«تصريحات عدائية وكلمات عنصرية».. هذا ما أظهره دونالد ترامب، الرئيس الجديد لأمريكا، في بداية حملته الانتخابية لرئاسة الولاياتالمتحدة تجاه المسلمين ومنطقة الشرق الأوسط، إلا أن موقفه بدأ يتبدل بعض الشيء، وهو ما عكسته تصريحاته عن الرئيس عبدالفتاح السيسي. البداية كانت عندما أعلن ترامب في أغسطس الماضي، أنه إذا أصبح رئيسًا للولايات المتحدةالأمريكية، سوف يعمل على تغيير المآسى التى نراها حاليا وطيّها فى التاريخ، من خلال محاربة الإسلام المتطرف. وأضاف وقتها أنه سيتعاون مع الرئيس عبدالفتاح السيسي من أجل محاربة الإرهاب، باعتبار أن لديه سياسة واضحة رافضة لثقافة الموت التى يتبناها تنظيم داعش، وأنه سيعقد مؤتمرًا دوليًا سيدعو فيه الأصدقاء فى الشرق الأوسط – حسب وصفه-، مثل الرئيس السيسى وملك الأردن عبدالله الثانى. وفي سبتمبر الماضي، التقى الرئيس عبدالفتاح السيسي، دونالد ترامب، على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم في دورتها ال71 بنيويورك، في لقاء استمر نحو ساعة، أكد ترامب له خلاله أنه يُكنّ احترامًا بالغًا للمسلمين المحبين للسلام. ووصف أيضًا العلاقات الأمريكية -المصرية بالفعالة لنشر السلام والاستقرار في الشرق الأوسط، معلنًا دعمه القوي لحرب مصر ضد الإرهاب، متعهدًا أن تكون الولاياتالمتحدة تحت إدارته عند فوزه بالرئاسة، صديقة وفيّة لمصر، وليست حليفا فحسب. ووعد ترامب بدعوة الرئيس عبدالفتاح السيسي إلى زيارة رسمية" للولايات المتحدة إذا وصل إلى البيت الأبيض، وبعد اللقاء الذي جمع بينهما، نقلت وقتها قناة فوكس الأمريكية تصريحات عن الرئيس الجديد للولايات المتحدة يصف فيها السيسي بأنه شخص رائع وهناك كيمياء بينهم وأن الاجتماع كان مثمرًا للغاية. وفي المقابل، أكد الرئيس عبدالفتاح السيسي، أن دونالد ترامب، المرشح الجمهوري سيكون قائدا قويا بلا شك، وذلك خلال حديثه مع شبكة ال CNN، معتبرًا أن تصريحاته العنصرية ضد المسلمين في بداية حملته الانتخابية سيتم تصحيحها فيما بعد. ونجح دونالد ترامب في الفوز بكرسي الرئاسة الأمريكية، في الساعات الأولى من صباح اليوم بعد تغلبه على منافسته الديمقراطية، هيلاري كلينتون، وحصوله على 274 صوتًا من أصوات المجمع الانتخابي، بينما حصلت كلينتون على 215 صوتًا. وفي أول رد فعل دولي على فوز دونالد ترامب في الانتخابات الرئاسية الأمريكية، بادر الرئيس السيسى بتهنئته، معربًا عن أمله في تعزيز علاقات التعاون بين البلدين، وأن تشهد فترة رئاسته مزيدا من التنسيق لما فيه مصلحة الشعبين المصري والأمريكي، وتعزيز السلام والاستقرار والتنمية في الشرق الأوسط، في ظل التحديات الكبيرة التي تواجهه.