لطالما ما تقف الولاياتالمتحدة بجانب إسرائيل التي تعتبر هي حليفتها الكبرى داخل منطقة الشرق الأوسط، ولكن ولأول مرة تتخلى إدارة الرئيس الأمريكي باراك اوباما عن أكبر القضايا الإسرائيلية التي تخص قضايا الاستيطان الإسرائيلي داخل القدسالمحتلة. ويأتى قرار الولاياتالمتحدة بشأن إمتناعها عن استخدام حق الفيتو صفعة قوية على وجه رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو ورغبة الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب؛ حيث طالب الرئيس الأمريكي أمس حسبما أفادت وسائل الإعلام الأجنبية والعربية إدارة أوباما باستخدام حق الفيتو إزاء قرار إدانة الاستيطان الإسرائيلي. كان لمصر دورًا في اتخاذ قرار مجلس الأمن؛ حيث استطاع الرئيس عبدالفتاح السيسي التغلب على الضغوط التي تعرض لها من جانب نتنياهو وترامب من أجل عدم التصويت لصالح قرار إدانة الاستيطان الإسرائيلي، حيث قامت بتأجيل التصويت بشأن القانون أمس وصوتت لصالح القرار اليوم الجمعة. توترات بين إسرائيل وأمريكا نشرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية من قبل خلال هذا العام، أن نمط العلاقات بين الولاياتالمتحدة وإسرائيل ظلت على حالها لمدة 6 سنوات وتسرب بعد ذلك الخلاف بين القادة الأمريكيين والإسرائيليين إلى العلن، حيث أفاد المحللون بأن العلاقة بين واشنطن وتل أبيب تواجه أزمة. ففي يناير 2015 أحدث خلاف بين الرئيس الأمريكي باراك أوباما ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو؛ حيث أوضحت الصحيفة أن مسألة الخلاف الدبلوماسي الناجم عن قرار نتنياهو بالتفاوض بشأن إلقاء خطاب أمام الكونجرس بدون إبلاغ أوباما مسبقا أكبر بكثير من مجرد خطاب، حيث إنه يعكس الخلاف الجوهري في وجهات النظر بين قادة حليفتين منذ زمن طويل. فالرئيس الأمريكي يتوق إلى تقارب تاريخي مع إيران، ورئيس وزراء إسرائيلي لا يفكر سوى في مخاوف وجودية حول عدو يسعى للتزود بأسلحة نووية. تثير مسألة الاستيطان توتراً بين إسرائيل والإدارة الأميركية، ففي عام 2010 عتم على زيارة جون بايدن إلى إسرائيل إعلان الدولة العبرية، أثناء الزيارة، عن مشروع لبناء 1600 وحدة سكنية في مستوطنة رامات شلومو في القدسالشرقيةالمحتلة، الأمر الذي أثار رد فعل حاداً من نائب الرئيس الأميركي بسبب تزامن هذا الإعلان مع زيارته. كانت الإدارة الإسرائيلية قد هاتفت واشنطن أمس لتحثها على استخدام حق الفيتو، ولكن لم تنصت لها الولاياتالمتحدة وقامت بالامتناع عن التصويت. تاريخ استخدام أمريكا حق الفيتو لقضايا إسرائيل في عام 1973 استخدمت الولاياتالمتحدة حق الفيتو بشأن قرار قدمته الهند وأندونيسيا وبنما وبيرو والسودان ويوغسلافيا وغينيا، يؤكد على حق الفلسطينيين ويطالب بالانسحاب من الأراضي العربية التي احتلتها وفي 1976 استعانت واشنطن بالفيتو لمنع قرار تقدمت به باكستان وبنما وتنزانيا ورومانيا ينص على حق الشعب الفلسطيني في ممارسة حق تقرير المصير وفي إقامة دولة مستقلة وفقاً لميثاق الأممالمتحدة. وفى عام 2002 احبطت واشنطن قرار قرار اقترحته سورية لإدانة قتل القوات الإسرائيلية عدة موظفين من موظفي الأممالمتحدة. فضلاً عن تدميرها المتعمد لمستودع تابع لبرنامج الأغذية العالمي في الأراضي الفلسطينية المحتلة، وفى عام 2006 فشل مجلس الأمن في تبني قرار يطالب بإطلاق سراح الجندي الإسرائيلي المحتجز من قبل الفصائل الفلسطينية المسلحة مقابل إطلاق سراح الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال ويطالب بوقف الحصار والتوغل الإسرائيلي في قطاع غزة، بسبب تصويت الولاياتالمتحدة ضد القرار. وهكذا تستمر الولاياتالمتحدة باستخدام حق الفيتو بشأن أي قرار تتخذه الدول يكون في صالح القدسالمحتلة حيث ان هناك أكثر من 30 حالة استخدمت فيها الولاياتالمتحدة حق الفيتو لصالح أي قرار يدين الجانب الإسرائيلي.