وزير الشباب يشارك في فعاليات صالون 30 يونيو بالشرقية (صور)    وزيرة التضامن تتفقد معرض ديارنا للحرف اليدوية والتراثية بالساحل الشمالي (صور)    الخارجية الإيرانية تصف سجون الاحتلال الإسرائيلى بجوانتانامو وأبو غريب    انفجار في سفينة حاويات قرب عدن    رئيس اتحاد اليد: نقدم مستوى استثنائي في باريس .. وتكتمل فرحتنا بميدالية تاريخيّة    ارتفاع عدد ضحايا عقار الساحل المُنهار إلي 4 جثث    كريم كوجاك: مهرجان العلمين حقق نجاحا كبيرا ومتواصلا لم يأتِ بالصدفة    الخارجية الأمريكية: بلينكن بحث مع نظيره الفرنسي منع التصعيد بالشرق الأوسط    مفتى روسيا: «الإفتاء المصرية»: نموذج نستفيد منه.. والأزهر منارة العلم    أعراض متلازمة القولون العصبي ومتى تعد حالة طبية طارئة؟    الرئيس الجزائرى يهنئ إيمان خليف: مبروك التأهل وسنقف إلى جانبك مهما كانت النتائج    "طلاب من أجل مصر" بجامعة دمنهور تطلق البرنامج التدريبي للابتكار وريادة الأعمال    محافظ سوهاج: تكلفة المرحلة الأولى من مبادرة حياة كريمة بلغت 45 مليار جنيه    قتيل في انهيار جزئي لجسر جراء سيول جنوب غرب السعودية    مع إقبال المواطنين على مصيف بلطيم.. محافظ كفرالشيخ يكلف بتكثيف حملات النظافة والإنارة    معلم يحرر محضر ضد طالب إعدادية بالمنوفية.. مرضتش أغششه طعني فى كتفي    نائب محافظ سوهاج يقود حملة تفتيش على مواقف سيارات الأجرة - صور    تنسيق كلية الهندسة 2023 لكل المحافظات.. وتوقعات تنسيق العام الجديد 2024    رئيس جامعة الأزهر يثمن صمود أهل غزة في مواجهة الاحتلال الصهيوني    ابن موت    ما حكم إنفاق المرأة على المنزل من مالها الخاص.. أمين الفتوى "فضل وليس واجب"    الأميرة رجوة والحسين يرزقان بمولودتهما الأولى..أول تعليق لولي عهد الأردن والملكة رانيا (صور)    أبرزها الجلطات، أسباب وأعراض ضعف الدورة الدموية    مقتل مدني وإصابة 6 آخرين في قصف إسرائيلي على بلدة دير سريان جنوبى لبنان    وزارة الشباب تستكمل فعاليات «رواد تحيا مصر» للتوعية بمخاطر المخلفات الإلكترونية    من أعظم الأمور.. داعية إسلامي يوضح فضل بر الوالدين    الشيخ يزور بعثة الإسماعيلي في قطر    في «حد النجوم».. الفنانة بشرى ضيفة الإعلامية إيمان الحصري على dmc    في اليوم العالمي له.. 6 علامات لمعرفة البطيخ الناضج    قطع مياه الشرب عن عدة مناطق في الإسكندرية.. تعرف عليها    غارات إسرائيلية على بلدات بجنوب لبنان.. و"حزب الله" يستهدف موقع حدب يارون ومستعمرة شلومي    محمد ناصف يتفقد عددًا من المواقع الثقافية بالسويس وجنوب سيناء (صور)    القائم بأعمال رئيس جامعة الأقصر تتابع اختبارات القدرات بكلية الفنون الجميلة    «التنمية المحلية» تعلن انطلاق الأسبوع التدريبي الأول بمركز سقارة غدًا    بيان مهم من وزارة العمل بشأن مقر مكتب عمل أبو النمرس- تفاصيل    اقتنع بمشروع دي زيربي.. رومانو: موكوكو قرر الانتقال إلى مارسيليا    أشرف بن شرقي يحسم موقفه من العودة إلى الزمالك (خاص)    رئيس مدينة سفاجا يتفقد حالة السدود والبحيرات تزامنا مع اقتراب موسم الأمطار    منظمة أمريكية: المجاعة في السودان ستكون الأشد في عقود    825 مستفيدا بقافلة طبية شاملة لجامعة الإسكندرية في برج العرب    لهذا السبب.. شريهان تتصدر التريند    «أكشن في بني مزار».. ماذا حدث في المنيا؟    