"مصر وأمريكا.. نهاية صداقة جميلة".. تحت هذا العنوان كتب "زافي مازيل" سفير إسرائيل الأسبق في مصر مقالا تفوح منه رائحة الحقد على ثورة يناير التي أطاحت بحليفهم الوثيق الرئيس حسني مبارك، زاعما أن الثورة فكت روابط التحالف بين القاهرة وواشنطن، والتي استفادت منه مصر كثيرا في شكل مساعدات مادية وعسكرية، ساهمت في تفوقها على دول المنطقة. وقال الكاتب في مقاله الذي نشر بصحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية:" قبل عام كانت مصر أقرب حلفاء أمريكا في العالم العربي وحصنا لسياستها ضد محور الشر بقيادة طهران.. وأيدت الرابطة الاستراتيجية بين البلدين ملايين الدولارات المعونة الأمريكية المخصصة لمصر بعد معاهدة السلام مع إسرائيل، ففي عام 2010 حصلت مصر على 1.3 مليار دولار في شكل مساعدات عسكرية، و 250 مليون دولار لأغراض مدنية، وتلقى ضباط الجيش المصري تدريبات في الولاياتالمتحدة في كل سنة، ومناورات عسكرية مشتركة أطلق عليها اسم "النجم الساطع". وأضاف على مر السنين، وجهت الدعوة لعدد من البلدان الأخرى للمشاركة في هذه المناورات، التي عززت دور مصر المهيمنة على منطقة الشرق الأوسط، لكن الآن بعد الثورة، فإن كلا من السلام مع إسرائيل والتحالف الاستراتيجي مع أمريكا تتعرض للتقويض، حيث بدأت على الفور بعد الثورة، قال نبيل العربي، وزير الخارجية الجديد حينها إن "ثورة مصر ليس لها أعداء"، مضيفا إنه فتح حوار مع إيران، ومعرفة ما إذا كانت هناك حاجة لإدخال تغييرات معاهد السلام مع إسرائيل. وتابع ثم بعد ذلك فتحت مصر محادثات مع حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، وأعلن الأمين العام السابق لجامعة الدول العربية ومرشح الرئاسة الحالي عمرو موسى أن معاهدة السلام يجب أن يعاد النظر فيها لمعرفة ما إذا كانت تمتثل لاحتياجات مصر، وفي الوقت نفسه، كرروا هم وشخصيات سياسية أخرى، فضلا عن رؤساء المجلس العسكري أن مصر ستلتزم بتعهداتها الدولية. وأوضح أن جماعة الإخوان المسلمين، مع الأحزاب الإسلامية الأخرى، حصدوا ثلاثة أرباع البرلمان الجديد، وأصدروا تصريحات متناقضة بشأن المعاهدات، وماذا سيفعلون عند تشكيل الحكومة الجديدة"، زاعما أن جماعة الإخوان اجرت اتصالات مع الملالي في إيران. ولفت إلى أن ما يقلق أمريكا الآن، هو تخلي الجيش عن السلطة سلميا، ويسمح لجماعة الإخوان بقيادة مصر نحو مستقبل مجهول، على حد زعمه، وأن المناورات المشتركة تنتظر وسط توترات متنامية بين أصدقاء وحلفاء سابقين. وفي الوقت نفسه، أصبحت العلاقات بين إسرائيل ومصر باردة، رغم التعاون في مجال الوقاية من الإرهاب الذي لا يزال مستمرا، فمصر وهي تبذل قصارى جهدها للتوصل إلى اتفاق بين السلطة الفلسطينية وحركة حماس، لا يبدوا أنها تركز على وقف تدفق الأسلحة المتطورة على غزة. وسبب آخر يجعل العلاقات المصرية الأمريكية تتقرب من النهاية ألا وهو تدفق الأسلحة من السودان ليبيا، في شبه جزيرة سيناء، والسلطات المصرية تقف بلا حول ولا قوة.