قبل حلول عيد الأضحي المبارك بأيام قليلة الجمعة قبل الماضي كانت قرية »مزغونة« التابعة لمركز البدرشين قد ازدانت عن آخرها فقد كان الموعد هو حفل زفاف اسلام »الصياد« ابن القرية المحبوب.. في المساء تلألأت الأضواء ودقت الطبول وتعالت أصوات المنشدين في حفل الزفاف.. بينما العروسان يشقان طريقهما إلي كوشة العرس في زفة صاخبة بين زغاريد الأهل والأحباب ووسط حشد من المهنئين.. بدت الفرحة تشع في عيون العروسين.. استشعر العريس كأنه يطير إلي عنان السماء ليطال نجومها.. فقد استطاع أن يفوز بعروسه الشابة التي عاش زمنًا يحلم بها إلي أن ساقها القدر إلي طريقه عندما جاءت من بلدتها كفر برك الخيام بكرداسة لزيارة إحدي قريباتها بمزغونة ورآها وأعجب بها فبادر بالتقدم لطلب يدها.. وتحقق له الأمل والمراد.. وها هو يجلس إلي جوارها في كوشة العرس.. وأمامه حشد من الأهل والأحباب يتراقصون أمام الكوشة.. والبهجة تعلو الوجوه والزعاريد يتعالي رنينها وتشق عباب المكان.. وكأن عيون الحاسدين اصابتهما في مقتل.. عندما نشبت مشادة كلامية بين بعض الراقصين نتيجة احتكاك غير مقصود بين شابين سرعان ما تحول إلي تشابك بالأيدي.. وفجأه استل أحد الشبان مطواة كانت معه انقض بها علي أحد الشبان ليصيبه بطعنة نافذة وأسرع البعض بإزاحة أطراف النزاع بعيدًا عن العروسين حتي لا يفسدوا فرحتيهما وكذا الأهل والأحباب.. لم يدرك أحد خطورة ما جري.. وسارع البعض بطلب سيارة الاسعاف لنقل المصاب إلي المستشفي.. وكان المصاب الصديق الحميم للعريس.. وفي الطريق إلي المستشفي لفظ المصاب انفاسه الأخيرة قبل وصوله إلي المستشفي.. وكان القاتل هو شقيق العروس بينما حاول البعض التهوين من الأمر حتي يمر حفل العرس بسلام..!! وسرعان ما سري السخط والغضب بين أهالي القرية وبخاصة الشباب فاندفعوا في حماس للأخذ بثأر ابن قريتهم من ذلك القاتل.. أوسعوه ضربًا مبرحًا ومثلما فعل القاتل بابن قريتهم فعلوا به بطعنة قاتلة أودت بحياته في الحال.. وبعدها هدأت النفوس عندما نال القاتل جزاءه في أقل من ساعة.. بينما حفل الزفاف يعمه الصخب والفرحة لا يدري أحد ما جري خارج الحفل..!! بات الاتهام مشاعًا بين العديد من شباب القرية وصار من الصعب تحديد من قتل القاتل.. تم اخطار المقدم أحمد مبروك رئيس مباحث مركز البدرشين الذي اسرع بالانتقال إلي مكان الحادث واخطار اللواء أحمد عبدالعال مدير المباحث بالمديرية.. الذي أمر بسرعة تشكيل فريق بحث بقيادة العميد محمد أبوزيد رئيس المباحث بالمديرية لضبط الجناة. كشفت تحريات النقيبين شريف البطران وهاني إسماعيل معاوني المباحث أن مرتكبي الجريمة الثانية هما ابن عم المجني عليه الأول وأحد أقاربه وفي أقل من ساعة كان النقيبان محمد كاسب وايهاب الصاوي قد تمكنا من القبض علي الجناة.. وأمام المقدم سعيد عابد وكيل المباحث اعترف المتهمان بجريمتها لكونهما كانا في حالة نفسية سيئة عندما شاهدا القاتل يجهز علي قريبهما أمام عيون الجميع..!! والغريب أن العروسين استكملا مراسم العرس دون علمهما بما جري فقد كان حرص الأسرة بالغًا بتجنبهما ما يعكر صفو فرحتهما..!!