توظيف الأزمة لخدمة هدف سياسى، رهان إخوانى طالما سقط تحت أقدام الشعب، ففى الوقت الذى يواجه المواطن المصرى فيه أزمات اقتصادية خانقة، يرفض بكل شجاعة الاستجابة لدعوات التظاهر والتحريض على العنف ونشر الفوضى التى تروج لها اللجان الإلكترونية التابعة لجماعة الإخوان على شبكات التواصل الاجتماعى. وليست خطة استغلال الأزمات المتبعة من قبل الإخوان لنشر العنف والفوضى، وليدة اليوم، بل هى وليدة توقيت سقوط حكم الرئيس المعزول محمد مرسى فى 30 يونيو 2013، وقد سعت الجماعة خلال تلك السنوات الأربع الى استغلال كافة الأحدث السياسية والاقتصادية والاجتماعية التى عاشتها مصر، بهدف الضغط على المواطن، ومن ثم دفعه نحو نشر الفوضى لإسقاط الحكومة وتغيير نظام الحكم السياسى فى مصر. وكان قرار تحريك أسعار الوقود الذى تألم منه الشعب المصرى بكافة طبقاته، والذى واكب احتفالات الذكرى الرابعة لثورة 30 يونيو، هدفاً رئيسياً فى تحركات اللجان الإلكترونية التابعة للتنظيم الدولى للإخوان، عندما بدأت تروج لخروج مظاهرات عقب صلاة الجمعة للتنديد بالغلاء والقرارات الاقتصادية الصعبة التى تتخذها الحكومة ضمن خطط الإصلاح الاقتصادى، لتفاجأ بهدوء تام فى كافة الشوارع والميادين العامة صاحبه احتفالات بذكرى الثورة. تحت شعار «انزل وقف عربيتك»، دعت صفحة تحمل اسم «مكتب حراك مصر» تدار من خلال إعلاميى جماعة الإخوان فى تركيا، الذين يستخدمونها فى التحريض ضد مصر وجيشها وشرطتها، بإيعاز وتمويل من المخابرات التركية، لحث المواطنين علي تعطيل الطرق والكبارى، بهدف إحداث فوضى عارمة فى البلاد، متوهمين عودة نظام الإخوان البائد من جديد. ولم يفوت القائمون على الصفحة، فرصة إعلان قرارات تحريك أسعار الوقود، حتى يتم استغلاله للتحريض على نشر الفوضى ومحاولات تأجيج العنف، ومهاجمة الشرطة، ودعوة المواطنين للتظاهر. هاجم الباحث الإسلامى، سامح عبدالحميد، فى بيان له فترة حكم جماعة الإخوان لمصر، مؤكداً أن الحالة الاقتصادية السيئة التى وصلت إليها البلاد اليوم، المسؤول عنها جماعة الإخوان، مضيفاً: نحتاج فترة طويلة لعلاجها. وأكد «عبدالحميد»، أنه فى عهد مرسى تفاقمت أزمة البنزين والسولار، بالإضافة لمشكلة الكهرباء، وكان الجنود المصريون معرضين للخطف والقتل، وخذل مرسى والإخوان السلفيين فى قضية الشريعة فى الدستور، وانكشف كذب مشروع النهضة والطائر والجناحين والكراتين وهذه الخزعبلات». واستكمل الباحث الإسلامى: «فشلت خطة المائة يوم فى إحداث أى راحة للشعب المرهق، واحتكر مرسى السلطة وأجرى تعديلات دستورية لتحصين قراراته، وعمل الإخوان على أخونة الدولة بطريقة سرطانية». ووصف مصطفى حمزة، مدير مركز دراسات الإسلام السياسى، قدرة الإخوان على الحشد فى الشارع بالمعدومة تماماً، مضيفاً أن قيادات الجماعة فى الخارج والداخل فقدت الأمل نهائياً فى مواجهة «السيسى». واستكمل «حمزة»، أن المواطن المصرى أصبح لا يثق فى الإخوان، لأن دعواتهم تخريبية والشعب بطبعه محب لبلده ويعلم جيداً أن الجماعة تستغل المسار السياسى لتحويله إلى خلاف عقائدى، لهذا لا يمكن أن يستجيب الشعب مهما حدث خاصة بعد تجربة 2012. وأضاف مدير مركز دراسات الإسلام السياسى، أن قادة الإخوان يؤمنون بأنهم لن يعودوا الى السياسة فى ظل وجود «السيسى» فى الحكم، لكن حينما تحدث مصيبة فى مصر يستغلونها لتشويه صورة الرئيس، وأصبح الأمر بالنسب لهم يصل إلى رأس الدولة مباشرة، موضحاً أنه يجب على الحكومة ألا تسلمهم سكيناً ليطعنوها به من الخلف بسوء اختيار القرار وعدم اختيار الوقت المناسب والتمهيد له، حتى يتم تفادى الغضب الشعبى ولكى لا يتم استغلال هذا الغضب الداخلى وترجمته إلى واقع على الأرض.