تحاول وزارة البيئة، منذ مساء أول أمس، من خلال إدارة محميات سيناء – محمية أبو جالوم إنقاذ سمكة نادرة من نوع الشمس(Mola mola) بساحل البحر الأحمر تم نهش إحدى زعانفها البطنية عن طريق أحد الكائنات البحرية المفترسة. تلقت إدارة محميات سيناء بلاغاً من القائمين على إحدى القرى السياحية بمدينة نويبع يفيد بوجود سمكة كبيرة الحجم على الشاطئ علي قيد الحياة و لا تستطيع الحركة بشكل طبيعي فتم تكليف لجنة فنية طارئة بقيادة الباحث أحمد الصادق مدير محمية أبو جالوم والتي توجهت على الفور لمكان البلاغ بالتعاون مع العاملين بالقرية السياحية وشرطة البيئة والمسطحات ومركز غوص افريكان دايفرز و تم التعرف على نوع السمكة وأخذ كافة القياسات اللازمة حيث بلغ طول الجسم 2.10 م ووزنها التقديري حوالي 300 كجم . وتبين من المعاينة في الموقع وجود بتر كامل للزعنفة البطنية وهي إحدى الزعانف الرئيسية المتحكمة في حركة السمكة ما أصابها بحالة عدم اتزان وأصبحت غير قادرة على السباحة بشكل طبيعى وأدى دفعها الى الشاطئ بسبب التيارات المائية . وتعتبر سمكة الشمس من أثقل الأسماك العظمية على مستوى العالم وتتغذى على قناديل البحر والأخطبوطات وتلعب دوراً مهماً في الحفاظ على التوازن البيئي ويندر مشاهدتها في المياه الضحلة نظراً لكونها من أسماك الأعماق، ومن غير الطبيعي خروجها للشواطئ. وقام الفريق بتوفير كافة الإسعافات الأولية اللازمة ودراسة الفرص المتاحة لإبقائها على قيد الحياة، كما تم تخصيص مكان داخل المياه الضحلة بساحل خليج العقبة للسمكة وذلك باستخدام الشباك و المواد الطبيعية لإبقائها على قيد الحياة فى بيئة مناسبة . وشدد الدكتور خالد فهمى وزير البيئة، على التوجيه بتشكيل فريق علمى وطبى متخصص بقيادة الدكتور مصطفى فودة الخبير الدولى فى الكائنات البحرية وتجهيز غرفة عمليات موسعة على مدار الساعة لمتابعة الحالة الصحية للسمكة والتي تصنف بأنها سمكة أعماق وقد وصل أقصى عمق تم رصدها فيه إلى حوالى 600 متر تحت سطح الماء ما يجعل من محاولات إنقاذها عملاً فريداً من نوعه على مستوى العالم نظرا لإجراء عملية الإنقاذ بالقرب من السطح وهو ما يعنى اختلاف الضغط عن المعتاد فى بيئتها الطبيعية ما يصعب عملية الإنقاذ. وتم التنسيق مع القوات البحرية المصرية التى لم تتوان عن المشاركة فى ذلك العمل الإنسانى بتوفير سفينة متخصصة وعليها حوض مائى كبير لانتشال السمكة من موقعها الحالى أمام شاطئ القرية السياحية بنويبع لنقلها الى اكواريوم الغردقة الذى يبعد أكثر من 9 ساعات عن موقعها الحالى، وهو عبارة عن مركز متخصص فى علوم البحار به حوض مائى كبير لإجراء الفحوصات الطبية ومعالجة أثار نهش الزعنفة وأخذ القياسات اللازمة لتصميم زعنفة صناعية بديلة باستخدام أحدث التقنيات العلمية وسيتم تركيبها بمسامير خاصة ثم وضع السمكة تحت الملاحظة أثناء فترة النقاهة للتأكد من تماثلها للشفاء. وتأتى محاولة إنقاذ تلك السمكة تفعيلاً لدور وزارة البيئة تجاه الحفاظ على الكائنات الحية والتنوع البيولوجى الذي التزمت به مصر فى المعاهدات الدولية والقوانين المحلية ومراعاة للبعد الإنساني ومشاعر الرحمة تجاه كائن حي جريح أسهمت الأقدار فى ظهوره للعيان على السواحل المصرية، وكان على وزارة البيئة أن تقوم بكل ما يلزم لإنقاذها حتى مع ضعف فرص النجاة .