نواب مجلس الشعب ينامون أثناء الجلسات، لم يكن لهذه العادة تفسير ظاهر لانهم من المفترض قد جاءوا لمحاسبة الحكومة ومناقشة التشريعات والحديث باسم الناخبين الذين منحوهم أصواتهم ورغم اصطياد كاميرات المصورين الصحفيين المسموح لهم بالتواجد في القاعة للنواب النائمين ونشر صورهم في الصحف خاصة الصور المتميزة التي التقطها الزميل أحمد يوسف وكنا ننشرها في «الوفد» إلا أن النواب المشهورين بالنوم تحت القبة لم يقلعوا عن هذه العادة السيئة وكانوا يكتفون بالشجار مع المصورين أو يوجهون إليهم العتاب بعد التريقة التي يتعرضون لها في دوائرهم واستغلال خصومهم لهذه الصور في تشويه سمعتهم والشماتة فيهم أحيانا بعض نواب النوم كانوا من المشاهير مثل رئيس اللجنة الاستاذ الجامعي المعروف الذي كان يغط في نوم عميق أثناء الجلسات وكان يدخل في خناقات حامية مع المصورين بعد نشر صوره مع التقارير البرلمانية وعندما اكتشف انه لا يستطيع مقاومة النوم كما لا يستطيع منع المصورين من ممارسة هوايتهم في التقاط صورة وهو نائم وصف لحظة النوم بأنها اغفاءه اعتاد عليها ولن يستطيع مقاومتها وكان منظره يثير الضحك وهو يميل مرة علي زميله الجالس علي يمينه ومرة علي زميله الذي علي يساره ومرة تسقط رأسه فوق البينش!. ونائب صعيدي كان ينام نوماً عميقاً الي حد التشخير بصوت عال ومرة خبطه زميله بكتفه لإيقاظه فوقف مذعوراً وهو يرفع يده ويقول موافق وضجت القاعة بالضحك. وكنت أعتقد ان ظاهرة النوم في البرلمان عادة مصرية فقط ولكن اكتشفت ان المغرب تعاني منها أيضاً وقامت بحملة لمحاربة النوم في البرلمان وقرأت أن ناشطين مغاربة أطلقوا حملة عبر الفيس بوك لمحاربة ما يعرف بظاهرة النوم في البرلمان.. من خلال مرصد افتراضي لفضح ممثلي الامة الذين يستسلمون ل«القيلولة» داخل المجلس ووقعت «عيون المرصد» في أولي جلسات مجلس النواب المغربي بعد انتخابه مؤخراً علي نائبين نائمين وبادر المرصد بنشر صورتيهما واسميهما والدائرة التي يمثلها كل منهما والحزب الذي ينتمي اليه وأكد المرصد علي صفحته عزمه رصد تجاوزات نواب البرلمان علي اختلاف انتماءاتهم ودون تمييز وقرر المرصد عدم قصر الرصد علي النواب النائمين فقط ولكنه سيمتد الي النواب الذين يستغلون السلطة ويرتكبون التجاوزات. الوظيفة الاساسية لنائب البرلمان هي الرقابة والتشريع وتتم الرقابة باستخدام النائب للآليات التي تمكنه من محاسبة الحكومة أو الوزير علي أي تقصير مثل السؤال والاستجواب وطلب الاحاطة والبيان العاجل والتشريع هو اقتراح القوانين ومناقشتها ولكن سيطرة الحزب الواحد علي الاغلبية البرلمانية كما حدث في عهد الحزب الوطني المنحل تسببت في تخلي أكثرية نواب الاغلبية عن أداء مهامهم الدستورية وتفرغوا لتحقيق مكاسب شخصية، كما تسبب التزوير الفاضح للانتخابات في هذا العهد الي غياب المعارضة الحقيقية تحت القبة، مما شجع نواب الاغلبية علي عدم متابعة المناقشات التي تدور تحت القبة طالما القرار في النهاية بأيديهم سواء بالموافقة أو بالرفض وحولوا قاعة المجلس الي استراحة لالتقاط الانفاس وانشغلوا بأشياء أخري مثل صرف المكافآت والبدلات التي يتساوي في «هبشها» الحاضرون والغائبون عن طريق التزوير الذي يتم في الكشوف المعلقة للتوقيع في لوحات خارج القاعة حيث كان نواب الوطني يقسمون أنفسهم مجموعات تقوم المجموعة التي تحضر الجلسات بالتوقيع للمجموعة الغائبة وبزوغ الباقون لضمان حصول كل نائب علي 13 ألف جنيه كل شهر بدون لازمة بخلاف عقد الصفقات مع الحكومة وافتعال المشاجرات مع نواب المعارضة والشوشرة عليهم أثناء الكلام لارضاء صاحب المحل والدفاع عن الوزراء عمال علي بطال. أعتقد ان ظاهرة نوم النواب غير مرشحة للظهور تحت قبة برلمان الثورة وقد نجد اختراعات أخري تفرضها الاغلبية البرلمانية الجديدة وبدأت بوادرها تظهر في أسلوب الدعاية للانتخابات الحالية لاقتناص الاصوات