"الحصان الأسود في الرياضة بمصر"، هكذا وصفها مدربها، فلم تجد من يشاهد تلك الرياضة ولم يصبه الاندهاش، بل ربما يشعرون أن من يمارسها خارق للطبيعة، أو إنه غير حقيقي بالمرة. أبهرت الحركات البهلوانية لرياضة الباركور، سامح سعيد، حين رأها للمرة الأولى بأحد الأفلام الأجنبية، فوقف أمامه نصف مندهش والآخر مفزوع، سرعان ما قام بجلب جهاز "اللاب توب" ليتفحصه جيدًا لكي يعرف ما الذي قام بإبهاره هكذا، فلم يكن يعي تلك الرياضة حينها لعدم انتشارها بمصر، بدأ يستخدم مواقع البحث من دون أن يمل أو يكل لكي يحصل على أي معلومة. التقت عدسة "بوابة الوفد" سامح سعيد مؤسس سام أكاديمي لتدريب الباركور، ليحكي لها حكاياته مع الباركور، صار يبحث بكل حماس إلى أن وصل لبداية الخيط الذي أصبح مع الوقت شريان حياته، وكان أول فيديو يشاهده لمجموعة من الشباب تمارس رياضة الباركور ويعلمون أنفسهم، طار فرحًا عندما تأكد من وجود تلك المشاهد العجيبة الموجودة بالفيلم الذي كان السبب في وصوله لما هو عليه الآن، فكان يعتقد أنهم "نينجا" لا أكثر حتى تحقق من وجودهم. انضم سعيد لفريق الباركور عام 2009 فكانوا من أوائل من ممارسوا اللعبة، من دون مدرب أو مكان يرعى نشاطهم، فقط كان مساعدة كل منهم للآخر وحماستهم هما سيد الموقف. عرف سامح عن "الحصان الأسود" الكثير، فيروي لنا أنه عبارة عن لعبة هدفها الانتقال من مكان لآخر بأقل وقت وأقصى سرعة، وتعتبر رياضة حديثة العهد في المجتمعات العربية، وتصنف ضمن الألعاب القتالية، ولكن تختلف في أسلوب التطبيق، حيث تعتمد هذه اللعبة على خلق حالة من التناغم بين الجسد والمخ. أما عن طريقة لعب الباركور، فهي تعتمد على مجموعة من الحركات الثابتة، منها الهبوط والتوازن، والقفز السريع، والقفزة العكسية، ومن مميزاته التي قد تنعكس بشكل كبير على حياه لاعبها عندما يتخطى الحواجز المادية، تخطي كل الحواجز والعراقيل التي تجتاح حياة ممارسيها. ولكن لم تستقر الحياة على حال، بدأت عائلته بإحباطه، فكان سؤالهم المعتاد "إية الاستفادة من اللي بتعملوا؟"، مثل أي عائلة تخاف على أبنائها من أي شئ جديد، أصر سامح على تحقيق حلمه، فتخلل طريقه مصاعب أخرى، وسيطرت عليه إحداهم، لم يستطع أن يمارس لعبته المفضلة لإصابته في الغضروف، الأمر الذي كان السبب في توقفه عن اللعب لفترة كبيرة. كبيانو أنيق مغلق على موسيقاه لن يعترف حتى لنفسه بأنه خسر المعركة، وبات حلمه أن يصبح مدرب اللعبة التي سحرته حتى تحقق ذلك الحلم. "استسلمت؟!... أنت خسرت المعركة من قبل ما تدخل، جرب يمكن تكسب"، هكذا نصح سامح سعيد الشباب ليواصلوا طريق نجاحهم.