أقنع أمير قطر باستضافة الإخوان المسلمين نكاية فى مصر ووصفهم بالجماعات المضطهدة ساهم فى الإطاحة ب«القذافى».. ويحاول حسم الملف السورى على جثث الأبرياء 61 عاما قضاها فى خدمة السلطة والسقوط فى فخ التبريرات، ضحَّى بكل غالٍ ونفيس من أجل استثمار تلك اللحظة التى دفعت به ليصبح نافذا داخل أروقة القصور القطرية والاغتراف من أموالها دون حساب أو مراقبة ليصبح الآمر الناهى لتلك الدويلة التى أرادت فرض نفسها فرضا على خريطة العالم بعد أن أصبح أمراؤها يجيدون الانقلابات على أنفسهم أكثر من إجادتهم الجلوس على موائد الطعام، ليصبح عزمى بشارة الرجل الأول والمستشار الأوحد لدى أسرة آل ثانى بعد أن قربه الأب منه وقدمته الأم لابنها ليصبح معلمه الأول الذى يدس له السم فى العسل وتنفيذ أجندات خارجية تخدم أهداف تلك الدول التى تريد النيل من استقرار الدول الآمنة المطمئنة وتجعلها دولا مستنفرة طول الوقت، وهذا ما دأب عزمى بشارة على تنفيذه منذ أن وطئت قدماه العاصمة القطريةالدوحة. وقد وضع عزمى بشارة قدمه داخل أروقة القصر الملكى القطرى من خلال موقعه كعضو فى الكنيست الإسرائيلى الذى دخله من خلال حزب «راكاح» الإسرائيلى الذى يعترف بالدولة الإسرائيلية واخترق العائلة المالكة هناك بعد أن التقى امير قطر السابق فى فرنسا وهى الزيارة التى تمّ ترتيبها مسبقا من قبل إحدى الجهات الاستخباراتية بين الشيخ والمفكر؛ لينسجم الأول مع أفكار بشارة المتحررة التى لا ترى حواجز فى الاعتراف بالدولة الإسرائيلية وهو اللقاء الذى حضرته الشيخة موزة المسند زوجة أمير قطر السابق ووالدة الأمير الحالي، وتعددت اللقاءات بين الشيخ والمفكر؛ لتنتقل من الأماكن العامة لتصبح فى القصر الملكى بعد أن اتفق الجميع على رجاحة عقل بشارة وتمتعه بعلاقات واسعة مع المثقفين فى كل الدول العربية والأوربية ليصبح بشارة الرجل الأول والمستشار فى شئون الحكم بعد إغداق الأموال القطرية عليه، وقربه «حمد» ببناء قصر كبير له فى الدوحة، ليصبح قريبا من العائلة. رأت فيه الشيخة موزة المسند معلما نجيبا لولى العهد تميم، بعد أن أقنع عزمى بشارة أمير قطر السابق بضرورة التخلى عن السلطة لولى عهده وهو فى اوج مجده وقوته وصحته، ورغم المعارضة الشديدة من قبل امير قطر السابق لعدم ترك الحكم لولى عهده، وأنه سيترك الحكم فى 2016 ويأخذ قسطا من الراحة، إلا ان بشارة أدرك خطورة استمرار حمد بن خليفة فى منصبه على الأوضاع فى قطر، خاصة أن الإمارة فى حاجة لتجديد دمائها من ناحية ولكونه سيحظى بالتقريب الأمثل فى حال تولى تميم إمارة قطر من ناحية أخري، وهو ما تمَّ عقب تدخل الشيخة موزة بالضغط على زوجها للتنازل لابنها تميم وتوليه حكم قطر فى 2013 بعد إقناع بشارة لها هى الأخرى، إذ كانت تخشى الشيخة موزة انحسار الأضواء عنها عقب تخلى زوجها عن الحكم لابنها. النوازع التى تحرك عزمى بشارة دفعته إلى إقناع أمير قطر بضرورة استضافة جماعة الإخوان المسلمين الفارين من مصر عقب عزل الرئيس الإخوانى محمد مرسى وتحت وطأة الإقناع قبل أمير قطر استضافة رؤوس الإرهاب، بل تخطى الأمر إلى دفاع أمير قطر عن تلك الجماعة التى نزع عنها الأمير صفة الإرهاب ولم يكن هدف لاستضافة رموز تلك الجماعات سوى رسالة للدولة المصرية «مفادها» نحن نؤوى الإرهاب». وفى أكثر من مناسبة يتعرض أمير قطر لوصف تلك الجماعات بالدينية غير المتطرفة، وهو ما أراده عزمى بشارة من خلال التأكيد فى أكثر من موقف بأن الإخوان المسلمين جماعة مضطهدة فى بلادها، وهو ما جعل الدوحة تفتح ذراعيها لتلك الجماعة نكاية فى المصريين. ولم تكن علاقة الكاتب والمفكر الفلسطينى عزمى بشارة بدولة قطر علاقة سطحية، بل علاقة وصلت حد الثقة فيه؛ لأن يصبح أحد المعلمين الرئيسيين لولى العهد تميم بن حمد الذى كان يجلس معه ساعات وساعات ليشرح له ما يحدث من حوله ويفسر له خريطة الصراعات فى العالم، ومنها خريطة السيطرة على الدول العربية؛ ليصبح عزمى بشارة الرجل الأول فى بلاط تميم بعد أن اعتلى إمارة قطر، فهو المحرك الأساسى لتوجهات قطر تجاه ما يحدث فى سوريا، وهو المسئول عن رسم خريطة الصراع هناك، ودوره فى دعم وتمويل الإرهاب فى الدول العربية لا يقل عن دور الإرهابى نفسه الذى يحمل السلاح ويقتل الأبرياء فهو الرجل الذى تحركه نوازع عظمة الوصولى الذى لا تقف فى وجهه الحواجز، فرغم نشأته فى فلسطين إلا أنه أصبح عضوا فى الكنيست الإسرائيلى لثلاث مرات متتالية عام 1996، بل أقسم على الولاء لإسرائيل ولم تستفد القضية الفلسطينية منه شيئاً على الإطلاق. ولم ينس له التاريخ دوره فى تمكين تميم- قبل أن يصبح أمير قطر- فى ليبيا عندما كان الملف الليبى فى يده، وهو من ساعده على السيطرة على ليبيا أثناء الثورة هناك وصاحب الدور الأخطر والسرى فى سقوط القذافى بعد أن استطاع تميم السيطرة على القبائل الليبية المناهضة لحكم القذافى- قبل أن تعرف الدور السيئ لقطر فى سقوط ليبيا، ورغم صراع حمد بن جاسم وعزمى بشارة على حسم ملف «الأزمة السورية» إلا ان بشارة يسيطر على هذا الملف بعد أن أقنع أمير قطر بضرورة التخلص من بشار الأسد ونظامه لكون القضاء على سوريا ودعم الميليشيات المسلحة من الأهداف الكبرى التى كان يسعى وراءها حمد بن خليفة، وتنفيذا لرغبة الأب سار تميم الابن وراء خطط عزمى بشارة الجهنمية التى من شأنها تقديم خدمة للكيان الصهيونى عبر تفتيت الدول العربية الموحدة لإخلاء الطريق امام دويلة قطر للسيطرة على تلك البلاد.