طرح الكاتب "سامر إلياس" في مقاله عدة تساؤلات: هل فقد المجلس الانتقالي الليبي مبرر وجوده وأصبح عائقاً أمام استكمال تحقيق مطالب الثورة؟! وإذا فقد بالفعل المجلس شرعيته، فماذا سيكون البديل؟!. ورأى الكاتب في مقاله الذي نشرته شبكة (روسيا اليوم) الإخبارية، أن المجلس الانتقالي الليبي يواجه كماً كبيراً من المشكلات والأخطاء المستفحلة التي أفضت به إلى العديد من الأزمات ومزيد من التوترات السياسية والاجتماعية والأمنية. ونقل الكاتب عن منتقدي "المجلس الانتقالي" قولهم: بأن طريقة إدارة المجلس للحكم اتسمت بالقصور، والفشل في الإشراف على تسيير الأمور, و اتباعه أسلوب الإدارة عن بعد، وعدم الحسم في القضايا الإستراتيجية، والتراخي في معالجة ملف الميليشيات المسلحة بعد سقوط نظام القذافي، وهو ما تسبب في تراكم الأخطاء وتضخمها، وانتقال الأزمات التي تعاني منها ليبيا إلى طور متفجر. وأضاف المُنتقدون أن المجلس يؤخذ عليه إفساح المجال للولايات المتحدةالأمريكية ودول حلف الناتو بالتدخل في تفاصيل الأوضاع الداخلية الليبية، بما يجعلها تفرض سيطرتها على الإرادة الشعبية، وإدخال ليبيا في شبكة من العلاقات مع الولاياتالمتحدة والدول الأوروبية الغربية تنزع استقلالية قرارها الوطني، وتخضعها لأجندات أمنية خارجية. واشار الكاتب إلى أن ذلك يرجع إلى ما يعانيه المجلس الانتقالي من انقسامات حادة في صفوفه، والتأثير الكبير للمليشيات القبلية المسلحة والخارجة عن نطاق سيطرته، وميل الخريطة السياسية الجديدة في ليبيا لصالح كفة الجماعات الإسلامية المتشددة، التي تشن معركة لا هوادة فيها ضد ما تبقى من شخصيات علمانية في صفوف المجلس.