وزارة الدفاع الروسية تستهدف نقطة انتشار مؤقتة لوحدات المرتزقة الأجانب    نجاد البرعي: الحوار الوطني نجح في الخروج بتوصيات محل توافق الجميع    توقيع الكشف على 1197 حالة مجانا في قافلة طبية بمركز ديرمواس    صورة ب1000 كلمة.. هل يمكن إلغاء الرياضات الوحشية المهينة للإنسانية    ضبط 300 طن مخللات فاسدة داخل مصنع غير مرخص بالصالحية الجديدة (صور)    التصريح بدفن جثة شاب لقى مصرعه إثر حادث مروري بشبرا    وزير الدفاع يشهد اليوم العلمي للكلية الفنية العسكرية.. صور    «الداخلية»: ضبط 31086 مخالفة مرورية متنوعة خلال 24 ساعة    "بسبب الحصان".. رسميا انسحاب نائل نصار من أولمبياد باريس 2024    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم السبت 3-8-2024    محافظ الإسماعيلية يوجه بتشكيل لجنة لبحث أسباب انهيار جسر ترعة بوادي الملاك    بمكون محلي 85%.. مليار جنيه صادرات المصرية الألمانية لصناعة البورسلين سنويًا    هل يجوز الصلاة جالسًا عند الشعور بالتعب.. الإفتاء تجيب    6 مواجهات.. مواعيد منافسات بعثة مصر اليوم السبت 3 أغسطس في أولمبياد باريس    الجيش الأمريكى يرسل أسراب مقاتلات وسفن إلى الشرق الأوسط    مفتي الهند يدين الإساءة للسيد المسيح في افتتاح أولمبياد باريس: لا يجوز الإساءة لأي نبي    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



"السلفيون" يخلعون رداء "الحاكمية" قبل دخول البرلمان
نشر في الوفد يوم 22 - 12 - 2011

بدأ ظهور الجماعات الإسلامية بمفهوم سياسى وليس دينياً، حيث رأى قائد ومؤسس تلك الجماعات ضرورة الخروج لمقاومة فساد النظام
وهو المنهج الذى سار عليه جميع مؤسسى تلك الجماعات بداية من «سالم رحال الأردنى الأصل»، صاحب فكر الجهاد ضد الحاكم ومقاومته، وهذه التفاصيل ذاتها التى قام عليها تنظيم الجهاد بزعامة أيمن الظواهرى، وهو ما اتفق عليه قادة الجماعة الإسلامية فى أواخر السبعينيات من القرن الماضى وشكلا معاً تنظيماً سرياً لقتل السادات وهو ما حدث فى أكتوبر 1981.
وعلى خلفية التحقيقات فى ذلك الوقت أكد المتهمون أن فساد الحاكم وراء مقتله وابتعاد الدولة عن تطبيق الشريعة الإسلامية كان السبب الرئيسى فى اغتياله ومحاولة إقامة نظام إسلامى بديل.
«الوفد الأسبوعى» طرحت سؤالاً على قادة الجماعات الإسلامية الذين شارك معظمهم فيما عرف بحادث المنصة الذى أودى بحياة الرئيس السادات، وبعد اقتراب الإسلاميين من الحكم بعد الانتخابات البرلمانية الأخيرة والتى سيطرت خلالها الجماعات الإسلامية، وهو: هل يجوز الخروج بمظاهرات ضد الحكومة الإسلامية التى أفرزتها الانتخابات؟ وما موقف الإسلاميين من ذلك، رغم وجود مبدأ «الحاكمية» الذى يرفض الخروج على الحاكم حتى وإن كان ظالماً أو فاسداً تجنباً لحدوث الفتنة ووقوع البلاد فى أزمات ومشاكل وصراعات.
ناجح إبراهيم، زعيم الجماعة الإسلامية ومؤسسها وهو أيضاً أحد المتهمين الرئيسيين فى مقتل السادات، يقول إن الشريعة الإسلامية فى رأيى واجبة التطبيق على المجتمع المصرى بحسب وسع المجتمع، فلكل مجتمع وسع كما لكل فرد وسع ولا يكلف الله نفساً إلا وسعها والشىء نفسه بالنسبة للمجتمعات.
