جددت وزارة الخارجية السعودية دعوتها للمواطنين السعوديين بمغادرة الأراضي السورية حماية لأرواحهم في ظل تفاقم الخطر. ووصف وكيل وزارة الخارجية السعودية للعلاقات متعددة الأطراف الأمير تركي بن محمد - في تصريحات لصحيفة (الوطن) السعودية اليوم السبت - الأوضاع في سوريا ب"الحرجة"، داعيا المواطنين السعوديين لأخذ الحيطة والحذر. وقال الأمير تركي: "إن قرار دعوة السعوديين إلى مغادرة سوريا، جاء حماية لأرواحهم، في ظل وجود أعداد كبيرة منهم هناك لأغراض العمل أو السياحة أو الدراسة". وشدد المسئول السعودي في الوقت نفسه على أهمية التزام دمشق بالبرتوكول العربي الذي يأتي كجزء لا يتجزأ من المبادرة العربية الخاصة بالوضع السوري، بما يمكنهم من تقييم الأوضاع على الأرض في ظل اتساع رقعة العنف في ذلك البلد. وأكد الأمير تركي أن "العلاقات السعودية مع سوريا كانت تحت التقييم والدراسة بصفة عامة منذ بدء الأزمة" .. مضيفا "الوضع في سوريا الآن غير مستقر وفيه خطورة، وهو ما يفسر دعوتنا لكثير من مواطنينا إلى المغادرة لأنهم قد يكونون هدفا لأن يتعرضوا للإساءة أو القتل أو الخطف". وكان من يوصفون ب"شبيحة النظام"، قد قتلوا الشهر الماضي مواطنا سعوديا خلال زيارته لأقاربه في مدينة حمص السورية، وتلا ذلك نبش قبره وإخفاء جثمانه، وهو ما أثار استياء المسئولين السعوديين تجاه هذا الأمر، حيث أعرب وزير الخارجية الأمير سعود الفيصل عن استيائه صراحة من مثل هذا التصرف الذي قال عنه إنه "ليس من شيم العرب". وكانت عمليتا التفجير اللتان وقعتا لأول مرة في قلب العاصمة دمشق أمس وراح ضحيتهما أكثر من 120 بين قتيل وجريح قد أثارت شكوك كثير من المراقبين حول مغزى وتزامن وقوعهما مع وصول أول بعثة مراقبين عرب واتهمت قوى المعارضة المخابرات السورية بتدبير الحادثين لجر أعضاء البعثة في اتجاه آخر في الوقت الذي استمرت فيه المذابح التي ترتكبها قوات الأمن والجيش والشبيحة ضد المدنيين المتظاهرين في مختلف المدن السورية والتي راح ضحيتها نحو 100 شخص في أقل من ثلاثة أيام أكثر من 30 منهم أمس .. وأكدت المعارضة السورية أن كل ضحايا حادثي التفجير من المعارضين المعتقلين أيضا. يذكر أن الاتصالات بين موسكو وواشنطن بشأن تطوير المسودة الروسية المقترحة لإصدار قرار من مجلس الأمن حول الأزمة السورية أسفرت عن طلب من موسكو بإتاحة الوقت لرؤية ما سيحدث بشأن مبادرة الجامعة العربية .. وقالوا إن فشل المبادرة قد يفتح الباب نحو قدر أكبر من المرونة الروسية تجاه جهود اتخاذ خطوة حازمة لإنهاء الأزمة.