أكد علماء الأوقاف بالإسكندرية، فى ختام قوافل الأوقاف الدعوية بالعامرية، التى نظمتها مديرية أوقاف الإسكندرية، تحت إشراف الشيخ محمد العجمى، وكيل الوزارة، على مدار شهر رمضان المبارك، واختتمت بأداء خطبة الجمعة، تحت عنوان (فضل الصدقات وسبل تعظيم ثوابها)، أن شهر رمضان هو أعظم شهر للتكافل الاجتماعى بين جميع أفراد المجتمع، لما وجدنا فيه من مظاهر طيبة فى إطعام الصائمين، وإخراج الزكاة، والإكثار من الصدقات، ومد يد العون للمحتاجين، وهذا هو أفضل الطرق إلى الجنة. وأكد علماء الأوقاف بالإسكندرية أن الله تبارك وتعالى عظم ثواب الصدقة، فقال سبحانه: {وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ خَيْرٍ فَلأنْفُسِكُمْ وَمَا تُنْفِقُونَ إلا ابْتِغَاءَ وَجْهِ اللهِ وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ خَيْرٍ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأنْتُمْ لا تُظْلَمُونَ}. وصحَّ عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((مَا تَصَدَّقَ أَحَدٌ بِصَدَقَةٍ مِنْ طَيِّبٍ، وَلَا يَقْبَلُ اللهُ إِلَّا الطَّيِّبَ، إِلَّا أَخَذَهَا الرَّحْمَنُ بِيَمِينِهِ، وَإِنْ كَانَتْ تَمْرَةً، فَتَرْبُو فِي كَفِّ الرَّحْمَنِ حَتَّى تَكُونَ أَعْظَمَ مِنَ الْجَبَلِ)). والمُنْفِق عليهم مُتسبِّب في بَسط رزقه، وزيادة ماله، وحلول البركة فيه، حيث قال الله سبحانه: {وَمَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ}. وصحَّ عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((مَا نَقَصَتْ صَدَقَةٌ مِنْ مَالٍ)). وصحَّ عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((مَا مِنْ يَوْمٍ يُصْبِحُ العِبَادُ فِيهِ إِلَّا مَلَكَانِ يَنْزِلاَنِ، فَيَقُولُ أَحَدُهُمَا: اللَّهُمَّ أَعْطِ مُنْفِقًا خَلَفًا، وَيَقُولُ الآخَرُ: اللَّهُمَّ أَعْطِ مُمْسِكًا تَلَفًا)). وأوضح دعاة الأوقاف أن من فضائل الصدقة: أنها تمحو الخطيئة وتُذهِب نارها، كما في قوله - عليه الصلاة والسلام -: ((والصدقة تطفئ الخطيئة كما يطفئ الماء النار))، ومن فضائلها: أنها وقاية من النار، كما في قوله - صلى الله عليه وسلم: ((فاتقوا النار ولو بشق تمرة))؛ أخرجه الشيخان. ومن مزايا الصدقة أنها لا تنقص المال، كما أخبر النبي - صلى الله عليه وسلم - عن ذلك بقوله: ((ما نقصتْ صدقةٌ من مال))؛ رواه مسلم، بل هي مخلوفة؛ قال الله: ﴿وَمَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ﴾ [سبأ: 39]، وإن الشيطان لَيكيدُ للمسلم عندما يريد التصدُّق؛ قال الله: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَنْفِقُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا كَسَبْتُمْ وَمِمَّا أَخْرَجْنَا لَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ﴾ [البقرة: 267]. ونوه أئمة ودعاة الأوقاف إلى أن الإحسان إلى ضعفاء المسلمين المحتاجين لَمِن أعظم أسباب النصر على الأعداء، ودفع البلاء عن الأمة، وجلْب الرزق، وكشف كُرب يوم القيامة، فقد صحَّ عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال آمرًا وموصيًا ومبشرًا: ((ابْغُونِي الضُّعَفَاءَ فَإِنَّكُمْ إِنَّمَا تُرْزَقُونَ وَتُنْصَرُونَ بِضُعَفَائِكُمْ)). وصحَّ عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((مَنْ كَانَ فِي حَاجَةِ أَخِيهِ كَانَ اللهُ فِي حَاجَتِهِ، وَمَنْ فَرَّجَ عَنْ مُسْلِمٍ كُرْبَةً، فَرَّجَ اللهُ عَنْهُ بِهَا كُرْبَةً مِنْ كُرَبِ يَوْمِ الْقِيَامَةِ)). واختتم علماء الأوقاف بالإسكندرية بالتأكيد على أن الأجر العظيم والمضاعفة فى الثواب، حيث يقول الله تعالى: ﴿مَثَلُ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنْبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنْبُلَةٍ مِائَةُ حَبَّةٍ وَاللَّهُ يُضَاعِفُ لِمَنْ يَشَاءُ). وأكد الشيخ محمد العجمى. وكيل وزارة الأوقاف بالإسكندرية، أن المديرية نظمت قوافل دعوية مكثفة خلال شهر رمضان المبارك بجميع مساجد المحافظة، خصوصًا مساجد العامرية تنفيذالتعليمات الأستاذ الدكتور محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف، التى استهدفت نشر صحيح الدين الإسلامى الحنيف، وإظهار روحه السمحة ووسطيته واعتداله ومواجهة أصحاب الأفكار المتشددة وإعلاء الفكر الوسطى المستنير.