تحركات اللواء محمد إبراهيم وزير الداخلية لاحتواء شباب الألتراس فى مختلف الأندية والتأكيد على أن وجودهم فى المدرجات مهم لأن التشجيع الجماعى يعبر عن المظهر الحضارى الذى يجب أن تكون عليه ملاعبنا بما يتناسب مع اسم مصر وحضارتها وتاريخها.. هذه التحركات لوزير الداخلية تعبر عن وجهة نظر جديدة فى معالجة ظاهرة الخروج على النص فى التشجيع الجماهيرى. هى محاولة جادة للحوار واحتواء أزمة تؤرق الكرة المصرية بعد أن تحولت كل مباراة لما يشبه المعركة من اعتراضات وتجاوزات وخناقات وصواريخ وشماريخ، ولم تفلح العقوبات فى منع كل هذه التصرفات الغريبة على الملاعب المصرية. المنطق فى التعامل مع أى أزمة أن تدرس جميع أبعادها وتسعى لحلها وليس تجاهلها أو تجنبها، وهو ما سعى إليه وزير الداخلية فى اجتماعه مع رؤساء الأندية بحضور د. عماد البنانى رئيس المجلس القومى للرياضة وأحمد أنيس وزير الإعلام، والذى أكد حقيقة يجب أن ننتبه لها جميعاً أن المباريات التى تقام بدون جمهور لا طعم لها ولا معني! أتصور أن المرحلة القادمة ستشهد صفحة جديدة مع الجماهير ومنهم بالطبع الألتراس الحقيقى الذى يعتمد على التشجيع المثالى الجماعى بشكل حضارى وصورة رائعة بعيداً عن الخروج عن النص، وأدواته الجملة المنمقة والكلمات المرتبة بدون أى هتافات خارجة أو لافتات تخدش الذوق العام. وبالطبع مع الوقت ستختفى الصواريخ والشماريخ التى عطلت المسابقة كثيراً. والصفحة الجديدة يجب أن تبنى على استعادة الثقة المفقودة بين الأمن والجماهير، وأن تعود ملاعب الكرة والمدرجات نموذجاً يحتذى به الجميع، لأن المشجع الذى يدفع من قوت يومه ثمن تذكرة المباراة المؤكد أنه يهدف إلى المتعة ولا يفكر فى ارتكاب أى أخطاء أو تجاوزات ولا يحتك برجال الأمن بل يساعدهم على التنظيم الأمثل والصورة التى تتناسب مع اسم مصر العظيم. الجهود المبذولة يجب أن نوجه لأصحابها كل التحية لأن الجمهور هو أهم عناصر لعبة كرة القدم، والوعى بأهمية الالتزام من جانب الجماهير بالسلوك الجيد يجب أن يقابله وعى من نوع آخر لرجال الأمن قاموسه لا يتضمن العصا ولا القنابل المسيلة للدموع لأنها مباراة كرة وليست معركة حربية!