بدأ وزير الخارجية محمد كامل عمرو زيارة للخرطوم فى نهاية جولة فى دول حوض النيل تنتهي غداً . تهدف الجولة فى المقام الاول لتدعيم العلاقات السياسية والاقتصادية. يشير السفير رجائى نصر نائب مساعد وزير الخارجية لشئون السودان إلي أن الزيارة قد تتطرق الى الوساطة بين الخرطوموجوبا بطلب من البلدين لما لمصر من مكانة لدى السودان وجنوب السودان، فالعلاقة بين مصر والخرطوم تاريخية، ومصر أول دولة عربية تقيم سفارة فى جوبا وهي الوحيدة حتى الآن، إلى جانب عدد من المشروعات الضخمة التى أقامتها فى جنوب السودان قبل الانفصال العام الماضى، ومنها محطتيا كهرباء ومدارس مصرية . وأوضح نصر أن زيارة وزير الخارجية الى الخرطوم تستهدف زيادة التبادل التجارى بين الدولتين، فالصادرات المصرية للسودان تبلغ 600 مليون دولار وهذه النسبة تمثل 2% من حجم الصادرات المصرية لدول العالم، وواردتنا من الخرطوم تبلغ حوالى40 مليون دولار أى ان الميزان التجارى بين مصر والخرطوم يميل الى الجانب المصرى. وأضاف: تهدف مصر خلال المرحلة القادمة الى زيادة صادراتها للخرطوم لتبلغ مليار دولار . كما تبلغ الاستثمارات المصرية هناك5.4 مليون دولار وتحتل مصر المركز السابع بين دول العالم ذات الاستثمارات فى السودان والثانية على مستوى الدول العربية. ويبلغ عدد الشركات المصرية فى الخرطوم 146 شركة كما تم افتتاح الفرع الرئيسى لبنك مصرى للاستثمار الزراعى هناك . وقال «نصر» إن هناك اتفاق بين وزارتى الزراعة فى البلدين لإقامة مزرعة نموذجية بشمال السودان لزراعة القمح مساحتها 10 آلاف فدان، وبدأت التجربة بألف فدان ويتم إضافات مساحات اخرى فى المستقبل. ويجرى الاتفاق بين وزارتى الزراعة فى البلدين على كيفية الاستفادة من انتاجية هذه الأراضى إلى جانب الاتفاق على مشروعات زراعية اخرى. كما يجري استكمال الطريق الساحلى بين السويس عبر الحدودالمصرية الى بور سودان. وأشار «نصر» إلي أن مصر تقوم بحفر 40 بئر مياه فى دارفور. كما تتواجد بعثة دائمة من لجنة الاغاثة بنقابة الاطباء فى مدينة «نيالا»بجنوب دارفور. ومن المنتظر ان تقوم وزيرة التعاون الدولى بشمال السودان بزيارة مصر خلال فبراير القادم لتترأس وفد بلادها فى لجنة المتابعة الوزارية المصرية السودانية المشتركة ، ويتم عقد اللجنة العليا المشتركة برئاسة رئيس الوزراء في كل من مصر والخرطوم خلال شهر يونيو القادم فى القاهرة . وقال إن اتفاق الحريات الاربع سارى بالفعل بين البلدين ويضم حريات التنقل، والتملك، والعمل والإقامة، فالمصريون يدخلون السودان بدون تأشيرة والسودانيون حاليا يحصلون على تأشيرة مسبقة قبل الدخول لمصر وسيتم بحث هذه المسألة بين البلدين غير ان هناك تسهيلات فى بعض الفئات العمرية السودانية فالذى يبلغ عمره 50 عاما فما فوق لا يحصل على تأشيرة لدخول مصر. ويتملك السودانيون فى مصر العقارات مثل المصريين تماما.واستطرد ان مصر لها بعثة مصرية مكونة من 2500 عنصر من الجيش والشرطة تشترك فى بعثة هجين مع قوات الأممالمتحدة لحفظ السلام فى دارفور . وقال إن هناك هيئة فنية مصرية سودانية مشتركة لتنسيق المواقف بين مصر والخرطوم أمام اللجنة الفنية الثلاثية التى تضم الدولتين إلى جانب اثيوبيا فى موضوعات مياه النيل.
