أمضي آلاف المحتجين بميدان التحرير ليلة هادئة بعد يوم طويل من المظاهرات الضخمة التي شهدها الميدان وأطلق عليها "جمعة الرحيل" وعاد الآلاف من المحتجين الذين ذهبوا إلي الميدان أمس إلي منازلهم. فيما ظل الإخوان وعدد قليل من شباب 25 يناير وبعض التيارات الأخري معتصمين في الميدان. قام رجال اللجان الشعبية بعمل لجان علي كل مخارج ومداخل الطرق المؤدية إلي الميدان بالتعاون مع القوات المسلحة لتفتيش كل من يدخل إلي الميدان للتأكد من عدم وجود أية أسلحة بحوزتهم للحفاظ علي الأمن وحماية المحتجين. بدأ اليوم بقيام المحتجين بأداء صلاة الجمعة داخل الميدان بعدها تدفق الآلاف من المحتجين إلي الميدان بعد الصلاة ودخلوا للميدان عن طريق قصر النيل بعد أن منعهم الجناح العسكري للإخوان من الدخول عبر المنافذ الأخري وقضوا اليوم داخل الميدان بينما وقف مؤيدو الاستقرار علي كوبري أكتوبر وناشدوا المحتجين بالعودة إلي منازلهم ورددوا "خايفين عليكو" وطالبوهم بالحرص علي عودة الأمن والأمان إلي الشعب فاستجاب بعض المحتجين لهم وغادروا الميدان بينما واصل البعض الآخر اعتصامهم وكان معظمهم من الإخوان المسلمين وشباب 25 يناير. وقد منع الجناح العسكري للإخوان المسلمين بعض المحتجين بالميدان للعودة إلي منازلهم. المثير للدهشة أن بعض المواطنين توجهوا إلي الميدان ليلاً حباً في الاستطلاع ومشاهدة ما يحدث به ثم عادوا إلي منازلهم. نهاراً.. فرضت القوات المسلحة تعزيزات أمنية مشددة بالطرق المؤدية لميدان التحرير بوسط القاهرة لتأمين المعتصمين بالميدان. قامت لجان تفتيش من الإخوان المسلمين بتفتيش الوافدين علي الميدان ومنعت دخول أية وسائل إعلام إلا بإذن منهم والتأكد من أن ليس بين المعتصمين أي عناصر أمنية كما منعت خروج أي فرد للعودة مرة أخري لمنزله بأسلوب الترهيب وتهديده بالقبض عليه. توافد عدد كبير من المؤيدين للاستقرار علي ميدان التحرير لمطالبة المعتصمين عدم الاستمرار في الاعتصام الذي تسلل إليه عدد كبير من المهندسين بمختلف الجنسيات والجماعات التي تستهدف أمن مصر واستقرارها. هتف المؤيدون "سلمية" و"السلام الوطني" ولم يتوقفوا عن الهتاف حتي أذان الظهر حيث أدي المتعصمون الصلاة وعقب انتهائها ردد المؤيدون الدعاء بدرء الفتنة عن مصر وحفظ شعبها فيما استمر المعتصمون في هتافهم وقد نجحت القوات المسلحة المتواجدة بالميدان بفصل الجانبين تحسباً لوقوع أي اشتباكات.