عبدالرازق حسن، دكتور بارع في جراحة الكلى والمناظير، تقديسه لمهنته جعله يحمل على عاتقه مسئولية معالجة المرضى في محافظات الصعيد وعدم التفكير في التوجه للقاهرة، حيث الشهرة والمقابل المادي الكبير، فسخر علمه ودراسته بمجال مناظير الكُلى والمسالك البولية لخدمة المرضى غير المقتدرين، فقرر تخصيص يوم الأربعاء من كل أسبوع لإجراء الجراحة بالمجان بالمركز الطبي التخصصي بمحافظة قنا. ليكون المجهود الذاتي هو السمة الأساسية للفيف من أساتذة الجراحة، الذين يسهرون ليلًا ونهارًا لراحة المرضى ولتوفير أحدث الأجهزة والتقنيات الحديثة لاستيعاب أكبر قدر من المرضى المحتاجين للمساعدة الطبية، وعلى رغم إنشاء المركز الطبي بمحافظة قنا فلم يؤثر بُعد المسافة على شعبيته وإقبال المرضى المحتاجين من مختلف المحافظات. أجرت "بوابة الوفد" حوارًا مع الدكتور عبدالرازق لمعرفة الأسباب التي دفعت المركز الطبي لتحديد يوم في الأسبوع لإجراء جراحات مجانية للمرضى المحتاجين، علاوة على تأثير ذلك على المستوى المادي بوجه عام للمركز، ولماذا اختار محافظة قنا لإنشاء المركز الطبي؟ إلى نص الحوار: كيف جاءت فكرة تحديد يوم في الأسبوع لإجراء عمليات جراحية بالمجان، وما الهدف من ورائها؟ المركز الطبي التخصصي لجراحة المسالك البولية ومناظير الكلي كان دائمًا يستقبل حالات مجانية بشكل عشوائي وبعد تزايد عدد الحالات قررنا تخصيص يوم في الأسبوع للجراحة المجانية ليكون العمل بشكل أكثر انتظامًا ليتقدم المرضى يوم الأربعاء من كل أسبوع لعمل الإجراءات والتحاليل اللازمة قبل العملية، والهدف منها تخفيف الضغط على المستشفيات الحكومية والعامة لوجود تزاحم شديد عليها من المرضى والمحتاجين وحالات لا تسمح بانتظار دورها في كشف أسماء العمليات. هل الفكرة محصورة بين الحالات المرضية الفقيرة فقط؟ نعم، فالحالات غير المقتدرة هي فقط من تتوجه للمركز لطلب إجراء الجراحة مجانًا، يوم الأربعاء من كل أسبوع، ويتم التأكد من أحقية الحالة في الجراحة المجانية من خلال الأوراق التي يعرف فيها المريض نفسه قبل التشخيص، وبياناته الشخصية نطلع من خلالها على الحالة المادية للمريض. هل كانت هناك حالات متعسرة ماديًا وراء مقترحك بتخصيص يوم للعمليات المجانية؟ المركز الطبي مفتوح منذ 3 سنوات، وخلال عملنا واجهنا حالات كثيرة متعثرة ماديًا وليس واحدة بعينها، فقررنا البحث عن وسيلة تخدم المريض، وإجراء العملية مجانًا لأن الطبيب وطاقم العمل تطوعيًا، لكن الدواء ومستلزمات المريض بعد العملية بمقابل مادي. وجود المركز الطبي بمحافظة قنا له أثر سلبى في نسبة إقبال المرضى من المحافظات المختلفة لصعوبة السفر؟ يوجد لدينا أحدث الأجهزة التقنية وغير المتوفرة في محافظات أخرى، والخدمة المجانية لإجراء العمليات الجراحية، يدفع الكثيرين من مختلف المحافظات لجعل المركز وجهتهم الأولى، حيث يوجد جهاز تفتيت حصوات الكلى، وهو غير متوفر بأسوان أو البحر الأحمر. وما مدى تأثير ذلك على المستوى المادي العام للمركز الطبي التخصصي؟ كان ومازال لها أثر إيجابي على المستوى العام للمركز الطبي، فالحالات المرضية المقتدرة ماديًا حين سماعها بمبادرة العلاج المجاني للفقراء تزايد معدل إقبالهم على المركز، وأصبح يوجد ثقة متبادلة في التعامل مع الفريق الطبي للخدمات العالية المقدمة لهم حال فحص طبي أو إجراء عملية. ما عدد الحالات المجانية التي يستقبلها المركز الطبي شهريًا؟ نستقبل في المركز الطبي حوالي 5 حالات في اليوم أي ما يعادل عشرين حالة في الشهر الواحد، وعندما يوجد تزايد في أعداد العمليات الجراحية نكثف الأيام المجانية ليصبحوا يومين بالأسبوع، وإذا تطور الأمر سيتم وضع استراتيجية مختلفة لتوفير أماكن لأكبر قدر ممكن من الحالات المجانية. لماذا تم اختيار محافظة قنا لإنشاء مركز طبي متخصص في جراحة المسالك البولية ومناظير الكلي؟ محافظة قنا معروفة بوجه عام بانتشار أمراض المسالك البولية بين المواطنين، ومن جهة أخرى فهي محافظة تفتقد للكوادر الطبية، فكان لابد من عمل شيء يخدم الأهالي هناك. هل يوجد متبرعون يقومون بتحمل نفقات العمليات المجانية، أم يقوم المركز وحده بدفع جميع التكاليف؟ المركز الطبي وحده هو المتكفل بالشئون المادية بشكل عام من مصاريف غرفة العمليات ورواتب الأطباء والعاملين بالمركز، لذلك فكرنا في إنشاء جمعية "أصدقاء المرضى" لتحصيل تبرعات من خلال تبعيتها للمركز الطبي التخصصي لشهرته بمحافظة قنا. ما رد فعل أصحاب المراكز الطبية الأخرى حال علمهم بمبادرة يوم العمليات الجراحية بالمجان؟ وجهوا سيلًا من الشائعات حول المركز، واتهموه بالاتجار في الأعضاء البشرية أحيانًا وبالحصول على تمويلات من جهات معينة قد تكون محظورة في الدولة، وكان المركز يحتفظ بحق الرد على الصفحة الخاصة بالمركز الطبي بموقع التواصل الاجتماعي، ويوضح الملابسات و المغالطات كافة التي يثيرها هؤلاء.