ذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" الامريكية أن زيارة رئيس الوزراء الصيني وين جياباو التى سوف تبدأ اليوم السبت إلى منطقة الشرق الأوسط قد تحمل بوادر تغييرات فى سياسات الصين تجاه المنطقة العربية . ونوهت الصحيفة - في سياق تقرير أوردته على موقعها الألكتروني - إلى أن جولة المسئول الصيني إلى الشرق الأوسط والتي سوف تستمر لمدة ستة أيام يزور خلالها المملكة العربية السعودية، ليصبح بذلك أول مسئول صيني يزور المملكة منذ عقدين، ودولتى الإمارات العربية المتحدة وقطر اللتين سوف تشهدان أول زيارة لمسئول صيني . وأشارت الصحيفة إلى أن بعض الخبراء السياسيين قد وجدوا في زيارة المسئول الصيني إلى المنطقة اشارة على ضعف التحالف الاستيراتيجي الصيني الإيراني الذي ظل قويا طيلة عقود مضت . وقالت إن ما من أحد يعرف ما الذي سوف يتطرق إليه المسئول الصيني خلال مباحثاته مع زعماء الثلاثة دول الغنية بالنفط أثناء زيارته الحالية بيد أنه من المؤكد أن تشمل أجندة الحوار مناقشة العلاقات مع طهران وسبل حل الملف الإيراني . ونقلت الصحيفة عن بعض المحللين السياسيين قولهم إنه على مدار عقود طويلة عكفت طهران على إمداد بكين بالنفط فضلا عن مساعدتها لبكين على أن تضع مؤطئ قدم لها في منطقة الشرق الأوسط التي لطالما هيمنت عليها الولاياتالمتحدة . في المقابل، قال المحللون إن إيران قد استطاعت كسب حليف تجاري قوي ومدافع شرسا عن مصالحها أمام الأممالمتحدة والمحافل الدبلوماسية الأخرى غير أن الأزمة الأيرانية الراهنة قد وضعت تلك العلاقات القوية التي تجمع إيران والصين في مواجهة العديد من التحديات والضغوط . وأضافت الصحيفة: إنه مالم تخفض الصين مشترياتها من النفط الإيراني استجابة لطلب الولاياتالمتحدة فسوف يتم استبعاد التعامل مع مؤسساتها المالية بموجب القانون الجديد الذي صادق عليه الرئيس الأمريكي باراك أوباما والذي على الرغم من محاولة البيت الأبيض المراوغة في كيفية اختيار سبل المواجهة مع طهران يبقى هذا القانون الأعنف في فرض العقوبات الإقتصادية عليها وذلك بسبب أزمتها النووية . وأوضح أن مساعي الأتحاد الأوروبي والولاياتالمتحدة في الوصول إلى اتفاق يقضي بمنع الدول المتعاملة مع إيران من شراء نفطها قد وضع الصين في موقف حرج إذا ما خالفت سياسة كبريات الاقتصاديات الغربية بغية الحفاظ على علاقاتها مع إيران . وذكرت الصحيفة أن الحكومة الصينية قد تكون حذره إزاء اختيار الجانب الذي سوف تدعم موقفه ولا سيما إذا ما درست نتائج الربيع العربي والعواقب الناجمة جراء وضع الحكومة الروسية في موقف حرج عندما تكشف للمجتمع الدولي محاولتها بيع أسلحة لنظام العقيد المقتول معمر القذافي بغية وأد الثورة الليبية .