أفادت مجلة "فورين بوليسي" الأمريكية أن كردستان العراق حددت موعدًا نهائيًا لاستفتائهم الذى تمت مناقشته منذ فترة طويلة حول قيام دولة كردية، إذ تطالب حكومة إقليم كردستان بالتصويت بالانفصال يوم 25 سبتمبر المقبل. وأشارت المجلة إلى أن هذا القرار تم اتخاذه من قبل مسعود برزانى رئيس إقليم كردستان وكتبه على حسابه الشخصى على موقع التواصل الاجتماعى "تويتر"، وتم تداوله عبر وسائل الإعلام المحلية، إذ توضح المجلة أن من المؤكد أن هذا القرار سيشعل الحروب في العراق خصوصًا في بغداد التى سعت لسنوات فى إضعاف الأكراد ومنعهم من قيام دولتهم. ونمت التوترات بين العاصمة والمنطقة الشمالية الغنية بالنفط في أعقاب الهجوم الذي شنته الدولة الإسلامية في عام 2014، فيذكر أنه منذ أن سقطت الموصل ثاني أكبر مدينة في العراق فى أيدى تنظيم داعش تدخل قوات البشمركة الكردية واستطاعت تحرير بعض الحقول الغنية بالنفط فى المحافظة. وقال مسؤول في وفد حكومة إقليم كردستان في واشنطن: "إننا نرى أنه فرصة ولا نريد أن نفوتها".مشيرا إلى أن الاستفتاء سيكون ملزمًا، وأضاف مسؤول آخر في حكومة كردستان "أننا قادرون قانونيًا على إجراء الاستفتاء دون استشارة بغداد". وكان مسؤولون كرديون قد صرحوا لرويترز خلال هذا العام بأن أي استفتاء - الذي تم بحثه منذ سنوات - سيكون غير ملزم قانونًا، وسيعمل في الغالب على تعزيز يد اربيل عندما يتعلق الأمر بالمحادثات المباشرة مع بغداد حول المزيد من الحكم الذاتي أو الطريق إلى الاستقلال في نهاية المطاف . وقال مصدر حكومي عراقي ل "فورين بوليسي" إن ما يثير القلق هو أن الأكراد ينوون أن يمتد الاستفتاء إلى كركوك ومخمور وشنغال وخانقين – التي تعتبر موضع خلاف في الدستور. وفى إبريل الماضى حذر عمار الحكيم رئيس الائتلاف الحاكم في العراق، الأكراد من محاولة فصل كركوك عن ديار النفط الكبيرة من العراق. كانت التوترات بين الشمال الناطق بالكردي والمركز العربي وجنوب العراق قبل إنشاء البلاد بعد الحرب العالمية الأولى، عندما كانت معزولة من مقاطعات عثمانية متباينة. إلا أن الإطاحة بالرئيس العراقي صدام حسين في العام 2003 أثارت حنق بغداد على البلاد، حيث كان يستخدم الغاز لقمع الأكراد بعد حرب الولاياتالمتحدة عام 1991 بوقت قصير، وتطلعات الكرد للاستقلال، وبعيدًا عن الانحرافات الثقافية واللغوية، كانت الأموال نقطة حساسة بين أربيل وبغداد. وبموجب الدستور العراقي، من المفترض أن تحصل المنطقة الكردية على مبلغ نسبي - حوالي 17 في المائة - من العائدات الاتحادية من صادرات النفط، إلا أن المسؤولين الكرد منذ سنوات قالوا إن بغداد غيرت المنطقة.