لا يمكن عدم الربط بين إعادة فتح معبر رفح، والتفجيرات التي تقع مباشرة بعد فتحه، خصوصًا أنه لم يحدث أن فتحت مصر المعبر، إلا وتبعه عملية إرهابية كبيرة أو هجوم على كمائن الجيش في سيناء، ومن المنطقي الربط بين الأمرين، حتى رجل الشارع بات على يقين بوجود عامل مشترك بين فتح المعبر والعمليات الإرهابية التي تشهدها مصر. "فتح معبر رفح- عملية إرهابية".. حدثان أصبحا متلاصقين، لا يحدث أحدهما إلا ويتبعه الآخر، حتى بات فتح معبر "رفح" هو نذير لإحدى العمليات الإرهابية، ورغم ذلك تواصل السلطات المصرية فتح المعبر بين الحين والآخر، لتستقبل تفجيرا إرهابيا جديدا. تفجير "مبنى الأمن الوطني" الذي شهدته منطقة شبرا فى العشرين من أغسطس الماضى، إثر انفجار سيارة مفخخة، وسُمع دويه في مناطق متعددة بالقاهرة والجيزة، وأسفر الحادث عن إصابة 24 شخصًا، بالإضافة إلى انهيار جزء كبير من مبنى الأمن الوطني، وتزامن وقوع الحادث مع أمر السلطات المصرية بفتح معبر رفح البري مع قطاع غزة في كلا الاتجاهين منذ ثلاثة أيام، وقررت بقاءه مفتوحًا لمدة أربعة أيام استثنائيًا لمغادرة الحالات الإنسانية وأصحاب الجوازات الأجنبية وبعض الطلاب. ونرصد في هذا التقرير أشهر العمليات الإرهابية التي وقعت تزامنًا مع فتح معبر رفح البري، والتي تتزايد حدة وتيرة الإرهاب، إثر فتحه فى منتصف مايو 2011 وقررت الحكومة المصرية برئاسة "عصام شرف" آنذاك فتح معبر رفح بشكل دائم بعد إغلاق دام حوالي أربع سنوات، لكنها عاودت إغلاقه عقب الحوادث التي شهدتها البلاد خلال ثورة 25 يناير. ** 19 سبتمبر 2013، عاودت السلطات المصرية فتح معبر رفح الحدودي مع قطاع غزة للحالات الإنسانية بعد إغلاقه لأكثر من أسبوع، وفقًا للآلية الطارئة لمدة 4 ساعات يوميًا لإدخال المرضى والطلبة الدارسين في الخارج، ليحدث بعدها هجوم بسيارتين مفخختين بعد فتح المعبر لعدة أيام، على مبنى للمخابرات برفح المصرية قرب الحدود مع غزة ونقطة تفتيش، أسفر عن استشهاد 6 جنود وأصيب 17 آخرين. ** 26 نوفمبر 2014، أعلن التليفزيون المصري، فتح معبر رفح البري في اتجاه واحد من أجل عودة العالقين إلى القطاع، ثم تلاه عملية الهجوم على كمين "كرم القواديس" عقب أسبوعين من الحادث، الذي استشهد خلاله 30 جنديًا من القوات المسلحة، لتعلن السلطات المصرية عقب الحادث إغلاق المعبر إلى أجل غير مسمى. ** 20 ديسمبر 2014، ومع إعلان السلطات المصرية فتح المعبر، هاجم مسلحون كمينًا أمنيًا بمنطقة "الجورة" جنوب الشيخ زويد بمحافظة شمال سيناء بقذائف الهاون دون وقوع أي إصابات. ** 11 يناير 2015، مع إعلان السلطات المصرية فتح معبر رفح اختطف مسلحون ضابطًا من منطقة "الوفاق" بمدينة رفح المصرية يدعى "أيمن الدسوقي"، والذي عثر على جثمانه بعد أيام قليلة ** 9 مارس 2015، أمرت السلطات المصرية بفتح معبر رفح أمام حركة العبور بين مصر وقطاع غزة، لعبور المساعدات والحالات الإنسانية، ومع اليوم الأول لفتح المعبر قام مجهولون بتفجير عبوة ناسفة بجانب الطريق شمالي العريش بنحو 12 كيلومترًا، ما أدى إلى استشهاد 3 جنود مصريين، فيما أُصيب آخرون، ومع فجر اليوم الذي تلاه، أدى انفجار آخر إلى استشهاد 3 جنود، وإصابة و50 آخرين في مدينة العريش الحدودية مع قطاع غزة. ** وفي اليوم التالي وقعت تفجيرات إرهابية في منطقة سيناء بالتزامن مع فتح المعبر؛ أسفر عن مقتل 3 جنود مصريين، وآخرون جرحى سقطوا في انفجار عبوة ناسفة في سيارة انتحارية، في منطقة الخروبة بمركز "الشيخ زويد. ** 2 يوليو 2015، أعلنت مصر فتح معبر رفح من جديد لمدة يومين في كلا الاتجاهين، في حال إن كان الأمن مستتبًا في شمال سيناء؛ لتخفيف الضغط على المرضى من الشعب الفلسطيني، ليقع حادث إرهابي جديد باستهداف 11 كمينا عسكريا وارتكازات للجيش في شمال سيناء؛ أسفرت عن مقتل 17 جنديا مصريا. ** 8 يونيو 2015، قررت السلطات المصرية فتح معبر رفح البري لمدة 3 أيام في الاتجاهين لعبور العالقين والحالات والمساعدات الإنسانية والطلبة، ليشن بعدها هجوم إرهابي استهدف كمين أمني في منطقة، حيث هاجم مسلحون الكمين بقذائف الهاون، الجورة بمحافظة شمال سيناء؛ أسفر عن استشهاد مجند وإصابة آخر، قامت السلطات المصرية بإعلان إغلاق المعبر، بعد فتحه لأيام. وواصلت معدلات الهجمات الإرهابية فى مصر ارتفاعها خلال العام الحالى كان آخرها حادث الأمس , ومعظمها تم تنفيذه بعد فتح المعبر.