ويؤكد أن الوسع يختلف من مكان لآخر ومن مجتمع لآخر، فالمجتمع السعودى «وسعه» أعلى من المجتمع المصرى الذى يعد مجتمعاً أوسع من مجتمع تونس وتونس مجتمع أوسع من تركيا وهكذا.
وأضاف أن الفترة المقبلة المفروض أن تشهد تدرجاً فى الأحكام بحسب وسع المجتمع المصرى ولابد من تبنى الحريات العامة والعدل السياسى والاجتماعى وإقامة دولة قوية اقتصادياً وأظن أن الإخوان سيكونون متعقلين لفهم ذلك.
وأشار ناجح إلى أن تحريم المظاهرات والخروج على الحاكم أمر لا يستطيع تيار أو جماعة إقراره أو ترسيخه فى المجتمع حالياً، والدستور لابد أن يكون توافقياً فهو خاص بالمصريين جميعاً ولا يخص الإسلاميين فقط.
وأكد أن الأغلبية البرلمانية قد بقت لسنوات قليلة، أما الدستور فهو دائم لسنوات طويلة ولابد أن يراعى أطياف المجتمع كله.
د. كمال حبيب، القيادى السابق بتنظيم الجهاد مؤسس حزب التنمية والسلامة، يؤكد أن الحاكمية قيمة بمعنى أن الشريعة تتجلى فى مناحى الحياة لكن المفترض ألا يخيف الناس، فالإخوان يتبنون مبدأ أن الشريعة هى المصدر الرئيسى للتشريع، وأن أغلب القوانين لا تتعارض مع الشريعة ويرون أن تأهيل المجتمع لابد أن يأتى فى المقدمة كشرط أساسى لتطبيق الشريعة.
وأضاف أن المظاهرات حق من حقوق الناس خاصة بعد الثورة، فهناك علاقة عقدية بين الحاكم والناس فهم الذين منحوا الحاكم الشرعية التى لا تستمد من الجماعات، بل من صندوق الانتخابات، وإذا لم يلتزم الحاكم بالبرنامج الذى وضعه يمكن ألا يصوت الناس له فى الانتخابات المقبلة.
وأوضح «حبيب» أن هذا يعد خروجاً سياسياً مباحاً لمحاسبة المسئول أو الحاكم، أما فكرة الخروج بالسيف فهى قديمة وغير موجودة، فالانتخابات هى الطريق الآن للتغيير فى حالة عدم وفاء الحاكم بتعهداته.
وأكد أن المفاهيم القديمة للبيعة وولى الأمر نمط سياسى قديم، فى عصور سابقة، حيث كان أهل العقد والحل هم علماء ووجهاء القبائل ورؤساء جيوش لكن الحال اختلف الآن ومن ثم ففكرة البيعة غير موجودة، وهناك شكل سياسى جديد تتوافق عليه المجتمعات الدولية جميعاً.
وأضاف أن تفعيل القيم الإسلامية هو الأهم فى الفترة المقبلة، والتى أمرنا بها الإسلام من العدل والأمانة والنظافة والحرية وكلها قيم سوف تؤدى إلى النهوض بالمجتمع.
أما ممدوح إسماعيل، مؤسس حزب الفضيلة أحد الفائزين فى الانتخابات، فيؤكد أن الحديث عن تحريم المظاهرات أمر غير وارد مطلقاً، فالمظاهرات السلمية مكفولة والإسلام أتاح ذلك، والقول الآن بتحريم الخروج على الحاكم ضد الواقع السياسى الحالى.
وأضاف أن المعارضة مكفولة للناس من عهد الصحابة فعمر رضى الله عنه قال: «إن رأيتم فى اعوجاجاً فقومونى» وإذا كانت هذه الآراء لتيار أو أشخاص فهم لا يمثلون إلا أنفسهم، والدستور لابد أن يكون توافقياً ومعبراً عن جميع أطياف المجتمع.
منتصر الزيات، محامى الجماعات الإسلامية المرشح السابق لنقابة المحامين، يرى أن الحاكم ليست له عصمة ولابد من عزله إذا خرج عن تفويض الشعب، فينصح ويعزل ويقوَّم وهناك ضوابط لا يخرج عليها أى أحد فمن أخطأ لابد أن يحاسب.
