تستأنف محكمة جنايات القاهرة برئاسة المستشار أحمد رفعت اليوم الأربعاء بأكاديمية الشرطة محاكمة الرئيس السابق حسني مبارك ونجليه علاء وجمال، والهارب حسين سالم رجل الأعمال ، وحبيب العادلي وزير الداخلية الأسبق ، و6 من مساعديه في قضية التحريض علي قتل المتظاهرين في أحداث 28 يناير الماضي ، والانفلات الأمني ، وتصدير الغاز إلي إسرائيل، وذلك بعد ان توقفت ثلاثة اشهر طغت خلالها التوترات الدامية بين الجيش ومتظاهرين يطالبون برحيله وبالانتخابات التشريعية. ومن المنتظر ان يتم نقل مبارك صباح اليوم من المركز الطبي العالمي بطريق الإسماعيلية بالطائرة الهليكوبتر إلي مبني أكاديمية الشرطة مقر المحاكمة، بينما يحضر نجلاه علاء وجمال من مقر محبسيهما بطرة داخل سيارة مصفحة ووسط حراسة أمنية مشددة، وفي الوقت نفسه يحضر حبيب العادلي وزير الداخلية الاسبق أيضا داخل سيارة مدرعة من محبسه الخاص حيث أنه أصبح الآن يؤدي السجن في قضية غسيل أموال وسيكون مرتديا البدلة الزرقاء .. بينما يحضر مساعدو وزير الداخلية أيضا داخل سيارة مدرعة من محبسهم الاحتياطي بسجن طرة يرتدون مع أبناء مبارك الزي الأبيض وهي الملابس التي يرتديها المحبوسون احتياطيا. واستعدت أجهزة الشرطة مدعومة بقوات الجيش بفرض إجراءات احترازية لضمان سير المحاكمة في أجواء هادئة وسط تشديدات أمنية، بعدما شاب المحاكمة السابقة الكثير من الاشتباكات خلال نظرها في الشهور الماضية، جراء اعتداء أنصار مبارك على مصابي الثورة وعائلات شهدائها. ويأتي استئناف محاكمة مبارك وبقية المتهمين بعد سلسلة من التجاذبات القضائية للمطالبة برد قاضي المحكمة، إلى أن تم رفض طلب الرد، ليتولى المستشار أحمد رفعت الاستمرار في نظر القضية، التي سيجري متابعتها بشكل يومي. وكان عدد من أعضاء النيابة العامة برئاسة المحامي العام لنيابات جنوبالقاهرة، المستشار طارق أبوزيد، قاموا بحملة تفتيشية مفاجئة على سجن طرة مقر حبس نجلي الرئيس السابق علاء وجمال مبارك وعدد من رموز النظام السابق، وذلك في خطوة استباقية لاستئناف المحاكمة، لاسيما وأن تسريبات كانت تشير إلى اتصالات يجريها رموز النظام السابق مع عدد من أعوانهم خارج محابسهم وهو ما دفع إدارة السجن إلى إجراء تفتيش دوري على عنابر توقيف هؤلاء. وقال عضو هيئة الدفاع عن ضحايا قمع الثورة ضد مبارك، المحامي خالد أبوبكر، ان جلسة اليوم ستكون اجرائية، وهناك سيناريوهان محتملان، وفقاً له، الأول ان يتنحى رئيس المحكمة، القاضي احمد رفعت، اذ جرى العرف في القضاء المصري على ان يطلب القاضي الذي يتقدم الدفاع بطلب لرده اعفاءه من القضية "بسبب استشعاره الحرج"، بحسب أبوبكر، اما السيناريو الثاني فهو ان يرى القاضي انه "ليس من الصالح العام اضاعة مزيد من الوقت" قبل استكمال المحكمة، وبالتالي يستمر في نظرها مع تجديد موعد لجلسة اخرى قريباً تتم خلالها مواصلة الاستماع الى الشهود. من جهة اخرى، قال المحامي يسري عبدالرازق، وهو من ضمن المحامين الذين تطوعوا للدفاع عن مبارك، ان "هناك مستندات جديدة ستثبت براءة مبارك". وسينضم اربعة محامين كويتيين اليوم، الى المحامين المتطوعين للدفاع عن الرئيس السابق.