لا يزال حكم محكمة القاهرة للأمور المستعجلة، أول أمس، بمنع مظاهرة للدفاع عن مصرية جزيرتي "تيران وصنافير"، المقررة غدًا السبت، أمام مجلس الوزراء والأماكن المحيطة ونقلها إلى حديقة الفسطاط، يلقى بظلاله، وسط ترقب الجميع على ما ستؤول إليه الأمور، خاصة في ظل رفض الداعين للمظاهرة للمكان الجديد. كما قررت وزارة الداخلية، أمس الخميس، حظر التظاهر في محيط 800 متر، ليكون حرمًا آمنًا لجميع الاتجاهات للمؤسسات الحكومية والبعثات الدبلوماسية والمرافق العامة والمواقع الحيوية، ليدعم هذا القرار حكم الأمور المستعجلة. وجاء هذا الحكم، باعتبار أن حديقة الفسطاط هي المكان القانوني للتظاهر في محافظة القاهرة، وفقًا لأحكام القانون 107 لسنة 2013 الصادر بشأن تنظيم الحق في التظاهر، حيث اختارها آنذاك، الدكتور جلال سعيد، محافظ القاهرة السابق، لتقام فيها المظاهرات والاجتماعات العامة، دون التقيد بإخطار السلطات المختصة. ويسمح للمتظاهرون بالدخول لحديقة الفسطاط، التي أنشئت 1996، وتبلغ مساحتها 250فدانًا، بينما المساحة المحددة للتظاهر نحو 20 ألف فدان وتقع في منطقة عين الصيرة في مصر القديمة، دون تحصيل الرسوم المفروضة على زوارها، مع تحديد الباب الخلفي لدخولهم. ووقتها قامت المحافظة بتجهيز الجزء الجنوبى للحديقة للتظاهر به، بتكلفة بلغت نصف مليون جنيه، حيث تولت هيئة نظافة وتجميل القاهرة عملية التشجير ووضع النجيلة بعد أن كانت أرض جرداء، تم وضع 100 حاجز حديدي لفصل مكان التظاهر بالحديقة عن أماكن التنزه، إضافة إلى رصف الطرق والكباري جنوب الحديقة. وتبعد الحديقة عن قسم مصر القديمة ببضعة أمتار، كما يجوارها متحف الحضارة التابع لوزارة الآثار، دار الوثائق. وسبق وأن شهدت الفسطاط بعض المظاهرات السلمية، ففي ديسمبر 2015، توجه إليها عشرات الموظفين وأعضاء النقابات المهنية والعمالية للمطالبة باسقاط قانون الخدمة المدنية، والتأكيد على رفضهم له، ولم تنجح المظاهرة لقلة عددها. وفي 8 فبراير 2016، اتخذها التراس الزمالك "وايت نايتس" قبلة لهم، لإحياء الذكرى الأولى لمذبحة الدفاع الجوي، التي راح ضحيتها أكثر من 20 مشجعًا للقلعة البيضاء، والمطالبة بمحاكمة المتسببين فيها والإفراج عن زملائهم المحبوسين على ذمة قضايا مختلفة. ولجأ الجماهير إلى حديقة الفسطاط، بعد تهديد مرتضى منصور، رئيس نادي الزمالك، لهم من إحيائها بمقر النادي، والإشارة إلى أن أمن النادي يمتلك تسليحًا كاملًا وسيتعامل مع من يقترب منه. ونجح الالتراس في التعبير عن رأيها وتوصيل صوتهم بكل قوة.
