التغذية السليمة للطفل تبدأ من التغذية داخل رحم الأم إلى الرضاعة الطبيعية، ثم تبدأ التغذية التكميلية السليمة كماً ونوعاً وتوقيتاً مع استمرار الرضاعة الطبيعية حتى سن عامين، وثبت علمياً أن التغذية السليمة تخفض وفيات الأطفال تحت سن الخامسة، كما يمكن تخفيض وفيات حديثى الولادة بنسبة 22% فقط بالرضاعة الطبيعية، بالإضافة إلى أن التغذية السليمة تمنع الكثير من الأمراض مثل الربو وحساسية الجلد وسرطان الدم والسمنة فهناك 21% من أطفالنا يعانون من التقزم «قصر القامة المرضى» وتأخر الأداء المدرسى بسبب سوء التغذية والبعد عن الرضاعة الطبيعية إضافة إلى ارتفاع معدلات مرض السكر لدى الأطفال الذى أثبتت الأبحاث العلمية أن البدء المبكر فى الألبان الصناعية ومنتجات الألبان بما فيها الزبادى والبعد عن الرضاعة الطبيعة من الأسباب التى تؤدى إلى الارتفاع فى السكر. تقول الدكتورة عبلة الألفى، أستاذ طب الأطفال والمستشار الإقليمى للكلية الملكية لصحة الطفل بجامعة القاهرة: هناك معلومات مغلوطة عن الرضاعة الطبيعية، فكثير من الأمهات يعتقدن أن اللبن يفرز فى ثدييها فى اليوم الثالث للولادة ولكن الحقيقة أن لبن الأم يفرز فى الثدى من الشهر السادس من الحمل، ويوجد فور تكوين رئة الطفل ليصبح قادراً على الحياة بمفرده، وهذا اللبن تكون كميته قليلة حتى الولادة بسبب وجود بروتين فى الثدى ليثبط إنتاج اللبن حتى ولادة الطفل إضافة إلى وجود هرمونات المشيمة التى تقل كميتها فى دم الأم بمجرد الولادة وعليه وجب الرضاعة فور الولادة مباشرة. وتنصح الدكتورة عبلة الألفى كل أم بالتغذية والرعاية الصحية والتربية الإيجابية والاهتمام بالتطور العصبى والاستقرار النفسى والنشأة السليمة فعليها رعاية صحتها وإعادة مخزون جسدها المستهلك فى الحمل والولادة ومراعاة الأمانة تجاه طفلها واتجاه صحتها حيث إنه يحتاج إلى مخزون وفير يتغذى عليه أثناء الحمل وأم عفية وواعية وقادرة على التركيز لتربيته فيقوى على الانفصال والعيش واللعب بسعادة مع جميع أفراد العائلة.