بعد أن ظل هتافهم الجماعي اليومي هو (الشعب يريد إسقاط النظام )، تحول هتاف آلاف المتظاهرين في ميدان التحرير اليوم إلي هتاف آخر طريف يقول : "الشعب يريد إدخال الطعام" بعد منعهم ومنع ذويهم من الدخول لميدان التحرير حاملين الأطعمة للمعتصمين، ووجود تضييقات مستمرة منذ أمس عليهم لمحاولة فتح الميدان بهدف تفتيت ثورتهم بصورة ناعمة تدريجيا . قال معتصمون إن المحاولات لتفتيت الاعتصام داخل الميدان لم تتوقف بالتوازي مع محاولات سياسية وإعلامية أخري للهجوم عليهم وتحميلهم مسئولية الفوضي في مصر وتعطل مصالح المصريين وانهيار الاقتصاد، وأن هذه المحاولات يشارك فيها الجيش أحيانا عبر محاولة نقل آليات قرب أماكن تواجدهم كي يكون الاعتصام في وسط الميدان فقط ويتم إخلاء الشوارع المحيطة وجنبات الميدان التي سيطر عليها المتظاهرون وأقاموا المتاريس لصد المعتدين عليهم الأربعاء الماضي من أعوان النظام . وهتف آخرون في وجه من حاولوا– من العسكريين أو المسئولين - إقناعهم بفتح أجزاء من الميدان بتأكيدهم أن الميدان كان دوما يجري إغلاقه في وجه المصريين بمجرد مرور موكب مسئول كبير، فلماذا الآن عندما ينزل الشعب – صاحب السلطات كلها – للشارع يقال إنهم يعطلون مصالح الشعب ؟!. وقام قائد المنطقة المركزية العسكرية بزيارة المتظاهرين أمس السبت، وحياهم وأشاد بهم، بيد أنه طلب منهم بشكل واضح فض المظاهرة، وإخلاء أجزاء من الميدان، بيد أنهم قاطعوه ومن معه من كبار ضباط الجيش بهتافات : "هو يمشي.. مش هانمشي"، "الشعب والجيش.. إيد واحدة". ويتوافد علي الميدان الآلاف من المتظاهرين من أجل تظاهرة مليونية جديدة، برغم قضاء المعتصمين ليلة باردة بسبب هطول الأمطار وانخفاض درجات الحرارة بصورة كبيرة في المساء، وتبلل ملابسهم بفعل الأمطار، وقلة الأغطية والطعام .