رأى العديد من السياسيين أن عزوف الناخبين عن المشاركة فى انتخابات مجلس الشورى دليل على انعدام أهميته وانعدام الصفة التشريعية له فى الوقت الذى يطالب الشعب فيه بتشريعات دولة العدل والقانون. كما أشاروا إلى أن سيطرة الإسلاميين على مجريات الأمور بعد نتائج انتخابات مجلس الشعب التى أظهرت تفوق الإسلاميين على غيرهم، بالإضافة إلى المطالبات التى سبقت الانتخابات فيما يخص إلغاء هذا المجلس بالإضافة إلى انسحاب بعض الأحزاب مثل الوسط والمصريين الأحرار تؤكد انعدام الصفة التشريعية للمجلس. وقال المستشار بهاء أبو شقة المستشار القانونى لحزب الوفد بأن انعدام الصفة التشريعية لمجلس الشورى وراء عزوف الناخبين اليوم عن المشاركة في العملية الانتخابية، موضحا أنه فى دستور 1923 كان مجلس الشورى له دور ويشارك فى النواحى التشريعية للبلاد وعدم اقتصار دوره في الموافقات الشكلية علي القوانين وبنود الدستور وكان يشارك بفاعلية فى وضع التشريعات ومساعدة مجلس الشعب فى دوره الرقابى والتشريعى. وأضاف أبوشقة في تصريحات ل"بوابة الوفد" أنه عندما تم تغيير النظام الملكى والدخول في الجمهورية الأولى بعد ثورة 23يوليو وإنشاء السادات لهذا المجلس كان لأغراض شخصية وتحقيق مصالح لنواب بعينها وبهذا خرجت الصفة التشريعية لمجلس الشورى وبذلك راحت جدواه التى تم وضعها له فى دستور 1923. وطالب أبو شقة لجنة المائة التى سيخول لها وضع الدستور المصرى الجديد أن تعمل علي معاودة الصفات التشريعية لهذا المجلس ليتم تفعيله مرة أخرى وممارسة مهامة مع مجلس الشعب ويكون على غرار مجلس الشيوخ في أمريكا، مضيفا أن انعدام الصفة التشريعة واتساع الدوائر وسيطرة الإسلاميين علي مجريات الأمور وراء التراجع فى التصويت. من جانبه، قال الدكتورعبد الغفار شكر - رئيس حزب التحالف الاشتراكى - بأن المواطنين لديهم قناعة بدور كل مؤسسة في مصر بما فيها مجلس الشورى الذي لا يمثل أى أهمية لديهم خاصة بعد الصورة الذهنية التي تكونت لديهم بعد تعيين أشخاص بعينهم في هذا المجلس لخدمتهم وعدم الاعتماد على الكفاءات العلمية والأكادمية التى من المفترض أن يكون دورها الأساسى فى هذا البرلمان من أجل تفعيل النواحى العلمية والأكاديمية بالمشاركة مع النواحى التشريعية لمجلس الشعب. وأضاف شكر أن وضوح الرؤية لدي الناخب المصري بظهور النتيجة للانتخابات قبل ظهورهها رسميا سبب أيضا في تراجعهم عن المشاركة، فضلا عن ذلك اتساع الدوائر والتقسيم غير العادل للمرشحين. وفى السياق ذاته، قال الدكتور أحمد سعيد عضو المكتب الرئاسى لحزب المصريين الأحرار إننا انسحبنا من المشاركة في مثل هذه البرلمانات الهزلية التي لا دور لا وكنا نعلم عزوف الناخبين وبذلك انسحبنا منه بعد تجاوزات مجلس الشعب والتى كانت فيه اللجنة العليا للانتخابات دور كبير فيها. وطالب سعيد - في تصريحات ل"بوابة الوفد" - بإلغاء مجلس الشورى متهكما من إجراءات اللجنة العليا للانتخابات وخاصة في تقسيم الدوائر التى تمتد لمسافات كبيرة لا يستطيع أى مرشح التواجد فيها وعمل الدعاية الخاصة به للتعرف بهم وببرامجهم متوقعا أن يحصل الإسلاميون علي جميع كراسي المجلس ويدعموا أغلبيتهم التى حصلوا عليها فى مجلس الشعب. وفى نفس الإطار، قال موسى مصطفى موسى رئيس حزب الغد "الليبرالي" بأن انشغال الناخبين بالاحتفال بذكرى الثورة وأيضا المطالبات الخاصة بتسليم السلطة للمدنيين في أقرب فرصة مقبلة والتظاهرات المستمرة في التحرير وأمام مبنى التليفزيون وراء عزوف الناخبين عن مشاركة انتخابات مجلس الشوري . وأضاف موسى ل"بوابة الوفد" أن مجلس الشورى له دور فعال ولكن إذا تم توفير كافة الصلاحيات له بحيث يكون له صفة تشريعية تشارك مجلس الشعب في إقرار التشريعات والقوانين لدولة العدل خاصة أن مجلس الشعب يكون فيه ثلث معين من خيرة العلميين والأكاديمين وأساتذه الجامعات أصحاب الرؤى العلمية وبذلك يكونون لهم دور فعال ولكن إذا تم توفير الصلاحيات له. وأؤكد أحمد بهاء الدين "مؤسس حزب الاشتراكى المصرى" أنه بالرغم من إتفاقه مع جميع القوى السياسية فى إلغاء مجلس الشورى إلا أنه يرفض عزوف الناخبين عن المشاركة فى العملية الانتخابية لأنه بذلك سيكون تقصيرا من الناخبين فى دورهم فى بناء أول ديمقراطية حقيقية بعد ثورة يناير . وأضاف بهاء الدين ل"بوابة الوفد" أن إلغاء مجلس الشوري ضرورة ولكن مقاطعته غير صحيحة وما قامت به بعض الأحزاب بالمقاطعة لا يجوز لأنهم بذلك يستهلوا لتيار معين أن يفوز بالانتخابات بكل سهولة وهو التيار الإسلامي ويحكم مقدرات البلاد بالأغلبية التي يحصل عليها بعد أن حصل عليها في مجلس الشعب. يذكر أن أجواء من الهدوء وعزوفا للناخبين سيطرت على اليوم الأول من العملية الانتخابية لانتخابات مجلس الشورى والتي تجرى اليوم علي مدار 13 محافظة على مستوى محافظات الجمهورية في مقدمتهم محافظة القاهرة والإسكندرية، وذلك مقارنة بانتخابات مجلس الشعب علي أن يتم إغلاق اللجان الساعة السابعة من مساء اليوم الأحد ويتم معاودة فتحها صباح الإثنين وبانتهائه تبدأ عملية الفرز فورا للأصوات.