"بحلم بيها طول الليل"، "نفسي في واحدة"، "بقت حلم حياتي".. قبل أن يذهب تفكيرك لبعيد.. الكلمات السابقة ليست كلمات غزل، بل كلمات أصبح يقولها الشباب ل"أنبوبة البوتاجاز" في ظل "أزمة الأنابيب". فالأزمة يعاني منها الشباب ككل حال المصريين، بل إن الأنبوبة أصبحت عبئا جديدا على عاتق أي شاب يريد أن يتزوج ويكون مسئولا عن أسرة. وأصبح الشباب يحمل هما جديدا، فعليه أن يعاني ويجاهد ويحارب من أجل الفوز بالأنبوبة، ناهيك طبعا عن التكلفة المادية التي زادت على عاتقه حيث وصل سعرها الي 50 جنيها. "أنابيب الفيس بوك" وهو ما يترجمه موقع "فيس بوك" بعد أن ظهرت عدة جروبات تتحدث عن الأنبوبة، من أبرزها: "حلم حياتك أنبوبة"، "امسك أنبوبة بوتاجاز"، "الشعب يريد أنبوبة"، "ائتلاف أنبوبة بوتاجاز لكل مواطن بسعرها الحقيقي"، "مصر يا رمز العروبة أعضاء الجروب مش لاقيين أنبوبة"، "الصفحة الرسمية للأنبوبة المصرية". ويتحدث أعضاء هذه المجموعات عن أزمتهم أحيانا ويسخرون أحيانا أخرى، فعلى جروب "حلم حياتك أنبوبة" تقرأ: "إلى جميع ضحايا الغاز الطبيعى داخل مصر وخارجها.. إلى جميع المحرومين من الغاز الطبيعى.. إلى المعذبين فى الحصول على أنبوبة.. إلى كل من وقف طابور طويل وفى النهاية رجع بالأنبوبة فاضية.. إلى كل اللى لف الشوارع لغاية ما حفى عشان يجيب الانبوبة.. إلى كل اللى أصيب اثناء الجري ورا عربية الانابيب المدعمة عشان ب 5 جنيه.. إلى كل من سرقت منه الأنبوبة.. إلى جيرانى واصدقائى زملاء رحلة الكفاح فى البحث عن أنبوبة... إيمانا منا بأن مشكلة الغاز مشكلة مفتعلة الغرض منها إلهاء الشعب.. قررنا إقامة ذلك الجروب وحسبي الله ونعم الوكيل". "أنبوبتين يعني يومين خصم" وبعيدا عن "فيس بوك" أصبحت لدى الشباب قصص وروايات عن الأنابيب، فوراء كل أنبوبة "فاضية" قصة، ووراء كل أنبوبة "مليانة" واحد خدها بأعجوبة.. محمود سعيد، 28 عاما، يعمل موظف أمن في الشركة المصرية للاتصالات، يقص حكايته ل(الوفد) قائلا: "أنا متزوج حديثا، وأسكن بالقرب من والدتي وبالطبع أقوم بتغيير أنبوبتي وأنبوبة والدتي، فمن المستحيل أن أتركها تعاني الأمرين لتحصل على أنبوبة، وبالتالي فأنا أخد يومين إجازة كل شهر، يوم لبيتي ويوم لوالدتي، وبالتالي خصم يومين من راتبي!". يكمل: "في مرة علمت أن هناك حزبا من الاحزاب السياسية يقوم بتوزيع الأنابيب على أهالي المنطقة فذهبت لكي أغير أنبوبتي، وفوجئت بطابور يمتد 100 متر يكتظ بالناس نساء وشيوخ وأغلبه من الشباب، وكعادة المصريين لم يمر اليوم علي خير، فقامت المعارك بين الشباب من أجل الفوز بالأنبوبة، وفي النهاية لم أفز بواحدة". "خراب بيوت" "والله ده خراب بيوت"، هكذا بدأ محمود جمعة، والذى يعمل في شركة تركيب أنظمة حرائق وإنذار حكايته، مضيفا: "عندي أنبوبتين واحدة للمطبخ والتانية للسخان، وطبعا لازم أغيرهم هما الاتنين كل شهر علشان الجو البرد اللي إحنا فيه دلوقتي، وعلشان أغيرهم لازم أدفع 80 جنيها تمن تغيرهم لأن البيه البواب هوا اللي بيقوم بهذه المهمة المستحيلة، واللي مش عاجبه يروح يجيبها بنفسه، وطبعا باضطر للخضوع له لاني في أمس الحاجة للانبوبتين". ويضيف بغضب: "أنا عايز أفهم.. أنا شاب في بدايه عمري، أجيب منين لكل ده وأنا مرتبي 800 جنيه، مش كفاية علينا الميهة والنور والزبالة كمان الانبوبة بجد حرام كده". توك توك رايح جاي أما محمد سعيد، أمين مخزن، 30 سنة يحكي قصته، قائلا: "الأنبوبة أصبحت مشكلة حياتي، ومن أكبر المنغصات عليّ، فكل شهر بسبب قلة الأنابيب أضطر أن أخد إجازة يوم كامل وأحمل الأنبوبة علي توك توك مخصوص بعشرة جنيهات من المنزل إلى المستودع بتاع الأنابيب علشان أغيرها ب6جنيهات". ويضيف: "طبعا أبدأ رحلتي ابتداء من الساعة الثامنة صباحا والحمد لله أغيرها حوالي الساعة الثانية عشرة ظهرا، ثم أخد توك توك تاني بعشرة جنيهات أخرى علشان أروح الي البيت بالأنبوبة وأنا في قمة سعادتي بالفوز بالأنبوبة، وكأنني جبت الديب من ديله، وبالتالي أصبحت تكلفة الانبوبة ب26 جنيها"!