نظم مختبر السرديات بمكتبة الإسكندرية مساء أمس، لقاءً أدبيًا لمناقشة أعمال ثلاثة من أدباء العراق، وذلك في إطار سلسلة الندوات التي يُنظمها المختبر تحت عنوان "الأدب العراقي تحت الاحتلال". ونعى الأديب منير عتيبة المشرف على مختبر السرديات خلال الندوة الأديب أحمد حميدة الذي لقى وجه ربه في اليوم نفسه؛ مؤكدا أن الأدب المصري والعربي فقد أديبًا كبيرًا أطلق عليه "جوركي العرب"، وأن أحمد حميدة المبدع الكبير يحتاج إلى إعادة قراءة واكتشاف لأعماله الإبداعية المتميزة. وأشار عتيبة إلى أن الوسط الثقافي السكندري فجع برحيل حميدة الذي كان متواصلاً بشكل جيد جدًا وحميمى مع الأجيال المختلفة بالمحافظة وكان حاضرًا بقوة في فعاليات الإسكندرية الثقافية، وشارك في ندوة المختبر نفسه الأسبوع الماضي. وأعلن عتيبة أن مختبر السرديات يُهدي سلسلة ندواته التي بدأت يوم 17 يناير عن الأدب العراقي تحت الاحتلال والكتاب الذي سيصدر عن هذه الندوات إلى روح الأديب الراحل أحمد حميدة الذي كان عروبيًا حتى النخاع، وكان احتلال الولاياتالمتحدة للعراق بمثابة احتلال لبيته الشخصي. وأضاف أن مختبر السرديات كان قد كرم الأديب الراحل أحمد حميدة بعمل ملف كبير عنه في السنة الأولى للمختبر وهو الملف الذى فاز بعد ذلك بجائزة مؤتمر الدكتور العشماوي؛ وأوضح عتيبة أنه مع خروج آخر جندٍ أمريكي من العراق، بدأ مختبر السرديات التحضير لسلسلة ندوات لمناقشة عدد من الأعمال السردية العراقية التي كتبت تحت الاحتلال الأمريكي؛ ما بين رواية وقصة قصيرة وقصة قصيرة جدًا؛ مُضيفا أنه طرح فكرة الندوات على الناقد العراقي الدكتور ثائر العذاري الذي تحمس بدوره للفكرة، وأحضر عددًا من الأعمال العراقية الإبداعية التي تم توزيعها على نقاد ومبدعي الإسكندرية لتقديم قراءات نقدية لها. وقدم الأديب الدكتور عبد الباري خطاب خلال اللقاء دراسة بعنوان "أحزان عراقية.. قراءة في مجموعة قلعة الحاج سهراب" للقاص العراقي "هشام توفيق". وعرض الأديب الشربيني المهندس دراسة بعنوان "عبق المكان وغواية السرد في رواية شتاء العائلة للكاتب العراقي علي بدر"؛ وشارك الناقد العراقي الدكتور ثائر العذاري بدراسة بعنوان "عندما يكون بطل القصة طفلاً.. قراءة في قصتي رماد الأقاويل وحافات السنين المدببة للقاص العراقي الدكتور "فرج ياسين"، بعد أن استمع أعضاء المختبر إلى القصة بصوت فرج ياسين. وفي دراسته تحدث الدكتور عبد الباري خطاب إلى عتبات مجموعة قلعة الحاج سهراب للقاص العراقي هشام توفيق، وهي "غلاف بدرجات اللون الأحمر، وظلال قلعة أثرية وعنوان المجموعة بلون أسود، ثم الإهداء إلى الشهيد "آياد عبد الرشيد"؛ مبينًا أن كل المقدمات تشير إلى أن القارئ على أبواب أحزان عراقية؛ وقال: "قصص المجموعة تغلب عليها روح الرواية، وثلاث قصص منها يمكن أن تشكل رواية مستقلة"، منوهًا بقدرة الكاتب على الحكي واستشرافه للمستقبل العربي من خلال واقع الحياة العراقية. أما الأديب الشربيني المهند فأكد في دراسته على تميز رواية شتاء العائلة للكاتب العراقي علي بدر، من حيث قدرتها على معالجة حالة الانزواء التي يمكن تفسيرها على مستويات شخصية وقومية، وأثر التغير المتمثل في الغريب على هذه الحياة التي تتغذى على الماضي، موضحًا قدرة علي بدر على استخدام تقنيات الرواية الحديثة وتوظيف اللغة ومنجزات علم النفس في توصيل المعنى الكلي لروايته. وأكد الناقد العراقي ثائر العذاري على تميز المبدع فرج ياسين كقاص يقطر القصة القصيرة للتماس مع روح الوجود في معانيها، مشيرًا إلى إشكاليات عديدة في قصص فرج ياسين ومن أهمها استخدام الزمن كراسات المختبر.