بشرة بيضاء وعيون بنية في ضوء الشمس.. سوداء بضوء القمر، رسمت على وجوه من يراها دهشة وجعلتهم في فضول لمعرفة ماذا تفعل تلك السيدة أمام عربة اسمها يبدو غريب لديهم، وظل السؤال الذي يراودهم ما الذي تقوم به؟. اقترب المارة أكثر فأكثر ولكن ظل التعجب واضح ومرسوم على وجوههم، حتى أصبح لديهم حلقة من الأسئلة تنتظر الإجابة عليها، فجعلهم الفضول خوض تجربة جديدة بالنسبة لهم . "شوكو لولو" العربة التي انطلقت بها ريهام صفوت بمنطقة حلوان وبالأخص في شارع حيدر لتكن أول عربة للأكل الصيني في مصر. وضعت ريهام أمام أعينها حلمها الذي ظل يراودها منذ أيام الجامعة وهو إنشاء "عربة طعام"، ومع رفض والديها زاد إصرارها وأبت عيناها أن تتلاقى مع جفونها حتى تحقق ما تتمنه، وبعد مرور 7 سنوات أصبحت مالكة أول عربة أكل صيني. فكان لزوجها دور كبير في تحقيق الحلم الذي أصبح موجودا بالفعل على أرض الواقع، فصمم أن يكون هناك طابع يختلفون به عن عربات عديدة، وأقنع زوجته التي أتقنت أصنافا كثيرة من المأكولات الصينية أن يكون الأكل بالصيني. مع الساعات الأولى من انطلاق مشروعها سيطر الخوف والاضطراب عليها التي اخفتهما ببسمتها الساحرة، وسرعان بدأ الوضع يستقر مع إعجاب زوارها بسحر طعامها، وتشجيعهم لتحقيق المزيد من النجاح الباهر. ارتسمت في عيون والديها وأهلها فرحة لم ترَ مثلها من قبل على الرغم من اعتراضهم في بداية الأمر على وقوف ابنتهما في الشارع لتبتاع طعامًا. واجهت بعض الانتقادات بشخصيتها العنيدة وبجوارها زوجها الذي ظل يحمي ظهرها، ورفضت أن تصغى لها، وباتت مصممة على توسعها في المأكولات الصينية وافتتاح مطعم لها ولكن مع احتفاظها بسمات عربتها ليظل لقب "اول عربية اكل صيني في مصر". أما عن "المنيو" فكانت أسعاره في متناول الايدي لتبدأ الوجبات من سعر 20 جنيهًا حتى 35 جنيهًا، وكانت لا تكتمل الوجبة بدون ابتكار ريهام "للكراميلا" فدمجت بين الكريم كراميل وكيك الشوكولاتة ليتناسب مع الأكل الصيني. وباتت مشكلة الحصول على ترخيص لعربتهما تؤرقهما، متمنين أن يكون لجميع عربات المأكولات السريعة المتنقلة ترخيص لضمان عدم مضايقتهم، خاصة أنه مشروع مضمون جودته ويساعد الشباب على توفير فرص عمل ومشاريع مبتكرة. "خليكي مصممة انك تحققي حلمك ومتخافيش من المشاكل ولا من الناس والمجتمع، اثبتي نفسك واعملي الحاجة اللي بتحبيها، الست دلوقتي بتشتغل في كل المجالات، ومتخليش حد يوقفك هتوصلي وهتنجحي" هكذا نصحت المرأة الدؤوبة الفتيات كي تصل إلى حلمها.