وجه عدد من السياسيين ورجال الدين انتقادات لجماعات الامر بالمعروف والنهي عن المنكر التي ظهرت علي الموقع الاجتماعي الفيس بوك وكان أول بيان لها انها من اعضاء حزب النور وتسير علي شرع الله مما افزع الشارع المصري خوفاً من تحويل مصر إلي نسخة من التجربة السعودية أو الايرانية خاصة بعد اول واقعة اتخذت فيها هذه المجموعة خطواتها الاولي بعد ان قام مجموعة من الشباب الملتحي بحمل عصا علي صالونات الحلاقة وتحذير اصحابها من حلق اللحية للمسلمين، ولم تمر ايام حتي جاءت الواقعة الثانية بالصعيد بمرور مجموعة من الشباب علي المنازل لتوعيتهم بالالتزام بالزي الاسلامي. مما أثار استياء الكثيرين من الخبراء والمحللين السياسيين مؤكدين أن هذا اول مسمار في نعش «النور» لتسقط أسهمه في المرحلة الثالثة، متهمين انه كشف عن انيابه مبكراً وقالوا ان هذا ليس «تشد» بل «تنطعاً». كما حذر البعض من تصادمهم مع الليبراليين مشيرين إلي أنه يجب التصدي القانوني لهذه المجموعة أو الحزب، وفي هذا السياق أكد الشيخ محمود عاشور وكيل الازهر السابق وعضو مجمع البحوث الاسلامية ان الازهر سيتصدي ضد أي جماعة تروج لنفسها علي الانترنت بالامر بالمعروف والنهي عن المنكر لأن تطبيقها في السعودية يختلف عن طبيعة المجتمع المصري. وأضاف «عاشور» أنه لا يجوز لأحد اجبار أي شخص علي عقيدة أو تطبيق شريعة، وقال «لن نسمح بإصدار فتاوي غير مسئولة». فيما رفض الدكتور عبد المعطي بيومي، عميد كلية اصول الدين الاسبق، التفرقة بين الرجل والمرأة وإكراهها علي ارتداء النقاب أو الالتزام بالمنزل وترك عملها وقال «خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها» وهذه الاية تؤكد علي المساواة التامة بين الرجل والمرأة، مشيراً إلي أن النظرة الشهوانية الوضيعة للمرأة من جانب هذه المجموعة تعكس افكارا اصحابها ولا تعكس ابداً قيم الاسلام، مؤكداً ان ما يأتي به هؤلاء باسم الدين لكسب شهرة أو لعمل «غسيل مخ» للمواطنين لانتخابه بمجلس الشعب ليس تشدداً في الحقيقة ولكنه «تنطع» ولا يجوز لاحد ان يجبر مواطناً علي سلوك شخصي له ويأمره وينهيه. وهاجم جورج اسحق مؤسس حركة كفاية جماعة الامر بالمعروف والنهي عن المنكر، وقال إن حزب النور كشف عن انيابه مبكراً، مؤكداً أن من يريد فرض قيود علي الشعب المصري، سنتحرر منه غصباً عنه وسنتصدي لهم. وحذر شوقي السيد المحامي من ممارسة مثل هذه الافعال بمصر كاقتحام المحلات والمنازل وترهيب اهلها باسم الدين والشرع سواء من حزب أو جماعة او تيار فلن يسمح الشارع المصري باعطاء سلطة لهؤلاء واتوقع هبوط اسهم حزب النور في المرحلة الثالثة لانه لم ينجح في فن ملاعبة المواطنين كالاخوان المسلمين الذين ينتظرون المدي البعيد لتحويل مصر لخلافة إسلامية. واضاف: في رأيي أن الشعب لديه الوعي الكافي للتعرف علي هؤلاء ولن يعطيهم مقاليد الحكم بعد حل مجلس الشعب وانتخابه مرة اخري مع الرئيس الجديد، وقال نحن دولة يحكمها دستور مدني وشريعتنا الاسلامية لا تقضي بإجبار شخص علي تطبيق عقيدة أو الدخول بها. واشار دكتور عاصم الدسوقي، استاذ التاريخ بجامعة عين شمس، إلي أن الاخوان والسلفيين يلعبون علي مشاعر البسطاء، والسبب يعود للأمية الابجدية والسياسية، وعندما يذهب الناخب إلي الاقتراع يهمس احد في اذنه باختيار رقم كذا وشعار كذا بعد أن يمنوهم بالجنة، ولكن للاسف ان معظمهم يبحث عن السلطة فقط وكل ما يعرفونه عن الدين هو الدعوة لتطبيق الحدود والحجاب والنقاب. مضيفاً انه ربما تندلع الصدامات بين الليبراليين والسلفيين في جلسات مجلس الشعب. وحذر عمرو هاشم ربيع الباحث السياسي بمركز الاهرام الاستراتيجي من الخلط بين السياسة والدين مؤكداً أن الممارسة ستكون هي المعارضة ضد هذا الخطاب التكفيري الذي لا يستند لاي فيصل، مشيراً إلي أنهم يتحدثون في الدين بمنطق يجنب البسطاء. وطالب «ربيع» بالكف عن إثارة الفزع واتهام الناس بالكفر والانحلال من قبل السلفيين الذين يعملون من وراء مجموعة الامر بالمعروف والنهي عن المنكر ثم التنكر منها محاولين التمسك بأكبر عدد من مقاعد الشعب. ويري حسين عبد الرازق القيادي بحزب التجمع أن الضحية الاولي لانكار السلفيين ستكون الثقافة لانهم سيعملون علي مطاردة السينما ومراقبة الكتب والصحف والغناء والفنون التشكيلية خاصة بعد نزول مجموعات إلي الصعيد وإلي مناطق في مصر لنهي المواطنين عن حلاقة اللحية وأمرهم بارتداء النقاب. وقال «عبد الرازق» إننا يحكمنا دستور مادته الثانية هي الشريعة الاسلامية واصلها عدم اجبار شخص او اكراهه علي فعل لا يريده، كما ان الدستور عمل توافقي لم يتم باغلبية مجلس الشعب. وطالب بالتصدي القانوني لهذه المجموعة كتحذير لحزب النور من انفلات زمام الامور من بين يديه.