أشار المحلل السياسي "توماس فريدمان" في مقاله بصحيفة (نيويورك تايمز) الأمريكية إلى أن المصريين عادوا بعد غياب دام 30 عاما وأصبحوا يجدون تقديرا لأصواتهم المفقودة مرة أخرى، في إعادة منهم لاكتشاف أنفسهم وجيرانهم, مؤكدا أن الحقيقة المُكتشفة صادمة. ونقل فريدمان عن أحد قادة الإخوان المسلمين دهشة الجماعة من نتائج الانتخابات التي كشفت عن واقع السلفيين في المجتمع المصري، الأمر الذي لم يكن احد يتوقعه أو ينتظره. وأضاف ان فوز السلفيين كان بمثابة الصدمة للإخوان المسلمين، نقلا عن أحد قادة الجماعة، فضلا عن صدمة الليبراليين، من قوة التيار الإسلامى بشكل عام، والسلفيين على وجه الخصوص. وكان فريدمان قد التقى بالقائد الإخواني في مكتب الحملة الانتخابية للمرشح المحتمل للرئاسة الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح، الذي انفصل عن الجماعة للترشح للرئاسة وفقا لأجندة موضوعة، على حد تعبير الكاتب. وأضاف فريدمان أن المصريين اكتشفوا ايضا وجها آخر للجيش عندما تصادم مع شاب الثورة الأعزل في مواجهات دامية. وأكد فريدمان أن التحول الديمقراطي في مصر ليس سهلا في ظل تفاقم المشاكل الاقتصادية والاجتماعية, مؤكدا على ضرورة توحيد صفوف المجتمع بأسره، والتخلي عن الانقسامات وانعدام الثقة المتصاعدة بين مراكز القوى الجديدة والقديمة, الجيش والشرطة والأمن وشباب الثورة والإسلاميين، والمسيحيين، فضلا عن الأغلبية الصامتة، والعلمانية الليبراليين, مشيرا إلى أن الشعب المصري في حاجة إلى إجازة لإعادة اكتشاف نفسه والتعرف عليها من جديد. واستشهد فريدمان بما قاله "عمرو حمزاوى", عضو في البرلمان الجديد "نحن مازلنا نتعرف على بعضنا البعض، في ظل وجود اختلاف في مطالبنا واهتماماتنا وتحفظاتنا، ولكن أمامنا مجتمع ينتظر ما يمكن تقديمه ولا يوجد أمامنا طريق إلا النجاح في تلبية مطالبهم، مؤكدا أن التحدى الأكبر يتمثل في تجاوز مرحلة الانتخابات فضلا عن تحديد المركز الاستراتيجي الجديد لمصر." وأوضح فريدمان أنه خلال ال50 عاما الماضية في الحياة السياسية، كان هناك صراعات عديدة بين السلطة وجماعة الإخوان المسلمين، وكلاهما يشك فى الآخر ويشتبه في امتلاك كل منهما لأجندات سرية للحصول على السلطة وحدهم، وينبغى الحذر منهما، ولكن الجديد فى الأمر، أنهما ليسا الوحيدين المتحكمين فى مستقبل مصر. واختتم فريدمان مقاله قائلا إن مصر فقدت الكثير خلال ال30 عاما الماضية، ولم تعد تمتلك أى وقت لخسارته لذلك على القوى القديمة والجديدة أن تجد طريقا للمشاركة في السلطة من أجل بناء الدولة الجديدة حتى لا تخسر الماضي والمستقبل.