أيدت المحكمة الدستورية فى كوريا الجنوبية، اليوم الجمعة، اتخاذ إجراءات لعزل الرئيسة بارك كون-هيه، على خلفية فضيحة فساد شملت شركات كبرى وعصفت بالبلاد لعدة أشهر. ويأتي قرار العزل لينهي أزمة سياسية استمرت لأشهر عدة في كوريا الجنوبية، وبموجب الدستور يجب إجراء انتخابات رئاسية في غضون 60 يومًا. سبب عزل بارك كون-هيه وجه البرلمان الكوري الجنوبي الاتهام إلى بارك – في التاسع من يناير الماضي - بأنها سمحت لصديقتها تشوي سون-سيل بالتدخل في شئون الدولة والخطب والقرارات السياسية رغم أنها لا تشغل أي منصب رسمي. كما اتهمت بتهديد الصحف التي حاولت الكشف عن خروقات تشوي ومن بينها صحيفة "سيجي ايلبو"، التي ذكرت أن زوج تشوي سون-سيل يتدخل في شئون الدولة، حيث أجبرت رئيس تحرير الصحيفة على الاستقالة. كما تم اتهامها بالتقاعس في أداء واجبها، عقب غرق السفينة "سيوول" والذي أدى إلى مصرع 304 أشخاص، معظمهم من طلاب المدارس الثانوية، حيث اختفت باك لسبع ساعات يوم الحادث دون أن يعلم أحد أين كانت. وكانت بارك بالفعل موقوفة عن أداء مهامها الرئاسية منذ أن أقر البرلمان عزلها، وسلمت السلطات لرئيس الوزراء. آثار العزل عقب قرار المحكمة الدستورية بعزل رئيسة كوريا الجنوبية، دعا وزير الدفاع الكوري الجنوبي، هان مين كو، الجيش إلى التأهب لأي استفزازات محتملة من كوريا الشمالية، بعد حكم المحكمة الدستورية بإقالة الرئيسة الكورية الجنوبية، بارك كون هيه، من منصبها. وقالت وزارة الدفاع الكورية الجنوبية، في بيان لها، إن "هان" أمر في مؤتمر عبر الدائرة التلفزيونية المغلقة القادة العسكريين بتكثيف جهودهم، لحماية المياه الكورية الجنوبية من أي استفزازات محتملة من قبل كوريا الشمالية، وسط الاضطرابات والفراغ السياسي الناجم عن حكم المحكمة بإقالة الرئيسة. اقتصاديًا .. هوت قيمة عملة كوريا الجنوبية خلال تعاملات اليوم أمام معظم العملات الأخرى العالمية، حيث هبط "الوون الكوري الجنوبي" مباشرة فور تلك الأخبار أمام الدولار بنسبة 5%مسجلاً 1156.51 وون كوري، ونزل أمام "اليورو" بنسبة 1.55% إلى 1227.04 وون كورى، وهوي أمام العملة البريطانية الموحدة" الجنيه الأستراليني" بنسبة 8.40% ليبلغ 1404.60 وون كوري. واندلعت اشتباكات بين أنصار بارك والشرطة أمام مقر المحكمة الدستورية سقط فيها شخصان وأصيب آخرون. مستقبل كوريا الجنوبية بعد "بارك" في ظل حالة الغضب الواسعة بسبب الأوضاع الاقتصادية غير المستقرة التي تشهدها كوريا الجنوبية، فلابد من انتخاب رئيس للبلاد في أسرع وقت ممكن، حيث أجمعت وسائل الإعلام المحلية في كوريا الجنوبية أن المواطنين سيصوّتون على اختيار خليفتها في 9 مايو المقبل. ويأمل الملايين من المواطنين الكوريين في أن تكون فضيحة "بارك" حافزاً" لإجراء إصلاحات داخلية واسعة، في الوقت الذي تملك فيه عائلة "تشايبول" سيطرة سياسية كبيرة، وهي مجموعة من الشركات تستحوذ على اقتصاد البلاد بشكل كبير مما مكنها من التأثير على الساحة السياسية الداخلية، وتشمل شركات سامسونج وإل جي وهيونداي وكيا. مستقبل دول المنطقة يأتي عزل رئيسة كوريا الجنوبية بالتزامن مع التوتر الذي تشهده شبه الجزيرة الكورية وفي منطقة آسيا والمحيط الهادي. وبالرغم من تعامل باك مع البرنامج النووي لكوريا الشمالية بحزم شديد، إلا أنه غير كاف في ظل تنامي القلق الدولي من امتلاك بيونج يانج لترسانة أسلحة نووية، وتجاربها الصاروخية المتكررة والتي كان آخرها الأسبوع الماضي، حيث أطلقت 4 صواريخ باليستية سقط أحدها على بعد 200 كيلومتر فقط من الساحل الغربي الياباني. إلى جانب ذلك، نجحت بارك في تعزيز العلاقات مع الصين، ولكن عادت للتوتر من جديد بسبب موافقة كوريا الجنوبية على تطبيق نظام دفاع جوي صاروخي أمريكي للتصدي للتهديدات المتزايدة القادمة من الشمال، وقالت بكين إن نظام "ثاد" الأمريكي يمثل تهديدًا لأمنها ونادت بإلغائه.
