عقب اندلاع معركة بالأسلحة النارية من ميليشيات القذافي المتناحرة في قلب العاصمة الليبية أمس، وصفت صحيفة (فايننشيال تايمز) البريطانية الحالة التي تعيشها ليبيا الآن بأنها حالة من الفوضى العارمة وعدم الاستقرار, بعد أن استطاعت الإطاحة بالعقيد القذافي منذ فترة طويلة. وأشارت الصحيفة إلى أن عدم الاستقرار وتصاعد التوترات بين الشعب الليبي من شأنه أن يفسد ماقامت إليه الثورة في ليبيا ويهدر دماء الشهداء الذين راحوا ضحية النظام السابق, مستشهدة بما حدث أمس من اشتباكات بين المقاتلين من المنطقة الصناعية في مدينة مصراتة ومنطقة الجبل الغربي من مدينة "زينتان". ونقلت الصحيفة عن شهود العيان ومسؤولون أمنيون وصفهم لما حدث من اشتباكات بأنها "شرسة"، وأشار "ناجي العربي", 54 عاما, موظف في شركة الكهرباء, قائلا: "لست متأكدا ممن قام بالبدء في الهجوم هل هم مقاتلو مصراتة أم زينتان؟!." وأضاف شهود ومسؤولو أمن أن الحادث الأخير وقع في واحدة من أكثر المناطق الراقية في العاصمة، في منتجع الشاطئ بالقرب من فندق في قلب المدينة, تُعد المعركة الشرسة الأولى التي تشهدها وسط العاصمة منذ اسابيع. ورأت الصحيفة أن عدم قدرة الحكومة الانتقالية على إدارة البلاد منذ انتصارهم على العقيد القذافي وضعف سيطرتها على المقاتلين المسلحين من ميليشيات العقيد القذافي والتي تعرضت للهجوم من جانب قوات الناتو أثناء الثورة سيتسبب في إفساد الدولة اللليبية بأكملها. وأكدت الصحيفة أن نجاح ميلشيات القذافي في العودة مرة أخرى وممارسة الاشتباكات في العاصمة يدعو لمزيد من القلق على مستقبل ليبيا, مؤكدة أن العديد من الميليشيات من خارج العاصمة وضعت قواعد لها في طرابلس, حتي تُمكنها من الدخول في اشتباكات مع قوات الحكومة الانتقالية بشكل متقطع، وغالبا ما ستقوم الخلافات حول من سيتحكم في أحياء المدينة.