«. ودعا إلي عملية انتقالية شفافة ومنظمة وسلمية ، مبدياً أمله في عودة سريعة إلي النظام المدني. وقالت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي كاثرين أشتون أن مبارك »استمع لصوت الشعب«، مما يفتح الطريق أمام إصلاحات أوسع وأعمق«. وصفت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل الثورة بأنها تغيير تاريخي داعية النظام المصري المقبل إلي احترام أمن إسرائيل ومعاهدة السلام مع الدولة العبرية. وقال رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون إنه يجب التقدم بتجاه حكومة مدنية وديمقراطية في مصر. وأشاد الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي بالقرار الشجاع والضروري الذي اتخذه مبارك وعبر عن أمله في أن تنظم السلطات الجديدة في مصر انتخابات حرة وشفافة تسمح بمجيء مؤسسات ديمقراطية. وأكد أندرس فوغ راسموسن الأمين العام لحلف شمال الأطلنطي »الناتو« أنه يرحب بقرار مبارك معبراً عن ثقته بأن مصر ستبقي »قوة للاستقرار والأمن في المنطقة«. ودعت وزيرة الخارجية الإسبانية ترينيداد خيمينيث إلي عملية انتقالية سريعة وسلمية إلي الديمقراطية، بينما قال نظيرها السويدي كارل بيلت إن ما سيجري الآن في مصر سيكون حاسماً للإمكانات الديمقراطية في مصر. ورحبت وزيرة الخارجية الدنماركية ليني إيسبرسن بالقرار السليم الذي اتخذه الرئيس بتخليه عن السلطة، داعية القيادة الجديدة للبلاد إلي »مد اليد« إلي المعارضة. ورحب وزير الخارجية الهندي س.م. كريشنا بتنحي مبارك داعياً إلي نشر الديمقراطية في مصر وتنظيم انتخابات سريعة وأعرب عن ثقته بأن القوات المسلحة المصرية ستضمن انتقالاً هادئاً للسلطة. ورحبت رئيسة وزراء أسترالية جوليا جيلارد ووزير الخارجية كيفين راد في بيان مشترك بيوم استثنائي لشعب مصر، وأضافا أن المصريين طالبوا بالملايين بالتغيير، بمجتمع منفتح وديمقراطي يقدم فرصاً أكبر لشعبه. وشدد رئيس الوزراء الكندي ستيفن هاربر علي ضرورة إجراء انتخابات حرة ونزيهة واحترام حقوق الإنسان في مصر بما فيها حقوق الأقليات. وأشاد رئيس جنوب أفريقيا جاكوب زوما بقرار مبارك التنحي، معتبراً أنه فكر كزعيم ووضع مصالح مصر فوق مصالحه الخاصة. وقال رئيس الوزراء التشيكي بيتر بيكاس إنه يأمل بأن تنظم مصر انتخابات ديمقراطية وحرة. وأعرب وزير الخارجية الإيطالي فرانكو فراتيني عن أمله في أن تتواصل العملية الانتقالية في مصر في شكل سلمي ومنظم، واصفاً استقالة مبارك بأنها تطور مهم للشعب المصري وتطلعاته الديمقراطية المشروعة. وأعربت الحكومة البرازيلية عن تضامنها مع الشعب المصري، داعية إلي انتقال سياسي في أجواء من السلام والهدوء. ودعا رئيس الوزراء اليوناني جورج باباندريو المصريين إلي التفاهم الوطني والمسئولية، معتبراً أن عملية إرساء الديمقراطية بعد استقالة مبارك ستكون صعبة وشاقة. وعبر الرئيس الكولومبي خوان مانويل سانتوس عن أمله في انتقال سلمي يقود مصر إلي نظام ديمقراطي. وأعلن متحدث باسم وزارة الخارجية الصينية أن الصين تأمل في عودة للاستقرار والنظام العام في أسرع وقت ممكن إلي مصر. وقال ما تشاوتشو إن الصين تأمل أن تساعد الحوادث الأخيرة مصر علي إعادة الاستقرار الوطني والنظام العام إليها في أسرع وقت ممكن. وأضاف أن الصين تابعت باهتمام كبير التطورات وتبدلات الوضع في مصر، مؤكداً أن مصر دولة صديقة للصين، والصين تعتقد أن العلاقات المصرية الصينية يمكن أن تبقي سليمة ومستقرة. ورحبت الهند باستقالة الرئيس مبارك بعد موجة احتجاجات شعبية استمرت 18 يوماً، داعية إلي انتخابات سريعة تنبثق عنها حكومة ديمقراطية. وقال وزير الخارجية الهندي س.م. كريشنا، متحدثاً للصحفيين في مقر الأممالمتحدة في نيويورك: »كنا قلقين جداً حيال التطورات في مصر وكنا نأمل أن يتم التوصل إلي حل يقرره المصريون انفسهم«. وأضاف: »إننا مسرورون جداً بالتوصل إلي قرار تخلي بموجبه الرئيس مبارك عن مهامه«. وقال: »آمل أن يمهد ذلك لنشر الديمقراطية في مصر«، معرباً عن ثقته في أن القوات المسلحة المصرية ستضمن »انتقالاً هادئاً للسلطة«. وختم أن الهند تعتز بعلاقاتها التقليدية الوثيقة مع شعب مصر وتتمني لهم السلام والاستقرار والازدهار.
