و لد الشيخ صالح الجعفري ببلدة دنقلا بشمال السودان في الخامس عشر من جمادى الآخرة سنة ثمان وعشرين وثلاثمائة بعد الألف من التاريخ الهجري "1328′′ ه. وجاء إلى مصر ، ليتعلم بالأزهر الشريف ، واتصل بأهله المقيمين بقرية " السلمية " بمركز الأقصر من محافظة قنا، وكان حضوره إلى مصر للالتحاق بالأزهر بإشارة من شيخه سيدى محمد عبد العالى . وعن حضوره إلى مصر، يقول : "قبل مجيئى إلى الأزهر جاء أحد أهل البلد بأول جزء من شرح النووى على صحيح مسلم ، فاستعرته منه وصرت أذاكر فيه ، فرأيت سيدى عبد العالى الإدريسى -رضى الله تعالى عنه- جالساً على كرسى ، وبجواره زاد للسفر، وسمعت من يقول: إن السيد يريد السفر إلى مصر ، إلى الأزهر ، فجئت وسلمت عليه ، وقبلت يده ، فقال لى مع حدة : " العلم يؤخذ من صدور الرجال لا من الكتب " وكررها، فاستيقظت من منامى ، وقد ألهمنى ربى السفر إلى الأزهر ، وحشرت الشيخ محمد إبراهيم السمالوطى المحدث، وهو يدرس شرح النووى على صحيح مسلم، فجلست عنده ، وسمعته يقرأ حديث " لا هجرة بعد الفتح ولكن جهاد ونية ، وإن استنفرتم فانفروا" رواه مسلم. وتلقى العلم بالأزهر الشريف على يد نخبة من كبار العلماء العاملين ، الذين جمعوا بين الشريعة والحقيقة ، ومنهم الشيخ محمد إبراهيم السمالوطى ، والشيخ محمد بخيت المطيعى ، والشيخ حبيب الله الشنقيطى، العالم المحدث المشهور صاحب " زاد مسلم " .