وصفت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية قرار الحظر الذى صادق عليه وزراء خارجية الدول السبع والعشرين الاعضاء بالاتحاد الأوروبى أمس الاثنين، بمثابة "تصعيد دراماتيكى" فى العقوبات المفروضة ضد إيران . وذكرت الصحيفة فى تقرير أوردته على موقعها الإلكترونى اليوم الثلاثاء أن العقوبات التى أقرها الاتحاد الأوروبى أمس بحظر وارداته من النفط الإيرانى وتجميد الأصول الأوروبية ببنك إيران المركزى بمثابة حملة دولية مكثفة لتضييق الخناق على الاقتصاد الإيرنى وإجبار الحكومة الإسلامية المتشددة على تبديد المخاوف من أنها تعمل على تطوير أسلحة نووية. وأوضحت أن قرار الاتحاد الأوروبى به الكثير من الثغرات وانه بتأخير تنفيذه ستة شهور يضعف اثره العملى والفعلى، مشيرة الى أن بيانا أفاد بأنه ستتم مراعاة عقود تصدير النفط الإيرانية حتى أول شهر يوليو المقبل وسيتم استعراض ومراجعة قرار الحظر قبل الأول من شهر مايو لاستعراض ما إذا كانت حاجة إلى مزيد من المرونة لأن دولا مثل اليونان وإيطاليا اللتين تعانيان من أزمة الديون الطاحنة التى تثقل كاهليهما، من المحتمل أن تحصلا على مهلة أكبر من الوقت قبل قطع علاقاتها المالية مع طهران . واضافت الصحيفة أن الاتحاد الأوروبي ينضم بعد اتخاذه هذا القرار إلى الولاياتالمتحدة فى مسعاها لسحق المكاسب الإيرانية والتحويلات المالية التى تعتمد عليها حكومة طهران للوفاء بمتطلبات الشعب الإيرانى المالية والعسكرية.لافتة الى أن قرار الاتحاد الأوروبى- مع ذلك- لاقى ترحيبا كبيرا من كبار المسئولين الأوربيين لاسيما وزير الخارجية البريطانى وليام هيج الذى اعتبر جهود الاتحاد بأنها "لم يسبق لها مثيل ..وتظهر تصميم الحكومات الأوروبية على كبح جماح إيران أن تصبح قوة نووية". ونقلت صحيفة صحيفة "واشنطن بوست" عن دبلوماسيين أوروبيين -رفضوا الكشف عن هوياتهم- قولهم إن "اليونان تشترى النفط الإيرانى بالدين وتربح الاموال التى بالكاد تحتاجها من خلال تنقية النفط الخام وتصديره إلى دول البلقان المجاورة..وأن"إيطاليا كانت قد نسقت دفع أموال النفط الإيرانى فى صورة قروض ". وشددت الصحيفة على أهمية العائدات التى تحققها إيران من صادراتها النفطية مشيرة إلى أن إيران تحقق أرباحا من عقودها النفطية مع دول آسيا تمثلت بصورة خاصة فى حصول هذه الدول لاسيما الصين واليابان وكوريا الجنوبية على 60 % من اجمالى 2ر2 مليون برميل من النفط الذى تنتجه إيران يوميا، فيما تحصل تركيا على 7 % ، وعلى نحو تقليدى لم تتعد نسبة العملاء الأوروبيين المستوردين للنفط الإيرانى حاجز ال20%. وأردفت الصحيفة أن شخصيات إيرانية رفيعة المستوى هددت على الفور وتوعدت بالانتقام ، مشيرة إلى أن تحديهم لهذه القرارات وتهديداتهم بإغلاق مضيق هرمز يشدد على المواجهات بين الغرب وطهران. ونسبت الصحيفة إلى وزراء أوروبيين إشارتهم إلى أن هدفهم الرئيسى من فرض العقوبات على إيران ليس للتحريض على مزيد من المواجهات مع طهران لكن بالأحرى لدفعها على استئناف المحادثات المتعلقة ببرنامجها النووى وعدم تضييق الخناق على مفتشى الوكالة الدولية للطاقة الذرية . ولفتت إلى أن وزير الخارجية البريطانى وليام هيج كان قد جدد أمس دعوته إلى إيران بالتعاون مع المجتمع الدولي والرد على عدد من الأسئلة التي قدمتها الوكالة الدولية للطاقة الذرية والإلتزام بقرارات مجلس الأمن الدولي والتوقف عن برنامج تخصيب اليورانيوم.وأوضح أن إيران بمقدورها إنهاء العقوبات وذلك بتغيير طريقها والتعاون للرد على التساؤلات التي تثير المخاوف لدى المجتمع الدولي، مؤكدا أن بلاده تؤيد التفاوض مع إيران في أي وقت إذا تخلت عن الشروط المسبقة، مضيفا أن العقوبات التي إتخذها الاتحاد الأوروبي تشير الى مدى صرامة أعضاء الاتحاد في التعامل مع وقف الطموحات النووية الإيرانية.