كنا ثلاثة عبده شمة والعبد الفقير وديوان سلطان العاشق سيدى عمر بن الفارض وكنت أقرأ قصيدته الرائعة على عبده شمة. غيرى على السلوان قادر وسواى فى الغساق غادر لى فى الغرام سريرة والله أعلم بالسرائر ومشبه بالغصن قلبى لايزال عليه طائر حلو الحديث وانها لحلاوة شقت مرائر
فى هذه اللحظة اقتحم علينا المكان أحمد القزعة وهو يقول: صباح شريف ياجدعان. قلت: صباح مش بطال ياقزعة. فقال وهو يضحك: غيبوبة كل سنة وانت طيب وعبيط واهبل وضحك شمة قائلاً: أدى اللى بناخده منك ياتافه. فقال القزعة: الأول رد التحية ياغيبوبة وبعدين طول لسانك جبر يلم الفش. قلت: تحية إيه ياقزعة اللى عايز الحاج عبده يردها لك؟ فقال: ياجدعان من النهاردة ذكرى عيد ميلاد جمال عبدالناصر ولا انتو مش م البلد دى؟ قال عبده شمة. ده صح ياولاد أى والله صحيح. قلت لعبده شمة. هو إيه اللى صحيح ياحاج عبده. فقال: صحيح زى ما بيجول المكلوب ده النهار ده عيد ميلاد عبدالناصر. قلت بدهشة: وانت عارف؟ فضحك قائلاً: وكل الناس عارفين أمال ياعم احمد احنا شعب أصيل وجايز ننسى الإساءة إنما الطيب مايتنسيش. قلت: يعنى بعد فترة ممكن تنسى اللص الفاسد حسنى مبارك. فضحك قائلاً: وبعد فترة ليه ما هو خلاص اترمى فى المزبلة وأصبح فى خبر كان. قلت: وهل تأكدت من الحكم عليه أقصد حكم المحكمة. قال: واحنا مال عاد ومال المحكمة ماهو حكم الشعب عليه صدر وعينفذه وهو متلجح على ضهره زى العجل الدبيحة وضحك أحمد القزعة قائلاً: ياساتر على قلبك الأسود ياغيبوبة. فقال عبده شمة: مش أنا يا واكل ناسك اللى جلبى اسود هو اللى عمايله كانت سودا والجزاء من جنس العمل. قلت: طب والتكريم اللى لسه المجلس العسكرى بيعامله بيه. قال: المجلس العسكرى خجلان من عمايل المخلوع لأنه كان فى يوم من الأيام لابس البدلة العسكرية وماعرفش جيمتها.