اتفق المثقفون والمبدعون المصريون والعرب على أن استمرار معرض الكتاب فى هذا الظرف القاسى الذى تمر به مصر يُعد نجاحا لمصر على جميع الأصعدة السياسية والثقافية والثورية على حد سواء، مؤكدين أن صمود الكلمة فى المعرض هو صمود للثورة فى الميدان رغم أعمال البلطجية وسفك دماء الأبرياء. وأكد الدكتور منصور عبد الغفار أستاذ القانون أن وجود معرض الكتاب واستمراره فى دوره التنويرى هو استمرار لثورة مصر وتأكيد على أن الثورة مستمرة وتحقق أهدافها والثقافة والعلم هما من أهم أهداف هذه الثورة ورافد من روافدها القوية. واضاف أن استمرار المعرض دون انقطاع خاصة بعد أحداث بورسعيد يمثل رسالة قوية لكل المخربين بأنهم لن يطفئوا جزوة الثورة. وأكد د. مدحت الجيار أن قرار إقامة المعرض واستمراره فى ظل الأحداث الجارية أمر مهم للغاية لأنه يستقبل كل الأفكار وتُطرح من خلاله كافة الرؤى، وإغلاقه كان سيضر أكثر مما يفيد. أما الروائى د. هانى قطب الرفاعى فقال: "المعرض هذا العام تحول إلى "هايد بارك" لتلاحق الرؤى وتبادل الأفكار فى جو من الحرية التامة.. لقد رأينا وجوها على المنصة، لم نكن نحلم أن نراها فى هذه المواقع لأنهم كانوا يستبعدون المعارضين.. إذا لم يكن من الطبيعى وقف المعرض أو إنهاؤه قبل موعده، خاصة أن ما دار فى بورسعيد من أحداث وبعدها كان حاضرا فى مناقشات ولقاءات المثقفين، بل وطرحت رؤى مهمة للخروج من هذه الأزمة". ويؤكد الناقد مجدى جعفر أن معرض الكتاب فرصة مهمة ليعبر مثقفو الأقاليم عن آرائهم خاصة أنهم مبعدون لوجودهم على الأطراف.. مشيرا إلى أن هناك احتياجا لحوار مفتوح بين المثقفين وبعضهم فى محاولة للخروج من المأزق وتجاوز المرحلة الانتقالية.. وكان المعرض فرصة مهمة خاصة أن أصوات لا تصل، لا عبر الفضائيات ولا من خلال الإعلام. ومن ليبيا قال الشاعر الحبيب الأمين مدير إدارة الثقافة فى ليبيا إن المعرض لابد أن يستمر لأنه يسجل أحداثاً ويمثل تحدياً كبيراً فى وجه أعداء الثقافة - الحلم وبناء الإنسان - ورسالة لكل شعوب العالم بأن مصر صامدة وشعبها ومفكروها وعُشاقها العرب صامدون حتى النصر والحرية. كما يرى أن استمرار المعرض دليل صحة مصر وعافيتها طالما أن ثقافتها ومُبدعيها بخير خاصة أن أزمة العالم العربى ثقافية بالأساس حتى أن كلمة ثقافة ظهرت قبل كلمة حضارة والتأسيس لعصر جديد ومصر جديدة بثورة يناير وبثورات الربيع العربى إنما ينطلق من استبدال الثقافات الفاسدة بثقافة الزمن الجديد وهذا هو دور المثقف ودور معرض الكتاب. وكما كانت آراء ضيوف أنشطة المعرض مؤيدة لاستمراره كانت أيضا آراء جمهور المعرض الذى حرص على زيارته ومتابعة فعالياته مؤيدة لذلك. فيرى ثروت الخرباوي المحامي بالنقض أن من المفترض أن المعرض لا يُغلق مهما كان إلا في أقسى الظروف وعند اضطراب المناخ الأمني بشكل يهدد الجمهور، فيما عدا ذلك ليس من المفترض أن يُغلق لأنه ليس مهرجانًا ترفيهيًا وإنما هو احتفالية فكرية يجب أن تكون موجودة خاصة في أوقات الفزع فلابد من فتح أبواب الفكر. وأضافت ريهام رئيس نيابة إدارية قائلة: "كنت حريصة على زيارة المعرض وزاد حرصى بعد الأحداث الأخيرة، هم يريدون أن نتوقف.. وتتوقف الحياة، حتى نقول أيام مبارك كانت أفضل، لذا أردنا أن نوصل لهؤلاء رسالة أننا مستمرون والقادم أفضل؛ نحن لا نخاف من الفوضى، لذلك لم يكن من المعقول أن نغلق كل أبواب التنفس على الناس، لقد أتيت اليوم مع أصدقائي لنفرج عن أنفسنا واشتريت مجموعة من الروايات التي أحبها، وتابعت الندوات واستفدت كثيرا؛ وإن كنت أتمنى أن يتم تفريغ هذه الندوات واستخلاص الأفكار منها فى مجموعة نقاط ووضعها أمام متخذى القرار".