وتابع: إن تجريم المعارضة والمظاهرات السلمية ضد الحاكم ليس من الإسلام الذى كفل حرية الرأى وكان سباقاً إلى هذه القيم والمبادئ قبل الغرب أجمع، مشدداً على أن الدنيا الآن تغيرت عن العصور السابقة وأصبحت هناك آليات جديدة يعبر من خلالها الناس عن آرائهم ومعارضتهم للمسئولين الذين لابد أن يستمعوا إلى تلك الآراء المعارضة وأن تخضع للأجهزة الرقابية المختلفة التى لابد من تفعيلها الفترة المقبلة.
أما القطب اليسارى أحمد بهاء الدين شعبان، أكد أن التيارات الدينية بعد الثورة بدأت فى حصاد نتائج الثورة وإقبال الناس على التصويت، وقضية الديمقراطية تقبل ذلك، ولكن استخدام سلاح الدين والتكفير أخطر شىء، حيث رفعت شعارات دينية مرتكزة على قضية واضحة هى الصبر على الحاكم الفاسد طالما لا يمنع الناس عن أداء فرائض الشريعة وحرمانية الخروج على الحاكم.
وأشار إلى أن أى حزب أو تيار يمثل هذا النموذج لابد أن يراجع نفسه، حيث إن الشعب لن يقبل ذلك وسيضحى بأى شىء من أجل الحرية وكانت شعارات الثورة مدنية وحرية وعدالة اجتماعية ولن يسمح الشعب بأن تسلب منه الثورة والحرية التى ضحى من أجلها بدماء أبنائه.
ويشدد على أننا لن نقبل الفاشية الدينية، وأن تفعيل مبدأ وفقه الحاكمية يعد انتكاسة للديمقراطية، والمفترض أن الأحزاب الدينية التى تمتعت بحرية كفلتها لها الثورة يجب ألا تكون هى نفسها قيداً على الحرية ويجب عدم المساس بمدنية الدولة ومبادئ الثورة وأحذر من وقوع كارثة فى حالة فرض هذا النموذج على الشعب المصرى الذى لن يقبل هذا أبداً.
فيما يرى حافظ أبوسعدة، أمين عام المنظمة المصرية لحقوق الإنسان، أن فكرة إجبار الشعب على شىء الآن باتت غير مقبولة، ولن يسمح بعد الآن بنظام ديكتاتورى وتفعيل مبدأ تحريم المظاهرات وعدم قبول حرية التعبير أمر فى غاية الخطورة ويتناقض مع الالتزامات الدولية لمصر فى مجال حقوق الإنسان.
وأضاف أن الدستور المصرى لابد من التوافق المجتمعى عليه وألا يعبر عن فكر واحد أو تيار معين والأغلبية البرلمانية تكون مؤقتة والشعب الذى اختار تياراً ما إذا لم يف هذا التيار أو الحزب بالتزاماته ووعوده سوف يسقطه الشعب فى المرات التالية للانتخابات.
وأكد أبوسعدة أن المجتمعات الدولية ومنظمات حقوق الإنسان الآن تنظر باهتمام شديد إلى حرية الفرد ومبادئ الديمقراطية وحرية التعبير وتقف أمام قمع الشعوب وتسجل أى انتهاكات لحقوق الإنسان، من هنا فمصر مطالبة باحترام التزاماتها الدولية وأن تكفل حق التعبير والحرية وعدم التمييز بين أبناء الشعب، وإقرار مثل هذه القوانين متعارض مع جميع قوانين ومبادئ حقوق الإنسان فالتظاهر السلمى حق مكفول للجميع.
المستشارة تهانى الجبالى، القاضية بالمحكمة الدستورية، ترى أن الدولة المصرية راسخة ولها تقاليد دستورية، وأى لاعب سيدخل فى الجماعة الوطنية لن يستطيع فرض شروطه فما حدث من استقطاب دينى وتغير ثقافى فى النظام القديم لا يؤثر على ثوابت الدولة ودستورها.
وعما يثار عن نماذج لتحريم الخروج على الحاكم أو تحريم التظاهر السلمى قالت إن ذلك يتحمل مسئوليته لأن الأغلبية البرلمانية متغيرة فاليوم إسلامية وغداً يسارية وهكذا وفق الصندوق الانتخابى، ووضع الأغلبية المتغيرة للدستور يعد انحرافاً دستورياً فالدستور توافقى للمجتمع كله.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.