شككت صحيفة (هاآرتس) الإسرائيلية في فاعلية الدور الذي يقوم به مراقبو الجامعة العربية, متهمة إياها بالفشل في سوريا. وأضافت ساخرة أنه على ما يبدو أن دور المراقبين التابعين للجامعة العربية ليس منع قتل المدنيين, بل أنهم قادمون لمراقبة عملية القتل أو تنفيذ مطالب الرئيس السوري بشار الأسد. وأكدت الصحيفة أن الرئيس بشار يعمل على عرقلة عمل المراقبين ويقيد نشاطهم بشدة, حتى أصبح من المشكوك فيه ما إذا كان المراقبون قادرين على القيام بعملهم على النحو المطلوب والوصول إلى ميادين القتال التي يعمل عليها الجيش السوري. وأوضحت الصحيفة أنه من الصعب على المراقبين مقابلة السجناء السياسيين, حيث أمر الرئيس بشار الأسد بترحيل السجناء السياسيين من السجون المدنية إلى العسكرية, حيث لا تسمح قوات الجيش للمراقبين بالدخول إلى السجون العسكرية. وأشارت الصحيفة إلى أنه بعد التوقيع على الاتفاق مباشرة, الذي جاء إلى حيز الوجود بعد الضغوط الروسية والإيرانية على الرئيس "بشار الأسد"، غيرت قوات الجيش السورية أساليبها المستخدمة في مقاومة المتظاهرين وأصبحت أكثر شراسة في مواجهتهم, مما أسفر عن مقتل أكثر من 250 شخصا في ثلاثة أيام. وأبرزت الصحيفة تبرير النظام السابق لقتله العديد من الضحايا, موضحا أنه يعتقد أن قتل بضع عشرات من المدنيين يوميا, من شأنه أن يهدئ من الاحتجاج، وفي سبيل ذلك أستخدم الجيش الآن أساليب جديدة وشنه حرب شاملة على المتظاهرين, فعلى سبيل المثال، استخدم الغاز المسيل للدموع للمرة الأولى بعد الإتفاقية. وأكدت الصحيفة أن المعارضة المدنية, من الهاربين من الخدمة العسكرية, تستخدم أساليب حرب العصابات التي تتسبب في خسائر فادحة للجيش السوري ولكنها تعطي الجيش ذريعة لاستخدام مزيد من القوة ضد المدنيين. وأضافت الصحيفة أنه بعد فشل مراقبي الجامعة العربية في القيام بدورها الرئيسي, وفي ظل تصاعد الخلافات بين الجيش السوري والمعارضة المدنية، فإن سوريا تفتقر إلى اتخاذ إجراءات دولية هامة من العقوبات ضد النظام الحاكم، حيث اتجهت المعارضة الآن نحو نقل الأزمة إلى الساحة الدولية، مطالبة بإرسال قوات لحماية المدنيين.