تعتبر "زراعة القمح بالتبريد" طريقة جديدة لزراعة المحصول الذى يُعتبر الأهم للمصريين استراتيجيا، وهي طريقة ابتكرها عدد من الباحثين بالمركز القومى لبحوث المياه، لتحقيق الاكتفاء الذاتى من القمح الذى يكلف الدولة مليارات الجنيهات فى استيراده من الخارج، وزيادة إنتاجية الفدان من المحصول وتوفير مياه الرى من خلال زراعة القمح مرتين، الأولى فى سبتمبر يتم حصادها فى منتصف يناير، والثانية فى شهر فبراير يتم حصادها خلال الموسم الشتوى فى مايو. "الزراعة بالتبريد" فكرة مصرية 100% تسمح بزراعة المحصول مرتين فى العام بدلا من مرة واحدة والتجارب العلمية أثبتت أنها لن تؤثر على جودة المحاصيل حتى الآن.. هذا ما أكده الدكتور محمد عبدالمطلب رئيس المركز القومى لبحوث المياه. استنباط الفكرة نتيجة الزيارات المتعددة لباحثى مركز بحوث المياه للبلاد الباردة، تم التعرف على أنه بسقوط الثلوج على النباتات في هذه البلدان، يؤدي ذلك إلى اختزان البذور للمواد الغذائية بكميات كبيرة، تكفي للعمليات الحيوية التي تتم داخلها، ثم بعد ذوبان الثلوج تستطيع البذرة استخدام المواد الغذائية التي اختزنتها في النمو بسرعة كبيرة جدا. كيفية الزراعة بالتبريد بعد معرفة هذه المعلومات تمكن فريق البحث المصري من تحديد درجة البرودة الجيدة التي يجب أن تتعرض لها البذرة، وعدد الساعات الضوئية التي يجب أن يتعرض لها النبات، لتحقيق عملية الإنبات السريع، وبالتالي تتسبب فترة التبريد التي تم تحديدها اختصارًا في فترة نمو النبات، من 6 إلى 3 أشهر. فوائد الزراعة بالتبريد تتعدد فوائد هذه الطريقة لزراعة القمح، حيث تستفيد منها الدولة والفلاح والمواطن بشكل عام لأن الزراعة بالتبريد تحقق الاكتفاء الذاتي من القمح، وتوفر 45% من استهلاك زراعة القمح من مياه الري وتعمل على زيادة إنتاجية الفدان ليصل إلى 15 أردبا، هذا بالنسبة إلى الدولة أما الفلاح فإنها تساهم في تحسين دخله، بخلق تراكيب محصولية جديدة يمكنه الاستفادة منها، إذا اكتفى بزراعة القمح لمرة واحدة، وتوفر له ما يتراوح بين 8 إلى 12 ألف جنيه.