رأت صحيفة " جابان تايمز" أن الربيع العربى ، يمر بازمة ويبدو أنه دخل فى بيات شتوى ، او ما يمكن ان يطلق عليه الشتاء العربى. وقالت الصحيفة: انه بعد مرور عام على قيام الشاب التونسى "بو عزيزى" بائع الفاكهة بحرق نفسه اعتراضا على تردى الاوضاع والاهانة التى لحقت به من إحدى الضابطات التونسيات، وما تبع ذلك من ثورة شعبية أطاحت بالرئيس التونسى "زين العابدين بن على"، وانتقال العدوى الى مصر وليبيا واليمن وسوريا والبحرين ، لازالت الدماء تسيل فى بلدان الربيع العربى. وأشارت الصحيفة الى أنه اذا كانت تونس وهى التى أطلقت شرارة الثورة ، قد اجرت انتخابات برلمانية وخطت خطوة نحو الديمقرلطية ، وهى البلد العربى الاصغر والاقل مشاكل وتعقيدات طائفية، فإن الوضع فى مصر واليمن وسوريا والبحرين وحتى ليبيا ، لازال متأزما . واكدت الصحيفة ان قوات الامن السعودية تقتل المتظاهرين وتنفذ حملات اعتقال ومطاردة للناشطين ، وفى البحرين لايزال العنف هو عنوان التعامل مع المظاهرات السلمية، و شبح الحرب الاهلية يخيم على اليمن وسوريا ، وتنظيم القاعدة يتأهب لاقتناص الفرصة فى هذين البلدين ، وفى ليبيا لا نرى الا لوردات الحرب والاسلاميين وزعماء القبائل ، ويبدو ان الديمقراطية ستعانى كثيرا فى هذا البلد. اما فى مصر ، التى كان فيها سقوط الرئيس "حسنى مبارك" فى فبراير الماضى نقطة فارقة حددت ملامح الربيع العربى ، فلا يزال العسكر متمسكين بالسلطة. وقالت الصحيفة ان الوضع يبدو وكأن البيئة العربية ليست تربة صالحة لبزوغ الديمقراطية ،ولا يعنى ذلك ان الشعوب ترفض الديمقراطية والحرية ، والدليل ان كل الانتخابات التى جرت فى هذه البلدان اثبتت ان الشعوب صوتت لصالح الديمقراطية. ولكن السبب ان الانظمة الديكتاتورية سقطت ، بينما لم تسقط اساليبها وطرقها فى الاستئثار بالسلطة والقمع . كما ان هذه الانظمة نجحت خلال السنوات الماضية فى احداث حالة من الصراعات والانقسامات بين المعارضين واضعفتهم وقلصت قدرات منظمات المجتمع المدنى. وأكدت الصحيفة ان الوضع فى البلدان العربية مرتبك ، خصوصا بعد فوز التيارات الاسلامية فى الانتخابات البرلمانية فى مصر وتونس والمغرب ، بينما لم تحصد التيارات الليبرالية التى شاركت بقوة فى هذه الثورات، شيئا، يناسب طموحاتها .كما ان الشباب الذين يتجمعون فى ميدان التحرير بمصر مثلا لم يقدموا بدائل عملية ، كونهم يفتقدون التنظيم والقيادة وهو نفس الوضع فى تونس . واضاقت الصحيفة انه رغم حرص التيارات لاسلامية مثل جماعة الاخوان المسلمين فى مصر او حزب النهضة التونسى، على التأكيد على اقامة الدولة المدنية والحريات ، الا ان الوضع ربما يختلف بعد اعتلائهم لمقعد السلطة خصوصا فى ظل الصعود المفاجى ء لتيارات أخرى متشددة مثل السلفيين فى مصر. واشارت الصحيفة الى ان بلد مثل السعودية لا ترغب فى مزيد من الديمقراطيات فى البلدان المجاورة لها والدليل انها تدخلت فى البحرين بقواتها لمواجهة الانتفاضة الشعبيةهناك ، وكانت ملاذا امنا للرئيس التوسى السايق "زين العابدين بن على" ، فهى تخشى انتقال العدوى اليها وبالتالى تهديد سلطة الاسرة المالكة، كما انها تخشى النفوذ الايرانى فى المنطقة. وقالت الصحيفة انه فى ظل هذا الوضع المتأزم وعدم وضوح موقف الغرب خاصة الولاياتالمتحدة من القوى الناشئة فى البلدان العربية ، وعدم وضوح موقف هذه القوى من امريكا والمعاهدات مع اسرائيل ، فأن الربيع العربى قد لا يأتى بالحرية للعرب ، بل ان الواضح حتى الان هو مزيد من الإضرابات والمشاكل والفوضى.