قتل اثنان من الزوار الشيعة وجرح 7 آخرون أمس في بغداد في تفجيرين جديدين، غداة سلسلة هجمات أودت بحياة 68 شخصا على الاقل في العراق . وصرح مسؤول في وزارة الداخلية العراقية ان قنبلتين مزروعتين على جسرين في حي الدورة جنوب العاصمة العراقية. واكد مصدر طبي في مستشفى اليرموك هذه الحصيلة. وذكرت مصادر بالشرطة العراقية ومصادر طبية أن سلسلة تفجيرات استهدفت مناطق تقطنها أغلبية شيعية في العراق خلال اليومين الماضيين، وأسفرت عن مقتل 73 شخصا على الأقل وإصابة عشرات آخرين وسط مخاوف من تصاعد «العنف الطائفي». يأتي ذلك فيما نظم الجيش العراقي أول عرض عسكري له منذ انسحاب القوات الأمريكية في منتصف ديسمبر الماضي، بمناسبة الذكرى الحادية والتسعين لتأسيس القوات المسلحة العراقية، وجرى العرض العسكري وسط اجراءات أمنية مشددة، بحضور رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي في استاد يقع في المنطقة الخضراء. وقال سجاد الأسدي، رئيس اللجنة الأمنية في الناصرية بجنوب العراق، فإن أكبر هجوم وقع بجوار نقطة تفتيش للشرطة الى الغرب من الناصرية عندما استهدف مفجر انتحاري زوار شيعة وقتل 44 شخصا وأصاب 81. وأظهرت صور التقطت من مكان الحادث أقارب الضحايا يعانقون جثث شبان مسجاة على الارض وهي ملطخة بالدماء في حين تناثرت حولها متعلقات الزوار الشيعة، ومن المتوقع أن يتوافد خلال الأيام المقبلة مئات الآلاف من الشيعة على مدينة كربلاء في جنوب العراق قبل الذكرى السنوية لأربعين الحسين. وفي وقت سابق ذكرت مصادر بالشرطة العراقية ومصادر طبية أن عشرة أشخاص على الأقل قتلوا وأصيب 37 آخرون في حي مدينة الصدر بشمال شرق بغداد، حين انفجرت قنبلة كانت مثبتة في دراجة نارية متوقفة وأخرى مزروعة على جانب أحد الطرق في نفس الحي، وقالت الشرطة إنها عثرت على قنبلتين أخريين وأبطلت مفعولهما. وقال ضابط شرطة في مكان الهجوم إنه كانت هناك مجموعة من عمال اليومية تقف في انتظار الحصول على فرصة عمل، وأوقف شخص دراجته النارية الصغيرة في مكان قريب، وبعد دقائق معدودة انفجرت مما أسفر عن مقتل البعض واصابة آخرين واحتراق بعض السيارات. وأشار مراسل «رويترز» إلى أن بقع الدماء تناثرت في أرجاء المكان الذي انفجرت به الدراجة النارية، وأن الانفجار أحدث فجوة في الطريق المرصوف كما تناثرت أدوات البناء والأحذية. ونوهت المصادر إلى أن انفجارين آخرين وقعا في حي الكاظمية بشمال غرب بغداد وتسببا في مقتل 15 على الأقل وإصابة 32 آخرين. ومازال العراق يعاني هجمات فتاكة يشنها مسلحون سنة وميليشيات شيعية بعد نحو تسع سنوات من الغزو الامريكي الذي أطاح بالرئيس صدام حسين. وتفجرت في منتصف الشهر الماضي أسوأ أزمة سياسية منذ عام عندما سعى رئيس الوزراء الشيعي نوري المالكي لاعتقال طارق الهاشمي النائب السني لرئيس البلاد لاتهامات بتشكيل فرق اغتيال وطلب من البرلمان عزل صالح المطلك النائب السني لرئيس الوزراء بعد يوم من رحيل آخر جندي أمريكي من العراق. من ناحية أخرى، دفع آخر متهم أمريكي في قضية مذبحة قرية حديثة في العراق التي تعتبر أشنع جريمة حرب اتهم بها الامريكيون في هذا البلد، ببراءته في اليوم الأول من محاكمته أمام محكمة عسكرية في كاليفورنيا. ويمثل السرجنت فرانك ووتريتش (31 سنة) أمام المحكمة الأمريكية وهو آخر متهم في هذه القضية بعد ان برئ المتهمون السبعة الآخرون، وتعود وقائع المذبحة الى 19 نوفمبر 2005 عندما قتل عسكري أمريكي كان ضمن دورية بانفجار عبوة يدوية الصنع زرعت على حافة طريق في قرية حديثة، ما دفع زملاءه إلى إطلاق النار على الأهالي في مذبحة دامت ثلاث ساعات انتقاما لزميلهم القتيل فقتلوا 24 مدنيا عراقيا بمن فيهم خمسة ركاب في سيارة أجرة كانت تقترب من الحي وعشر نساء وأطفال قتلوا رميا بالرصاص عن قرب.